الدراما المصرية تواصل هجومها على الإسلام السياسي


*

اتجهت الدراما المصرية في موسم رمضان لهذا العام لاستكمال الهجوم الذي بدأته العام الماضي على قوى الإسلام السياسي، بتصويرها على أنها جماعات من “الإرهابيين” الذين يسعون الى تدمير الدولة والمجتمع، في قوالب يرى ناقدون انها “نمطية” ولا تغطي كل الواقع.

وفي العام الماضي، وفيما كان الإسلام السياسي ممثلاً بجماعة “الإخوان المسلمين” في سدة الحكم، واجه انتقادات لاذعة من الدراما وخصوصاً بسبب مواقف مسؤولين و”دعاة” في صفوفه، بالغة التشدد تجاه الفنانين وبعض أنواع الفنون، ومن أبرز المسلسلات التي تصدت لتيار الإسلام السياسي في حينه مسلسل “باب الخلق” من بطولة محمود عبد العزيز، تناقش قضية المقاتلين العائدين من أفغانستان، ومسلسل “الداعية” من بطولة هاني سلامة، وهو مسلسل اعتنى بتصوير حالة “الدعاة” الذين كانوا يطلون عبر الفضائيات في خطاب متشدد، لم يتورع أحياناً كثيرة عن بث الكراهية بين المصريين.
أما في العام الحالي، ومع تراجع الحضور السياسي للتيارات الإسلامية بعد إطاحة الجيش بالرئيس السابق محمد مرسي اثر انتفاضة شعبية واسعة في 30 حريزان (يونيو) 2013، اتّجهت الدراما لاستكمال الهجوم، معممة صفة الإرهاب في معالجتها لأحوال الإسلاميين في مصر.
ويرى الناقد رامي عبد الرازق أن بعض المسلسلات أعادت تقديم “نموذج نمطي لجماعات إسلامية مرتبطة بالتسعينات من القرن الماضي، من خلال المظهر الباكستاني في لباسهم، وإطلاق لحاهم، في الوقت الذي سعت الجماعات لتدمير الدولة وتكفير المجتمع”.
ويصوّر مسلسل “السيدة الأولى” الإنتخابات في مصر بعد ثورة “25 يناير”، لكنه وبخلاف الواقع يصورها على انها كانت فوزاً لليبراليين، ويتحدث عن مؤامرات كان الإسلاميون يحيكونها للاستيلاء على السلطة. وعلى الرغم من الانتقادات التي يسجلها الناقد عبد الرازق على مسلسل “السيدة الأولى،” فانه رأى “شكلاً خارج النمطية عن تيار الإسلام السياسي”، اذ صوره تياراً مستعداً للتخلي عن أفكاره التي رفعها سابقاً مقابل الوصول الى السلطة، في صورة تختلف عن صورة المتشدد المفصول عن محيطه المستعد فقط لتدمير الدولة وتكفير المجتمع.
من ناحيته، يصوّر مسلسل “عد تنازلي” تحول أستاذ جامعي الى إرهابي بعد تعرضه للتعذيب الشديد من قبل الأجهزة الأمنية. ويرى عبد الرازق من خلاله، إشارة الى أن “مسؤولية الإرهاب تقع على عاتق الدولة وعنفها من جهة، والجماعات الإسلامية وعنفها من جهة ثانية”.
ويصوّر مسلسل “تفاحة آدم “مستويات سياسية واجتماعية عدة يظهر فيها تيار الإسلام السياسي من خلال شخصيات تُقدم على أنها متآمرة ولا أخلاقية، تستفيد من وصولها الى السلطة لتحقيق مصالحها الضيقة. وينتقد المسلسل ايضاً وسائل الإعلام المصرية، ويصورها على انها تعمل لحسابات خاصة بعيداً جداً عن نقلها للخبر الصحيح. وهو أكثر المسسلات لهذا الموسم انتقاداً للإعلاميين كما لـ “الإخوان المسلمين” ورجال الشرطة ايضاً، وفق الناقد مجدي الطيب.
_____
*الحياة

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *