هل حان وقت تناول الدراما للثورة وأهدافها؟


علاء عادل

تعد ثورة 30 يونية ظرفاً تاريخياً استثنائياً مرت به مصر وعاشه الشعب بكل فئاته، ولأن الدراما التليفزيونية والسينمائية دائماً ما تنهل من الواقع الذى نعيشه، فالكل أصبح ينظر إلى صناع الأعمال السينمائية والتليفزيونية لمعرفة ماالذى يمكن أن ينقلوه عن هذه الثورة، وما روايتهم عنها، فى هذا التحقيق نطرح على مجموعة من كتاب السيناريو السؤال الأهم هل آن الأوان لكى يكون هناك عمل درامى يجسد هذا الحدث الأبرز فى تاريخ مصر بعد جلاء الإنجليز، وهو إنقاذ مصر من فاشية الإخوان.
يقول المؤلف محفوظ عبدالرحمن: بالتأكيد لا نستطيع كتابة عمل عن الثورة خلال هذه الفترة لأنها عندما تريد كتابة عمل فني يتحدث عن تجربة ما، يجب أن تكون تلك التجربة متكاملة لها بداية ووسط ونهاية، والثورة حتى الآن لم تنته فهى مجرد بداية، لأنه من الممكن أن يتم كتابة عمل فى الوقت الحالى وقبل الانتهاء من تصوير العمل تكتشف أن ما قمت بكتابته غير صحيح، أو حدث به تغيير وانكشفت حقيقة جديدة.
وأضاف: الأحداث متغيرة ونحن لا نستطيع قراءة المستقبل، وأى شخص يمكن أن يقنعك بوجهة نظر، والدليل على ذلك ما يحدث حتى لو عكس معتقداتك، لأن كل شخص ينظر إلى الحدث بطريقة مختلفة عن الآخر، لذلك عندما ينوي أحد الكتابة عن حدث مثل الثورة أو غيرها من المواضيع الشائكة، لابد أن يتناوله من جانب التجربة الذاتية لأحدالأفراد، يستعرض فيها ما تعرض من مواقف.
وأشار إلى أن الكتابة عن حدث يعيش بيننا لا تصل بك إلى الحقيقة، وقال نحن مازلنا نحتاج إلى فترة زمنية لنستوعب فيها ما حدث ومازال يحدث بيننا على أرض الواقع، وإذا خرج كاتب عبقرى من بيننا يقرأ الطالع واستطاع كتابة عمل عن الثورة، سوف أكون سعيداً بقراءة هذا العمل.
وقال الكاتب الكبير لينين الرملى: يمكن كتابة أعمال تتحدث عن الثورة ولكن بشكل غير مباشر، حتى لا يتحول إلى مجرد خطبة أو موعظة، قمت مؤخراً بكتابة عمل مسرحى جديد عن الثورة سوف يقدم على المسرح القومى، بعد الانتهاء من ليالى عرض «ليلة من ألف ليلة» الذى يقدمه الفخرانى وتدور أحداثه عن الثورة، ولكن خارج الشباك نسمع بها خلال الحدث ولكن لا نراها.
وأضاف: العمل الفنى الحقيقى هو من يتناول الحدث قبل وقوعه، وهذا ما قمت به فى الثمانينيات عندما قدمت أعمالاً عن الإرهاب سواء فى السينما أو المسرح، وكانت الشرطة تقف أمام دور العرض لتأمينها من العمليات الإرهابية، ومسرحية «أهلاً يا بكوات» تنبأت بكل ما يحدث الآن، ومسرحية «تخاريف» كان بها مشهد الحاكم الذى ظل فى الحكم 20 عاماً، بالرغم من تكرار عرض المسرحية بوجود هذا المشهد إلا أنه فى عام 2005 عندما تم انتخاب الرئاسة، تم وقف عرض المسرحية.
وأشار إلى أن المجتمع المصرى أصبح يعلم الحقيقة، ويفهم ويستوعب ما حوله، ولكن دون فائدة لأنه برغم من قيام الثورات إلا أنه لم يحدث تغيير فى المجتمع وأصبح الحال كما هو عليه.
قال السيناريست محمد رشاد العربى: لا يوجد مؤلف درامى على مستوى العالم، كتب عن أحداث الثورات بعد قيامها مباشرة، والحادث الوحيد الذى كتب عنه بعد حدوثه هو أحداث سبتمبر، وقال: ففى تلك اللحظة التى نعيشها يمكن الكتابة عن حكم مبارك، لأننا عشنا فيه أكثر من 30 سنة، ونعلم جيداً أسباب قيام الثورة.
وأضاف: إذا أردنا كتابة عمل عن الثورة فيمكننا الكتابة عن العوامل التى أدت إلى قيامها، وليس أحداثها لأننا كل يوم تظهر لنا حقائق جديدة لم نكن نعلمها من قبل، وهذا إن حدث أثناء تنفيذ عمل فنى سوف يؤدى إلى خسائر كبيرة مالية وأدبية، لا شك حينها لن تقدم الحقيقة للجمهور ويمكن عدم عرض العمل لأنه يحمل فكراً مخالفاً للواقع.
وأشار إلى أن كتابة عمل عن الثورة فى ذلك الوقت هو نوع من أنواع التعجل، وإذا أردنا تقديم عمل عنها يمكن فعل ذلك عن طريق تساؤل المواطنين عما يحدث، لنستعرض ما يتداوله الشارع وآراءه فيما يحدث، دون فرض وجهة نظر معينة أو الانحياز لجانب دون آخر.
قال المؤلف زكريا السيلى: لا يستطيع كاتب سيناريو كتابة عمل يتناول مرحلة محددة سواء 30 يونية أو 25 يناير، ولكن يمكنه رصد التغيرات التى تطرأ على المجتمع فى تلك الفترة، وهذا يظهر بشكل واضح خلال أعمال رمضان واللغة التى تغيرت فى المجتمع.
وأضاف: أهداف الثورة يلزمها سنوات عديدة لكى نتحدث عنها، وبالرغم من وضع مصرعلى المسار الصحيح لتحقيق ذلك، فالمجتمع نفسه مازال به مؤيد ومعارض للثورات التى قامت، كل ذلك يمنع الكاتب لتقديم عمل يتناول حدثاً مازال عليه اختلاف، ولكن لا يستطيع أى شخص إنكار وجود تغيرات فى المجتمع.
وأشار إلى أنه عمله القادم سوف يتناول تلك التغيرات، وقال: أعمل حالياً على كتابة سيناريو جديد سوف يتم تنفيذه فى رمضان المقبل، يتناول التغيرات التى حدثت للمجتمع المصرى من عام 2011 إلى 2013 دون التطرق المباشر للثورة وما حدث بها.
بوابة الوفد

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *