” ياسمين الشام “

ياسمين الشَّام

جريس سماوي*

 

من على رأس ” قاسيون “

أطلُّ على نقط الضوء ،

المدينة ُ في سفحه امرأة ٌ

تتزينُ بالضوء

كمْ من بيوتاتها تشعلُ عبر النوافذ أحلامها !!

كم تطلُّ البناتُ على غبشِ ِالليل منها

وتنتظرُ العابرين !!

عابرون على الشام مرّوا

وهي الاميرةُ

كلٌّ رمى عند اقدامها سيفًهُ وهداياه

كلٌّ رآها على عرشها

لم تبارحْهُ منذ تفتقت الأرضُ عن بردى .

بردى مذ جرى وأفاض على الزرع ِ ،

والياسمينُ يوزع أنسامه في فضاء من الشرفاتْ

شرفاتٌ من الياسمين يهيئن للعاشقات

الحييّاتِ تشكيلة الشَعرِ

والياسمينُ نساءٌ تفوح أنوثتهن على الماء

يا بردى ، عدْ قليلاً إلى الجريان ، قليلا

كي تمرَّ العذارى ،

العذارى بناُتُك يا نهرُ

يا بردى يا أبي ، ارجعْ الدفقان قليلاً ،

قليلاً ونعبر ُجسر الحكايات

ندنو من الماء

عطشى بناتك يا نهرُ

وإبنك عطشان لم يرتو الإبن

من فيض والده ،

لمْ يرتو الابنُ بعدُ من الشمِّ يا ياسمين الشآم

ابن مَنْ أنت ؟ يسألني ” قاسيون”

ابن نهرٍ قريبٍ جنوب الشآم

أبي جاء من ” بانياس “

وسار جنوباً إلى الغور

يحرسه العشب والماء ،

أمي حفيدةُ حوران ،

عائلتي القمحُ والداليهْ .

يا بنات الجنوب

هيئنْ لي فرسي ومتاعي

انا راجع عند أهلي

واهلي قبائلُ عطرٍ من الياسمين

أنا ابنهم ، أنا

ولم يرتو الابن بعدُ من الشمِّ

لم يرتو الأبن من فيض والده النهر ِ

يا بردى .. آه يا بردى

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *