الغيطاني والقعيد يسترجعان ذكريات جديدة مع محفوظ


عيد عبد الحليم
 نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب ندوة تحت عنوان “ذكريات مع نجيب محفوظ”، بمناسبة ذكرى وفاته السادسة شارك فيها الروائيان جمال الغيطاني ويوسف القعيد وأدارها د . أحمد مجاهد رئيس الهيئة .

تناولت الندوة مجموعة من الذكريات التي عاشها القعيد والغيطاني مع محفوظ، فتحدث القعيد واصفاً شخصية محفوظ بالاستثنائية، حيث كان يرى أن جائزته الكبرى في الحياة هي أن يقدم للقارئ عملاً روائياً متميزاً كل عام، لذلك اتسم في حياته بصفة أساسية لازمته وهي الالتزام، فكان يكتب في وقت محدد، ويقرأ في وقت محدد، يبدأ عمله الروائي في بدايات شهر أكتوبر/تشرين الأول، وينتهي منه في إبريل/ نيسان من كل عام، بمعنى أنه كان لا يكتب إلا في فصل الشتاء، نظرًا لأنه كان مصاباً بحساسية في عينيه كانت تمنعه من الكتابة في فصل الصيف، ولم يتوقف عن الكتابة قط، إلا خلال سبع سنوات بعد قيام ثورة يوليو/تموز 1952 وحتى عام ،1959 وقد بدأ بعدها في مرحلة جديدة من الكتابة من خلال روايته “أولاد حارتنا”، وأرجع القعيد سبب توقف محفوظ كل هذه الفترة عن الكتابة إلى أنه كان يرى أن الثورة حققت ما كان يحلم به في الكتابة من التغيير والحرية .

وتحدث جمال الغيطاني عن مقاهي نجيب محفوظ وتنقله من مقهى إلى مقهى، مؤكداً أن هذه المقاهي أسهمت في تكوين أجيال إبداعية مختلفة .
وعن بدايات تعرفه إليه قال الغيطاني: “كنت في بداية حياتي أقرأ روايات ديتسوفسكي وتشيخوف، وفي سن الخامسة عشرة بدأت قراءة روايات نجيب محفوظ فأدركت أن في مصر روائياً بقامة هؤلاء الأفذاذ، بل ويتفوق عليهم في روحه المصرية، وفي عام 1959 كنت أسير في شارع عبدالخالق ثروت وبالمصادفة كان محفوظ قادماً من ميدان العتبة، فاقتربت منه وحدثته عن إعجابي به فأخذني على مقهى صفية حلمي في العتبة، وجلسنا هناك وسألني سؤالاً مهماً لماذا تكتب يا جمال؟ فقلت له: يا أستاذ نجيب أكتب لأنني أريد أن أكتب .

وكان هذا المقهى المعروف بمقهى الأوبرا هو الذي كان يعقد عليه ندواته الأسبوعية منذ عام ،1945 وكان معه وقتها أحمد علي باكثير وثروت أباظة وآخرون .

وظلت هذه الندوة تعقد حتى عام 1961 ولو سجلت ما كان يدور فيها لأصبح سجالاً خالداً للثقافة المصرية، إلا أن هذه الندوة تم التضييق عليها من قبل الأمن .

ثم انتقل محفوظ بعد ذلك إلى عدة مقاهٍ منها مقهى سفنكس، ثم كانت الانتقالة الكبرى إلى مقهى ريش، في ميدان طلعت حرب، وكان من روادها المنتظمين إبراهيم منصور وعبدالرحمن أبوعوف ويوسف إدريس والشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي .

وكانت الرسائل تأتي إليه من جميع أنحاء العالم على هذا المقهى الشهير على النحو التالي: مرسل إلى الأستاذ نجيب محفوظ مقهى ريش القاهرة . وأضاف الغيطاني: لكن ندوة ريش، انتهت عام 1977 بعد زيارة السادات للقدس وعقد اتفاقية كامب ديفيد، بعدها انتقل إلى كازينو قصر النيل، ومن خلال المقاهي التي جلسنا معه فيها تعرفنا إلى الأبطال الحقيقيين لرواياته مثل بطل رواية “بداية ونهاية”، أما بطل رواية “السراب” فقصة أخرى، حيث ذهب أحد من كانوا يجلسون في المقهى إليه وقال له: إن نجيب محفوظ كتب عنك رواية أظهر فيها عقدك النفسية، فما كان من هذا الرجل إلا أن اشترى مسدساً وأراد أن يقتل محفوظ به .

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *