قصيدتان من مارغريت آتوود

*ترجمة : إلياس فركوح

1

. هذه صورةٌ لي

 

التُقِطَت في وقتٍ ما.

في البدايةِ بَدَتْ أنها

طباعة ملطّخة:

خطوطٌ ضبابيّة ونِقاطٌ رماديّة

امتزجت بالورق،

بعدها، حال أن تمسحها،

ترى في الزاوية اليُسرى

شيئاً يشبهُ غُصناً: جزءٌ من شجرة

(بَلْسَم أو بيسية) تنبثقُ وتبزغُ

ثم، إلى اليمين، في منتصف الأعلى

ما يُفْتَرَضُ أن يكون منحدراً

ناعماً، ثمّة إطارٌ صغير لمنزل.

في الخلفيّة هناك بحيرة،

ووراءها، بعض التلال المنخفضة.

(التُقِطَت الصورةُ

في اليوم التالي لغَرَقي.

أنا في البحيرة، في وسط

الصورة، تماماً تحت السطح.

من الصعب أن أحددَ

بالضبط، أو أن أقولَ

كَم أنا كبيرةٌ أو صغيرة:

إنَّ تأثير الماء

على الضوء تشويهٌ وتحريف

ولكن إنْ نظرتَ طويلاً بما يكفي،

وفي آخر الأمر

يكون بإمكانكَ أن تراني.)

2. بطاقة بريد

 

أنا أفكّرُ بكَ. ماذا بوسعي أن أقول غير هذا؟

أشجارُ النخيل مقلوبةً

هي التضليلُ والوَهْم؛ وكذلك الرمل الورديّ.

ما نملكُ هو زجاجات

الكوكايين العاديّة المكسورة ورائحة

الرَشْح المتدرج، قوي الحلاوة،

مثل فاكهة المانجا على حدّ

التهرؤ والعَفَن، والتي نملكها أيضاً.

الهواءُ واضحُ اللطف، الذباب

وآثارهِ؛ الطيور، زرقاء ومراوغة.

الوقتُ يجيءُ أمواجاً هنا، مَرَضٌ

بعد يومٍ من آخَر تدحرجَ قبله؛

تحركتُ، يُسَمّى

اليقظة، ثم انحدرتُ باتجاه الليالي

غير السهلة لكن

ليس للوراء أبداً. صاحت الديوكُ

لساعات قبل الفجر، وطفلٌ مُسْتَفَز

صرخَ وصرخَ

على الدرب المعزول إلى المدرسة.

داخل الأقفاص مع الأمتعة

ثمّة سجينان،

حُلِقَ رأساهما بالحِرْاب، وعشرةُ أقفاص

مليئة بصيصانٍ مصابة بالغثيان. في كل ربيع

هنالك جِنسٌ من العِرجان، من المتجر

حتّى الكنيسة. هذا هو نوعُ سَقْط المتاع

الذي أحمله معي؛ وقصاصة

عن الديموقراطيّة من الصحيفة المحليّة.

خارج النافذة

يبنون الفندق اللعين،

وبالأظافر، يتفتتُ

حُلمُ شخصٍ ما. إنَّ عالماً يحتويكَ

لا يمكنه أن يكون سيئاً بكامله، لكن

أيكون كذلك؟ من هذا البُعد

أنتَ سرابٌ، صورةٌ صقيلةٌ ولامعة

ثُبِتت عند الوقفة

في آخر مرّةٍ رأيتكَ فيها.

عندما أقلبكَ، هناك مكانٌ

للعنوان. أتمنى لو كنتَ

هنا. الحبُّ يجيءُ أمواجاً مثل المحيط. مَرَضٌ يمضي

ويمضي، كهفٌ عميق

في الرأس، يُعَبّأ ويُسحَق، وثمة أُذُنٌ رُكِلَت.

____________

* مارغريت آتوود شاعرة، وروائيّة، وناقدة كنديّة عُرفت من خلال طرحها لموضوعات نسويّة وميثولوجيّة، كما اعتُبِرَت أحد المؤشرات على التفكير النسوي. تميّزت بطلات رواياتها بكونهن يشكلن نوعاً من شخصيات “جميع النساء”، أو الأعضاء الأضعف في المجتمع. يمكن إدراج عدد من رواياتها ضمن أدب الخيال العلمي، مع أن كتابتها ترقى إلى ما فوق المعتاد في هذا التجنيس الأدبي.
______

*ضفة ثالثة.

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *