أنا صورة تربك عيني

(ثقافان)

أنا صورة تربك عيني

أحمد عمر زعبار

(شاعر وإعلامي تونسي مقيم في لندن)

إلى أ.أ

لا أحد يراني

تشتعل أجسادهم

فيأكلون جسدي

ولا أحد منهم يراني

جسدي الذي أعماهم عن رؤيتي

أحبه

لكنني غريبة فيه كأنه منفى

لماذا كلّما أحدٌ منهم صدفة رآني

أهرب مني إلى حكايات أؤلفها سرّا عنّي؟

لماذا أحب المرايا وأخاف مرايا عيونهم

لماذا واقعي كاذب وخيالي من لحم ودم؟

لماذا

أنا وحدي من يكتب إليَّ رسائلي

لماذا

لا تشرق الشمس داخلي

لماذا

أتدفأ بصقيع عيونهم

أُضاءُ كليل المدينة

وأنا

خيمة تحت ليل القبائلِ؟

لماذا

جسدي صيف دافئ وأهجره إلى صقيع الزوايا

الطريق إليَّ بلا طريق

أسير نحوي وأخاف الوصولَ

أخاف الفراغَ وسطوةَ العدمِ

أنا لعبة الأحرف بين الأمل والألمِ

أمنحُ الجسد ما شاء من كرامات ومن “كْرِيماتٍ” وما فاضت به المساحيقُ من ألوانِ

لكن الجسد يخونُ

والعيونُ

تقطف الهامش وتهملُ المعاني

لا أحدَ منهم يراني

عيون/أشباح ما همّها حزني ولا فرحي

ترى شبحي ولا تراني

أنا الغياب الماثل أمامهم

أنا الحاضرة في كل صهيل, في كل زفرة, في نار الجسد, لا أحد منهم يراني

أُحبّني وأخافني

أحبّ المرايا وأخاف صدقها الموجع.. فالجسد يخون

أنا صورة تُربكُ عيني

أنا معركة بيني وبيني

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *