(ثقافات)
من حيفا مع خالص العِتاب
مرزوق الحلبي
أطفالٌ ثلاثة على الشاطئ
هدمت قصرهم
موجة واحدة
*
العصفور الذي أضاف
إلى عُشّه قشّة
تفرّغ الآن للغناء
*
التقت نظراتنا
لحظةَ رشفتْ قهوتَها
وابتسمنا للجرحِ في أول نظرة
*
ضحكتُ لرسمة الجرافيتي قبالتي
كأنني أضحك لي
في المرآة
*
الصداقات القديمة
التي تركتُها في سفحِ الكرملِ
لم تغيّر مكانَها
*
في المسافةِ إلى محطّة الحافلات
ثلاثة انكبّوا على الحاويات
وهم يتمتِمون
*
امتدت قبلتُهما إلى الرصيفِ
دار النادل على روّاد الحانة
بالكؤوس
*
الشمس في حيفا تُخيفَ القططَ
تشوي وجوهَ الناس
وكلامَهم
*
الليلُ في المدينةِ
سرديّةُ الغريبِ للغريبِ
فرحٌ سائلٌ،
ضوءٌ خافتٌ في آخرِ الطريق
*
لأغاني الحانات
طعمٌ لا يُقاوَم
تنقرُه بأصابِعك على لوحةِ المفاتيح
*
شوارعُ المدينةِ خاليةً
أنتَ لا تعرفُ أحدًا فيها
*
في أعلَى الدرجاتِ
امرأةٌ تسألَك كلّ يومٍ بعضَ الدراهمِ
وتمْضي
*
في المدينةِ لا تنتظر منّة من أحدٍ
المتسوّلون وحدهم يبتسمونَ لكَ
*