مارك توين عراب أسطورة “أرض الميعاد”

مارك توين عراب أسطورة “أرض الميعاد”

شذى يحيى

“جلس هذا الصباح خلال الإفطار التجمع المعتاد للبشر القذرين ينتظرون أن يلقى إليهم الفتات نظراً لبؤسهم ،لقد ذكروني بالكثير من الهنود الحمر جلسوا قي صمت وصبر لا يكل يراقبون حركاتنا بتلك الوقاحة المقيته التي هي فعلاً من صفات الهنود الحمر والتي تجعل الرجل الأبيض عصبياً وهمجياً يود إبادة القبيلة والحشرات تأكلهم والأوساخ قد غطت أجسادهم” هذه هي إحدى المقاطع التي كتبها أبو الأدب الأميركي “مارك توين” واصفاً الفلسطينيين العرب في واحد من أهم كتبه “أبرياء في الخارج” والذي صدر في العام1869م ،وهو الكتاب نفسه الذي أهداه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل لباراك أوباما رئيس الولايات المتحدة أثناء زيارته للبيت الأبيض في مايو2009م فما الذي يجعل كتاب رحلات من القرن التاسع عشر على هذا القدر من الأهمية؟؟!

الحقيقة أن الأربعة سطور التي تعهد بها جيمس بلفور لروتشيلد في العام1917م لم تكن لتكتسب قوتها ومرجعيتها لولا الدعم الأميركي والأوروبي في سان ريمو 1920م عندما أصبحت هذه السطور تكليفاً لسلطة الإنتداب البريطاني وكان وراء هذا التكليف رأي عام شكلته عدة عوامل كان منها هذه الكتابات التي لم تكن جديدة فقد كتب مثلها شاتوبريان ولامارتين وغيرهم من المستشرقين الأوروبيين بل إن لامارتين وصف الشرق كله بأنه أمم بلا أراض ولا أوطان ولا حقوق ولا قوانين ولا أمن تنتظر في قلق حماية الإحتلال الأوروبي لها ولهذا فإن بلفور عندما ذكر أنه أعطى وعده لأسباب أخلاقية لم يكذب فالمنطق الاستعماري يرى أن البرابرة ينتظرون المتعلميين الأوربيين كمنقذين للأرض المقدسة من التخلف أو كما كتب حاييم فايتسمان لبلفور في ال30من مايو1918م “من شأن الوضع الراهن أن يؤدي بالضرورة إلى إنشاء دولة فلسطسنية عربية لو كان في أرض فلسطين شعب عربي لكن الوضع الراهن لن يؤدي في الحقيقة لذلك لأن الفلاح متاخر عن هذا العصر بما لا يقل عن أربعة قرون والأفندي كذاب غشاش غير متعلم وطماع ولا يتصف بالوطنية مثلما لا يتصف بالكفاءة”، أما اليهود فمن المؤكد أنهم يتصفون بالكفاءة والمعنى المقصود من خلو الأرض من السكان هو خلوها من المتمدينين والعربي الفلسطيني المقاوم للاستعمار هو مجرد متوحش غبي وكم مهمل معنوياً ،ولم تكن الولايات المتحدة بعيدة عن هذا المفهوم فأميركا التي كانت ما تزال في بدايات تكونها شغلت بالشرق الأوسط في فترة مبكرة جداً منذ بداية القرن التاسع عشر في إطار حملاتها ضد

صورة قديمة تظهر فيها بركة حزقيال تعود إلى عام1870م- تصوير فيلكس بونفيل – مقتنيات .مؤسسة جيتي للبحوث

قراصنة البربر ومن ثم تأسيس الجمعية الشرقية في عام1842م التي قال مؤسسها بيكرينج أن أميركا تعتزم دراسة الشرق حتى تحذو حذو الدول الإمبريالية الأوروبية وأن الظروف مواتية بعد معاهدة مترنخ ولويس فيليب وإختراع الرفاص المروحي مما يسهل الإختراق اليورو اميركي للشرق وهكذا كانت بداية العلاقات الأميركية الفعلية بالشرق بإرسال بعثات تبشيرية وإرساليات مؤيدة من الحكومة ، هذه البعثات كانت محملة بحمل من الكراهية والاحتقار لسكان الأرض المقدسة الاصليين نتيجة عوامل عدة مثل الدعاية التي بثها اليونانيين عن مذابح الأتراك المسلمين وميراث الحروب الصليبية وميراث من شاركوا في الحملات الاستعمارية للشرق ثم هاجروا بعدها لأميركا كما أنهم كانوا محملين أيضاً بالرسالة التمدينية التحضرية للبعثات التبشيرية والتي قام بها الفرنسيين والانجليز قبلهم تلك الرسالة التي قسمت البشر إلى متمدنين وبرابرة ،والتقسيم بين وحدات إجتماعية موازية هي قبائل وجماعات زراعية بدائية ودول حديثة قومية بالإضافة إلى حملها للمنظور الأميركي أن الدولة الليبرالية هي الأساس لإيجاد حضارة حديثة ،ولعل أبلغ الأمثلة على هذه الرؤية هو ما كتبه المبشر ويليام تومسون في كتابه “الأرض والكتاب” والذي نشر في عام1859م ذكر فيه أنه عندما زار الأرض المقدسة رآها مملوءة بالهمج الدخلاء وهذا الكتاب مازال يستخدم لتغذية العداء ضد العرب في أميركا حتى اليوم فالرجل لم يرى صلاحاً لأحوال هؤلاء إلا عن طريق واحد ألا وهو اعتناقهم للمسيحية وهذه الفكرة هي التي أثرت على توين فيما بعد عندما كتب “أبرياء في الخارج” ،فكتب المبشرين هي التي شكلت الوعي لدى الحجاج الأوائل بأن أرض الميعاد تنتمي لهم وهي التي خلقت صورة الدخلاء العرب ليستخدمها بعد ذلك كتاب أدب الرحلات والرحالة والأدباء من نخبة المثقفين الأميركيين التي كانت تتكون غالبيتها من البروتستانت الإنجيليين البيض ال”WASP” والتي ساهمت في صنع طبقة كثيفة من الحقائق المختلقة منعت الحجاج والسائحين فيما بعد من رؤية الواقع وجعلتهم يصنعون واقع خاص بهم مستمد من الإنجيل ونبوءات العهد القديم بعودة اليهود لفلسطين وإقامة مملكة الله عليها وإشعارهم بما أنهم ورثة اليهود بأنهم أصحاب الأرض الأصليين  كما عبر القس ديويت تالميج “بنى الرب بيديه اليسرى فلسطين وبيمناه منحنا النصوص المقدسة لذلك فإن يد الخالق اللتان صنعتا هذا تحتمان علينا أن تكون هذه الأرض تحت إشرافنا الدقيق عندها سيكون الإنجيل أكثر مجداً وستسود كلمة الله” ،وقد توثقت العلاقة أكثر بين فلسطين والولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر فمع بداية عصر المخترعات العلمية واختراع الآلة البخارية أصبح السفر أكثر سهولة لهذه الأماكن وقد زادت هذه الرحلات والرغبة في زيارة الأرض المقدسة أكثر في فترة ما بعد الحرب الأهلية فالمواطن الأميركي الذي خاض غمار حرب عنيفة جرحت ضميره الكالفيني النقي في حاجة لنوع من التصالح مع ما هو مقدس كذلك كانت هناك رغبة داخلية قوية في إثبات أن العلم والمخترعات العلمية ليست سبباً للدمار والخراب الذي حل بأميركا لذلك كان البناء في الغرب من ناحية والدعم المادي لإقامة مملكة الله في فلسطين في الشرق ،ومن ناحية أخرى راحة للضمير الأميركي ولعل هذا يتجلى في كتابات السائحين والزوار الأميركيين للأرض المقدسة التي تبدو كأنها مشاركة في حرب صليبية واجتاح أميركا ما يعرف باسم “هوس الأرض المقدسة” Holy land mania ولعل أبلغ دليل على هذا تلك الرسالة التي أرسلتها ماري تود لينكولن أرملة إبراهام لينكولن لأحد الأصدقاء قالت فيها أنه من يوم الجمعة العظيمة سنة1865م وهو يوم اغتيال لينكولن  وقبل ساعات من الحادث حدث بينها وبين الرئيس جدل كبير حول أنه الآن وقد أوشكت الحرب الأهلية على نهايتها فإنه يرغب في الذهاب إما إلى كاليفورنيا أو إلى الحج في القدس وإنها كانت ترغب في الذهاب لكاليفورنيا ولكن وقبل لحظات من إغتياله قال لها مرة أخرى أنه يرغب جداً في زيارة فلسطين ،هذه الكلمات ربما هي التعبير الأمثل عن جوهر الضمير الثقافي البروتستاني في تلك الفترة والتفسير للإقبال الذي اجتاح الطبقتين العليا والمتوسطة على رحلات الأرض المقدسة الرغبة في أن تترك تراثاً من رحلتين الأولى إلى الجذور في الأرض المقدسة أرض الميعاد لكي تثبت الحق في مملكة الله الأولى في الأرض القديمة والثانية إلى الغرب حيث كاليفورنيا مملكة الله في الأرض الجديدة مصير خاص ومميز في الشرق وآخر في الغرب في أحدهما يستخدم التقدم لإرضاء الروح والثاني يستخدمه لإرضاء المادة ،حتى بناء قناة السويس الذي تزامن مع العمل في خط السكة الحديدية الذي ينقل المهاجرين إلى الغرب أصبح هو الآخر إشارة وعلامة على نبوءة سيادة العالم ،فارتبطت أحلام الهيمنة والإمبراطورية الأميريكية المثالية “أرض الأحلام” بأسطورة “أرض الميعاد” في الذهن الأميريكي وأصبح العرب هنود حمر شرقيين كما وصفهم توين بذلك في أكثر من موضع في كتابه ،وأصبحت جمل من نوعية “يجب أن تخجل فلسطين من نفسها حتى البحر الميت وبحيرة طبرية هزيلان أقبح ما رأيت تحتاج فلسطين إلى رسام يحمل ريشة ملونة ليلونها بألوان جميلة” أو “يمكن أن تفوز فلسطين بالجائزة الأولى في مسابقة أقبح أراضي العالم” نبراساً للنخبة الاميركية والمجتمع الأميركي عموماً هذا المجتمع الذي كان يسعى لبناء حضارة خاصة به مستمداً منابعه من المنابع الثلاث للحضارة الغربية ( الكلاسيكية – المسيحية – التنوير ) ليخلق منها طبعة بروتستانتية إصلاحية كالفينية ليس لديها أي موروث عدائي مع اليهود بل على العكس تكن احتراماً خفياً لهم لأخلاقياتهم في العمل ودأبهم ومثابرتهم ،بل إن توين كتب ذات مرة أن اضطهادهم من المسيحيين ما هو إلا نتيجة للغيرة من نجاحهم ،بل واعتبرهم المجتمع الأميركي شركاء له فهم موجودون منذ فجر أميركا وشارك بعضهم في وضع الدستور الأميركي وحارب عشرة آلاف منهم في جيش الشمال وسبعة آلاف في جيش الجنوب كما احتضنت اميريكا موجات وموجات ممن فروا من أوروبا الشرقية والغربية أيضاً نتيجة الإضطهاد ولهذا فقد اعتبرهم المجتمع الاميركي شركاء له منذ الوهلة الأولى بل و تدخلت حكومة الولايات المتحدة أكثر من مرة في سوريا وصربيا وروسيا في النصف الأول من القرن التاسع عشر لصالحهم ،لم يتسنى للينكولن زيارة الأرض المقدسة ولكن زارها خلفه جرانت في عام1879م حاملاً معه ثلاثة كتب كانوا بمثابة دليل لأي حاج اميركي قام بعده بهذه الرحلة هذه الكتب هي الف ليلة وليلة ،والكتاب المقدس ،وكتاب توين أبرياء في الخارج هو أكثر كتب الرحلات مبيعاً في الولايات المتحدة حتى اليوم وله الدور الأكبر في تشكيل الموقف الأميركي من الدولة العثمانية وفلسكين بل والنقاشات التي دارت في أميركا بعدها بعشرات الأعوام حول وعد بلفور لهذا ليس بغريب أن يهدي نتانياهو هذا الكتاب لأوباما.

صور نادرة لأهالي فلسطين في القرن التاسع عشر الميلادي- سكان رام الله

وكما أثرت البعثات التبشيرية ورحلات الحج والكتابات الأدبية على الرأي العام النخبوي الأميريكي في مجمله كان تأثير أفلام مثل بن هور والأرض المقدسة بعد اختراع السينما والمعارض العالميه قبلها كبيراً على الجمهورالأميريكي العادي فيما يختص بقضية الأرض المقدسة وفيما يختص بالنظرة الإمبريالية التوسعية للسياسة الأمريكية عموماً وأبلغ الأمثلة على ذلك معرض سانت لويس الدولي سنة1904م الذي افتتح معرض القدس فيه الرئيس الأميريكي في تلك الفترة ثيودور روزفلت وهو نفسه كان قد قام برحلة الحج للأراضي المقدسة مع عائلته وهو طفل ،وقد كتب روزفلت في تقدمته للمعرض جملة لافته هي “إن الهدف الرئيس لهذا المعرض هو التأكيد على الجانب الديني للتقدم والحداثه فإظهار هذا الرابط هو الهدف الحقيقي للمعرض “.

كما كتب القس دبليو.بي. بالمور مستشار شركة القدس المنظمة للعرض في تقدمته “إن هذا الجناح هو ملخص لكل أهداف معرض سانت لويس ‘إن تقديم نموذج مطابق للقدس في منتصف المعرض تماماً دلالة على أن المدينة في وسط قلوبنا وهي إحدى العلامات المهمة في البناء البروتستانتي الأميركي ،الصحيح أن كل الطرق لا تؤدي للقدس لكن كل بوابات المعرض ستؤدي إليها”، إن ما قاله روزفلت وبالمور يجيب على تساؤل واضح هو لماذا يخصص معرض لإنجازات التقدم العلمي والتقني مركزه لمجسم مدينة قديمة مثل القدس بل ويستقدم مسلمين ومسيحيين ويهوداً شرقيين وحيوانات للركوب وبضائع وصناعات بدائية لتعرض فيه إلا لإثبات تفوق الأنظمة الرأسمالية والحداثة والمخترعات وإظهار قوة وأمجاد الإمبراطوريات الحديثة هي وسيلة أخرى لتقسيم العالم لقسمين واحد متخلف والآخر متقدم لتبرير التوسع فيسعى الأكثر تقدماً للتوسع في المكان لإحداث نقلة زمنية للأكثر تخلفاً ليلحق بركاب العصر وفي هذه الأثناء يسيطر على موارده ومقدراته ومن وجهة النظر الاستعمارية تعم الفائدة على الطرفين ، ولقد ركز معرض سانت لويس على إظهار روعة الحضارة الغربية أمام التخلف الشرقي في رحلة من الماضي المتمثل في القدس للحداثة في محاولة لإقناع الأميريكيين أنهم كمؤمنين مندوبين من العناية الإلهية لإقامة كلمة الله على الأرض فكان إنشاء مجسم للقدس القديمة في قلب سانت لويس المتحضرة بمثابة محاولة لإيجاد تمثيل لكيف يتحد العالم تحت كلمة الرب وهذا المفهوم سيكون خالياً إن لم تكن مدينة الله في قلبه وبهذا استطاع معرض القدس والمعارض والمناسبات التي تشبهه أن يرسخ ويبرر في الذهن الشعبي الأميركي شيئيين الأول أن استعمار المتخلفين حق للمتقدمين ،والثاني انهم من حقهم كأبناء للرب أن يقرروا مصير مدينته ومملكته ويمنحونها للأجدر والأجدر في نظرهم هو من يستطيع بناء أرض الميعاد فيها وقد قدمت الحركة الصهيونية منذ البدأ نفسها على أنها هذا الأجدر المتمدين المتحضر بينما في نظر الأمريكيين كانت الصورة قاتمة على الجانب الآخر وعندما التقط الصهاينة طرف الخيط لم يتركوا مناسبة إلا وقدموا أنفسهم فيها على أنهم مندوبي التحضر في الأرض المقدسة ضد الهمج والبرابرة العرب ولذلك نالوا الدعم السياسي والمعنوي والمادي الأمريكي من قبل الرأي العام قبل الحكومات الرسمية خاصة بعد ماقدموه في الجناح اليهودي الفلسطيني في نيويورك 1939م من تصوركامل لدولة مدنية علمية ديمقراطية متحضرة على الطراز الأمريكي وحازوا به على المركز الثالث في العروض وقد افتتح الجناح ألبرت أينشتين وطبعت الدعوات باسمه كما ألقى كلمة في الافتتاح شرح فيها الجهود التي بذلها اليهود في تحويل فلسطين لدولة متقدمة في سنوات قليلة ،وتصدر الجناح منحوته من النحاس المطروق عنوانها “العالم والعامل ومعمر الأرض” نحتها الفنان اليهودي موريس أسكالاون تلاه قاعة خصصت لإنجازات المستعمرات اليهودية فقاعة أخرى لبيان تحول المناطق الجرداء إلى مصانع ومزارع ،ثم قاعات لمستوطنات زراعية ومدن مخططة وصناعات وأخرى للثقافة ونظم التعليم والبناء الاجتماعي والبنية التحتية ثم قسم أسموه الأرض المقدسة بين الأمس والغد عرضوا فيه مجسم لمعبد سليمان ولمعالم الأرض المقدسة الشهيرة ومعرض للفنون والحرف والصناعات اليهودية مخطط متكامل لدولة حديثة متكاملة الأركان ابهرت الزوار الأمريكيين ولونت بالريشة الأرض القبيحة كما كان يتمنى مارك توين ،وكان كل هذا قبل عشر سنوات كاملة من قيام إسرائيل وقبل الحرب العالمية الثانية والهولوكست مما يدل على زيف الإدعاءات من أن فكرة دولة لليهود على أرض فلسطين كانت وليدة ما حدث لهم في الحرب العالمية الثانية بل هي وليدة التعصب الديني والجشع الاستعماري والعنصرية والنظرة الفوقية للرجل الأبيض ،فلم تكن أرض بلا شغب بل كانت في نظرهم بشعب لا يستحقها ولا يستحق شيء آخر.

صورة من داخل أحد أقسام الجناح اليهودي الفلسطيني – معرض نيويورك 1939م قسم أسموه الأرض المقدسة بين الأمس والغد عرضوا فيه مجسم لمعبد سليمان

حقيقة لخصها أيضاً مارك توين على لسان بطله توم في روايته التي كتبها للأطفال بعد عقود من كتابته “لأبرياء في الخارج” وهي بعنوان “توم سوير خارج البلاد” ونشرت في العام1894م ،وهو يتحدث لصديقه العبد الأسود المحرر “ها كلبري فين” حين سأله لماذا الأرض المقدسة؟ ويجادله بأنها لصوصية أن تسرق أراضي رجل آخر فرد عليه توم  هي مجرد أرض لهم حتى لو كانوا يملكونها أما يهودنا ومسيحيونا هم من جعلوها مقدسة أنه من العار أن لا نقف ولا حتى دقيقة واحدة عند هذه الحقيقة ولابد لنا أن نزحف لننتزعها منهم ،وما كان توين يريد أن يحييه هنا هو حرب صليبية عصرية تقوم بها الحكومات الأوروبية والأمريكية يخلق وضعاً يقنن انتزاع الأرض من ملاكها ليمنحها ليهودهم ومسيحيهم فهم من أعطوها قداستها الحقة وبرر بهذا استعمار الأرض في رواية جاءت مواكبة لفجر الصهيونية الهرتزلية وبهذا أصبحت المرجعية الدينية أساساً مقبولاً للتوسع الاستعماري

*مجلة الهلال عدد نوفمبر 2015 ومدونة الكاتبة

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

تعليق واحد

  1. هاني سمير يارد

    المقتطف المتترجم مبتور، ناهيك عن أن إرجاع فكرة أرض الميعاد إلى مارك توين فيها كثير من الإجحاف.

    This morning, during breakfast, the usual assemblage of squalid humanity sat patiently without the charmed circle of the camp and waited for such crumbs as pity might bestow upon their misery. There were old and young, brown-skinned and yellow. Some of the men were tall and stalwart, (for one hardly sees any where such splendid-looking men as here in the East,) but all the women and children looked worn and sad, and distressed with hunger. They reminded me much of Indians, did these people. They had but little clothing, but such as they had was fanciful in character and fantastic in its arrangement. Any little absurd gewgaw or gimcrack they had they disposed in such a way as to make it attract attention most readily. They sat in silence, and with tireless patience watched our every motion with that vile, uncomplaining impoliteness which is so truly Indian, and which makes a white man so nervous and uncomfortable and savage that he wants to exterminate the whole tribe.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *