*عبدالله بن عمر
بعد وفاة الكاتب الروائي الأميركي “مارك توين” بقرنٍ ونيف، صدرت مذكراته باللغة العربية، بجهد من مشروع “كلمة” الذي تقوم عليه هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة بدولة الإمارات العربية المتحدة. قام بترجمة الكتاب: سعيد رضوان حران.
مارك توين، الصحفي، ثم الروائي، والكاتب الساخر الذي ترك أثراً غير عادي في تاريخ الأدب الأميركي المعاصر، افتتح كتابه بمقدمة قصيرة غير مألوفة يقول فيها:
“سأضع في اعتباري في هذه السيرة الذاتية أني أتحدث إليكم من وراء القبر، واني سوف أكون في عداد الأموات حين يصدر هذا الكتاب.. لقد بدا لي أنه يمكنني أن أتحدث بمطلق الصراحة والحرية -كما لو كنت أكتب رسالة غرامية- في حال تأكد لي أن ما سأكتبه لن تقع عليه عين إلا بعد وفاتي وتحرري من قيود هذه الدنيا”.
يقع الكتاب في اثنين وثلاثين فصلاً ممتداً في مساحة مقدارها مئتي صفحة من القطع المتوسط، ابتدأت بميلاد مارك توين في قرية تقع في ولاية ميزوري سنة ١٨٣٥، وانتهت بفاجعة وفاة ابنته جين في سنة ١٩٠٩ التي سبقت سنة وفاته.
وبين الميلاد وما قبل الوفاة بقليل كانت حياة مارك توين عبارة عن فواجع وفظائع متلاحقة، ومغامرات نجح في توثيق الكثير منها في هذه المذكرات بأسلوبه المعهود الذي يجمع بين السخرية البالغة والمرارة الخفية أحيانا، الظاهرة في أحيان أخرى.