(ثقافات)
أنشودة السلام
بقلم/ منى عبد اللطيف
وسط لهيب أوتار الكمان
وصفير الرياح الباردة
صرت أدور وأدور
أقاوم تارة أنهزم تارة
وتطيح بي الرياح مرات ومرات
في عالم يحكمه الشيطان
شيطان شهواني همجي
اغتصب الإنسانية
وتعربد مختالا
وتجرع كأسًا فاضت ببراءة الأطفال ودماء الأبرياء…
أنا الحياة الموءودة
أنا الأم الثكلى
عشنا عمرًا نحتمي بالحجارة
فهوت على رؤوسنا الحجارة
ودُفنتِ يا ابنتي تحت الحجارة…
لأفيق أنا على ضحكات القدر
ضحكات ساخرة مهزومة
انتحبت لأجلها المآذن
فتنكست رؤوس أجراس الكنائس
لتتحطم أمامهما المعابد
وكفرت أنا بكل تعاليم القدر
فمستقبلي اليوم وارته الحجارة
نهضت رغم الألم
مزقت ردائي وحجابي
أطحت بالرياح
وذبحت أوتار الكمان
ورقصت حافية عارية
أمام الأخوة والأخوات
أخوات صامتات أفواههن مخيطة، عيونهن، آذانهن
حتى سيقانهن وكفوفهن مخيطة
بخيوط طامعة جبانة تحركهن
تتحدث بلسانهن
وتصم آذانهن وتعمي عيونهن
وحين وقفت أمامهن دفنت رؤوسهن في التراب
تراب مخضب بالدماء
دماء تنزف من جسدي
ودماء بكاء الأحجار
ليعلو صوت الأنشودة
أنشودة من دموع ودماء ونواح الأطفال
يرقص فوقها جسد صارخ
في وجه الأخوة والأخوات
أخوة يصيحون كالديكة
سلام سلام سلام
أي سلام!
وسماؤنا تمطر نيران
وأرضنا صحراء جدباء تزحف كالهشيم
فاحترقت أشجار الزيتون
ومُزقت أجنحة الحمام
أي سلام في عالم يحكمه الشيطان
أخواتي تحت سريره جاريات
واخوتي أمامه عبيد ساجدين
منهوبين
مُغتصبين
سُبيت نسائهم
وقُتل أطفالهم
وهم يصيحون سلام سلام!
أي عالم هذا؟
يقتلني كل يوم
ويردد سافرة خاطئة متعدية
ولا شهادة فيه للنساء
*شاعرة مصرية