الفنان التشكيلي صالح الهجر: أهتم بالعمل على النصوص وتحويلها من الحالة اللفظية إلى الحالة البصرية

(ثقافات)

الفنان التشكيلي صالح الهجر: أهتم بالعمل على النصوص وتحويلها من الحالة اللفظية إلى الحالة البصرية

حاورته : ضحى عبدالرؤوف المل

يغرق الفنان «صالح الهجر» في ينابيع الكلمة التي تتخذ من الحروف العربية أساساً لها، مما يسمح له بتحويلها إلى فن تشكيلي بصري ذي جذور عميقة تتخطى حدود طقوسها الكتابية دلالياً وجماليا. إذ يعمل صالح الهجر على ما يتضمن من أسرار الكلمة منحى فني وآخر أبجدي مرتبط باللغة العربية الأكثر تعقيداً من رموز الحرف وما يعنيه رياضيا أو جيومترياً أو فيزيائياً أو حتى كل ما من شأنه أن يتخطى حدود الرؤية الحروفية حدسياً ومعه أجرينا هذا الحوار:

{ تجمع بين جماليات حروفية وعشوائية الحركة ضمن نظم التعبير البصري المؤدي جماليته الفنية؟

– الحرف العربي هو عنصر تشكيلي وتجريدي قائم بحد ذاته، وهذا يعطي لي المجال ليكون فيه الكثير من عناصر الجمال من حيث اللون والتشكيل والتكوين، وهذا يجعل مساحة التعبير تتسع للخيال لتتكوّن منه الصورة البصرية التي أودّ إيصالها.

{ هل تكافح تشكيلياً من أجل الوجود في العالم الحديث ونحن حالياً أمام عصر الذكاء الإصطناعي أو اليد الإلكترونية؟

– الفنان الحقيقي هو الذي يسعى دائما للبحث في كل ما هو جديد من حيث التقنيات ومن حيث الأسلوب والمواضيع التي يطرحها للمتلقّي… أما ما يخص الأعمال الرقمية ومنها الذكاء الإصطناعي هي مجرد شيء تنافسي وأعتقد بأن هذا يعطي الحافز للفنان ليكون متجدّدا دائما ويقدّم أفضل ما لديه من نتاج إبداعي وفكري

التكرار الإيقاعي في الشكل وبمقاييس مختلفة، هل من تشكيل موسيقي تهتم له بصرياً؟

نعم أهتم بالعمل على النصوص وتحويلها من الحالة اللفظية إلى الحالة البصرية وقدّمت هذه التجربة بواحد من معارضي وحوّلت بعض المقطوعات الموسيقية إلى حالة بصرية، لتكون الحالة اللونية والتكوين هو الإيقاع الذي يضبطه الحرف العربي بكل تجلّياته وتشكيلاته المختلفة، وهذا يعطي شيء من مفهوم العمل المرئي والمسموع.

{ الفنان صالح الهجر أين هو اليوم وما الذي يشكّل ثقافتك الفنية وتعتمد عليه؟

– ما زلت هنا أواصل عملي في محترفي أبحث في كل خوابي الحروف وكل ما هو جديد وفي تجريب الكثير من الأدوات والتقنيات حتى أصل للنتائج التي ترضيني لأقدّمها في معارضي، وفي هذا الإطار قدمت معرضي الشخصي «حروف من أجل الإنسانية» في الشارقة بدولة الإمارات المتحدة وكان المعرض في أكتوبر الماضي وضم 25 لوحة، وقدّمت أيضاً معرضي الشخصي «الأبجدية تعانق الرياض» في المملكة العربية السعودية في مدينة الرياض في غاليري عارف آرت وكان من تنظيم الأستاذ عامر عبد الحي مؤسس مجموعة روابط الفنية بمناسبة يوم اللغة العربية… وهذا كله يجعلنا نبحث دائما عن التطوير في مجمل أعمالنا التي لا تقف عند أي حد.

{ ما هي مشاريعك التشكيلية القادمة، وأين أنت بين القديم والحديث؟

– من المشاريع الفنية التي قدّمتها العام الماضي هي لوحة بانورامية، وهي التوثيق البصري التشكيلي وهذا يُعدّ نقل نوعية في اللوحة الحروفية والجديد فيها أيضاً هي دمج الصورة مع الحرف العربي والعمل كان هو لتوثيق المواقع الأثرية في سورية ومدى الضرر الذي لحق بها جراء الحرب هناك اسم العمل كان هو «سوريا.. وجه التاريخ يحترق» وتم عرضها في متحف ثقافات الشعوب في مقاطعة كولونيا في ألمانيا ضمن فعاليات «سوريا ضد النسيان»… ومن مشاريعي القادمة هي عرض لمجموعة من أعمالي في معرض فردي ضمن فعاليات مهرجان الفنون الإسلامية في الشارقة أواخر هذا العام بدولة الإمارات العربية المتحدة.

اللوحات من مجموعة متحف فرحات

شاهد أيضاً

لا شيءَ يُشبه فكرَتَه

 (ثقافات)  نصّان  مرزوق الحلبي   1. لا شيءَ يُشبه فكرَتَه   لا شيءَ يُشبه فكرتَه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *