“عش الدوري في المظلّة”

“عش الدوري في المظلّة”  

 غويلليرمو كابريرا  أنفانتي

  ترجمة : إفلين الأطرش

    يعيش في البيت المجاور زوجان عجوزان، ولديهما مظلة خضراء فوق شرفتهما. المظلة ملفوفة للأعلى دائما. لا ينزلانها أبدا. وبالكاد أذكر أنني رأيتهما يخرجان  إلى الشرفة. إنهما زوجان خجولان، صغيرا الحجم وهادئان تماما. لا يخرجان أبدا إلا إذا أرادا الحصول على أشعة الشمس. وهذا فقط في اليومين أو الثلاثة أيام من  السنة  عندما يكون الجو بارداً حقاً، بارد جداً لدرجة أنك تشعر بحاجتك لتدفئة  جسمك. أنا متأكد أنهما أمريكيان، مع أنني لم أسمعهما يتحدّثان إطلاقا.

    أعلمتني زوجتي ذات يوم بأن  عصفورين من عصافير الدوري قد صنعا عشاً في المظلة. “انظر”، قالت، أحدهما يبقى هناك كلّ الوقت، يحرس العش بينما يذهب الآخر ليبحث عن القش”.

  ” تلك هي الأنثى”.

  ” وكيف تعرف ذلك؟”.

   “لأنها أقبح منظراً”.

   ” حقّاً!” قالت، ورمتني بنظرة متفحّصة متشكّكة.

    في طيّة المظلة الملفوفة لأعلى برداءة، كان عصفور دوري صغير سمين يرقب رفيقه بفضول وهو يحاول أن يدخل الثغرة بمنقاره المليء بالأعشاب الجافة.

 ” يجب أن نخبر الناس المجاورين” اقترحتُ أنا،  “وإلا سيسحبان المظلة إلى الأسفل وسيقع البيض منها ويتحطّم”.

 نظرت إليّ زوجتي كما لو كنت حيواناً غريباً:  أنا الرجل الأكثر رقّة قلب في العالم. ” يجب أن تكون قد فقست الآن “، قالت يغمرها شعور أمومي واضح، ” وسوف يقع الصغار بينما لا يزالون غير قادرين على الطيران”.

 أضافت بإلزام ككلّ النساء: ” لمَ لا تذهب وتخبرهما؟”.

  ” سوف أفعل في وقت ما”.

 كان ذلك وكأنني قلت: ” القرن التالي”. تغيّر وجهها كليّة وقالت بتهديد: ” يجب  أن تذهب الآن”.

 ” لا أقدر أن أذهب الآن ، يا حبي. أريد أن أنهي هذا الكتاب”.

  إعجابها السابق أصبح ميّتا  تماما:

   “إذن، أن تنهي هذا الكتاب أكثر أهميّة من أن تنقذ حياة هذه الطيور الصغيرة”.

” ولكن، يا حبيبتي،  ولكنهما لم يُتمّا بناء عشهما!”.

 ازدادت لهجتها حسماً.

 ” هل تريد أن تنتظر حتى يقع البيض تماماً من العش قبل أن تهرع وتخبرهما؟”.

  لقد فازت.

” حسنا, سأذهب وأخبرهما حالما أنتهي من هذه الصفحة”.

 لكن عندما  نهضت لأذهب كانت قد غيّرت رأيها تماماً.

” انتظر، أظن إنه من الأفضل أن تترك ذلك للغد. إن الوقت متأخر الآن كما وأنه لم يسبق لهما أن أنزلا المظلة أبداً”.

 ” أنت محقة تماماً، يا فتاة … غداً عندما أعود من عملي سأذهب وأخبرهما”.

 ” جيد، لكن لا تؤجل ذلك لليوم الذي يليه”.

   في اليوم التالي عندما عدت من عملي قرّرت أن أذهب وأخبر الزوجين العجوزين بأمر العش. كانت ما بعد الخامسة قليلا وكان مساء لطيفاً.  تتألّف البناية  التي نسكن فيها من شقق متراصة حول ساحة وسطية فيها شجرة طويلة وثخينة . اكتسى كلّ شيء بلون زهري في غروب الشمس وأصبح المساء بارداً بفعل هبوب النسيم اللطيف المنعش. كانت بداية الصيف.

  بعد أن قرعت الجرس مرتين، جاءت إلى الباب فتاة مقبولة الوجه إلى حدّ ما ومُنمَشة. كم كان عمرها؟ كانت ترتدي مئزراً واسعاً بخطوط صفراء وحمراء، مربوطاً حول خصرها بحبل أصفر لامع، وكانت تحتذي صندلاً. سقط شعرها طويلاً ومتموّجاً فوق جبينها العريضة الناتئة. لم تكن جميلة ولكن لديها مظهر الفتيات الأمريكيات الساذج. لم تبدُ لي وكأنها خادمة.

  ” هل السيد والسيدة في البيت؟”

  ” آسفة لا أعرف الإسبانية”.

 إنها لا تتكلم الاسبانية وإن لغتي الإنكليزية عرجاء تماماً ولا تفيد في شرح واضح. رأيت أنه من الصعب جداً علينا أن يُفهم أحدنا الآخر.

  ” العجوزان؟ هل هما في البيت؟”.

” آه، أنت تعني جدي وجدتي” قالت بالإنكليزية. ” لا، لقد خرجا. لن يعودا قبل العشاء”.

  بدا صوتها وكأنه ليس لها. تكلّمت بسرعة وابتلعت كلماتها الأخيرة، حتى أنني بالكاد التقطتها.

 ” حسنا، إنه بشأن عصافير الدوري”.

 ضحكت ضحكة قصيرة وأجابت : ” هذه أخبار جيدة بالنسبة لي. لم أدرِ أن جديّ يربيان عصافير الدوري”.

 لم أفكرّ بها قادرة على التندّر. أدركت أنها كانت مرتبكة تماماً فقررتُ أن أخبرها عن العش والمظلة  لأخلّص نفسي . أخبرتها كم كنت مهتماً بألاّ يُدّمِرا العش عن غير قصد. وجدت أنني دونما وعي قد أبقيت زوجتي خارج القصة، ولم أذكر لها حتى أنني متزوج وأعيش في الشقة المجاورة.

” ألن تدخل؟ سأخبر جدي وجدتي عندما يعودا. ولكنني أودّ أن تريني مكان العش”.

 دخلت.. كانت الشقة مؤثثة بترف أقلّ بكثير مما تخيلت، ولكنها كانت مريحة بشكل واضح. كان المطبخ مرتباً بطريقة مختلفة عن مطبخنا وغرفة المعيشة أكبر. عندما خرجنا إلى الشرفة كانت الشمس تصبغ واجهات البيوت المجاورة بلون أحمر. كانت ستائر الباب المؤدي إلى شرفتي مُسدلة.

في المظلة، بدا طيرا الدوري منهمكين في إنهاء عشهما قبل الغروب. كان أحدهما يطير عائداً إلى العش ومعه قشة طويلة منحنية لم تدخل من خلال الثغرة. صفّق بجناحيه، حاول التمسّك بمخالبه بحافة المظلة ودفع القشة، التي تضاعف بُعدها ، ولكنها لم تدخل خلال المدخل إلى العش. كان هناك خطأ ما، وكان الدوري متحيّراً. في تلك اللحظة أخرجت الأنثى رأسها من المدخل إلى العش وحاولت الخروج. في النهاية تنامى تعب الذكر فأسقط القشة. ثم دخل إلى العش، وخرج ثانية ــ أو قد تكون الأنثى هذه المرة؟ ــ وطار بعيداً ليختفي بين البنايات البعيدة.

   ” هذا فاتن”، قالت الفتاة وضحكت. كانت ضحكتها صريحة، مجلجلة وملفتة للنظر، حركت بالكاد جسدها. ضحكت بصوتها فقط.

   بدأت البرودة تصل إلى الشرفة. كان الجو حاراً عند الظهيرة، ولكن ريحاً مستمرة تهبّ من المنتزه الآن فترطّب الشرفة الصغيرة. تضيء الشمس الآن فقط الطوابق العلوية من البيوت المقابلة. اتجهنا إلى الداخل.

  ” ألن تجلس؟”.

  قبلت دعوتها من دون إبطاء وجلست على مقعد صغير دون أيدي وظهر، يستند إلى إطار نافذة تتجه إلى غرفة الجلوس، ولكنها ابتسمت حين رأتني أجلس هناك، فاستدارت عائدة من عند الباب الخارجي إلى غرفة الجلوس لتجلس على حافة الأريكة. إذ ذاك فقط أدركت أي خطأ وقعت فيه. ولكنني لم أجرؤ على إصلاحه.

 ” ما اسمك؟”، سألتها بنغمة ممطوطة.

 ” جيل. واسمك؟”.

 ” سيلفيستري”.

  ” هذا اسم جميل. أعني أنه يعجبني كثيرا. لا أظن أنني سأكون قادرة على لفظه ولكنني أحب الطريقة التي تقوله فيها”.

  ” بالطبع تستطيعين لفظه”.

  “لا، لن أقدر”.

   ” حاولي. عليك فقط أن تقولي كل حروف  ال (إي) على نمط واحد، كما في كلمة  better (أفضل) بالإنكليزية .

 ” لن أقدر أبدا”.

 ” حاولي مرة فقط”.

   حاولت أن تلفظ اسمي ولكنها قالت شيئا غير مميّز بدا وكأنه سيلفر تري.

  ” لا، ليس سيلفر تري. أنا لست صينية ولست من فضة”.

  ضحك كلانا.

  ” أترى. لن أتمكن من قوله صحيحا. ولكنني أحب الطريقة التي تقوله فيها. قله مرة أخرى”.

  ” سيلفيستري”.

  ” قله”.

 ” سيلفيستري”.

” قله، قله ثانية. قله”.

    رمت بنفسها على الأريكة وهي تضحك. استطعت أن أرى أسنانها البيضاء المعوجة المشدودة بسلك لتقويمها. لم أحب ضحكتها. فكّرت بأن  ضحكتها تحتاج إلى سلك لتقويمها أيضاً. عندما توقفتْ عن الضحك، اضطجعت للوراء ووجهها إلى السقف. انحسر مئزرها قليلا عن ركبتيها فاستطعت أن أرى أين يبدأ وركاها. لبضع دقائق لم نتكلم.

 ” اسمك لطيف أيضا، جيل” قلت لأقطع الصمت، وكان صوتي مكتوماً. لم أقل أكثر. بعد برهة تكلمت هي.

 ” لا شيء جميل فيّ. ولا حتى اسمي. إنه غبي. إنه لا يلائمني على الإطلاق. إنه ليس جميلا”.

   دام الصمت الجديد أطول من سابقه. عرف كلانا بأنه إذا ما قال أحدنا كلمة أخرى فإن ذلك سيكون شيئاً غبياً حقاً. جلستْ من جديد. كانت جادة . جادة جداً. بقيتْ صامتة، ولكن وقارها تضمّن عنفاً عظيماً. كان صمتها مثل سدّ يحجز نهراً دافقاً. فكرتُ للحظة بأنها ستتلفّظ بالكلمة التالية وبأنها ستكون شتيمة. هل سأفهمها؛ أعرف تقريباً كل الشتائم الإنكليزية التي يستعملها الرجال، ولكن ليس تلك التي تستعملها النسوة. ولكنها حدّقت في عينيّ مباشرة. لاحظتُ أن عينيها لم تكونا غاضبتين  ــ كان الغضب في فمها الملوي. ولكن مع أن عينيها لم تكونا غاضبتين، فقد كان فيهما شيء ملويّ أيضاً.

  وقفتْ وفكّت الحبل القماشي المجدول الذي خدم كحزام. اتسّع ثوبها، وأدركتُ أنه كان واحداً من تلك الأثواب البيتية المريحة التي يتغيّر شكلها بالحزام. كانت امرأة الآن. كانت تقف حافية القدميين، واستطعت أن أرى أن لديها ساقين قويتين تنزرعان بثبات على الموزاييك المرقش. للمرة الأولى توقفتُ عن التساؤل حول عمرها. ” يعجبني شعرك”، قالت، ” لطالما أحببت الشعر الفاحم. أنا أحبّ الأشياء السوداء”.

  اتجهتْ نحوي ومررّت يدها خلال شعري. فجأة طوّقتني بذراعيها وقبلتني. كانت قبلتها قوية، واستطعت أن أشعر بسلك التقويم يضغط شفتي، ثم أسناني ولساني.

  أمسكتها بحزم من خصرها بإحدى ذراعي وحاولت أن ألمس نهديها.

 ” لا تفعل! أوه، لا تفعل!”.

 تكلّمتْ من خلال شفتيّ، ولم يكن في صوتها أي انزعاج، بل حزم.

   أخيراً توقفت عن تقبيلي ووقفت بمواجهتي. وقبل أن أستطيع أن أكتشف بأصبعي ما إذا كانت قد طلت شفتيها، شعرت بصفعة واخزة على وجهي، فتصاعدت الحرارة إلى رأسي كلّه. لقد صفعتني بكفّها ثلاث أو أربع مرات قبل أن أنتبه أنها تقوم بذلك. كانت وجنتاي تحترقان، وانحدرت دمعة من عيني اليمنى.

 “هذه طريقة لطيفة للتصرّف”، صرخَتْ.

  تركَت الغرفة مهتاجة، كان ساقاها آخر ما رأيت منها، ” لها ساقا لاعب بيسبول”، فكرت. بقيتُ على المقعد غير متأكد في ما إذا  كان علي أن أنهض أو أبقى جالساً أو أن أختفي.

  بعد فترة وجيزة سمعتُ نشيجاً وحاولتُ أن أصغي لأعرف من أين يأتي. كان أحد ما يبكي في الغرفة المجاورة. نهضتُ ودخلت غرفة الجلوس، حيث وجدت “جيل” تجلس منهارة فوق الطاولة ورأسها على ذراعيها. ارتجف كتفاها. كنتُ آسفاً لحالها ونسيت أنها صفعتني. أو هل تناسيت ذلك لأنني توقعت مزيداً من القبل؟  لمست أحد كتفيها المرتجفتين.

” اتركني وحدي”، قالت. ولسبب ما ذكّرتني بجريتا جاربو في أحد أفلامها..

” أرجوكِ، لا تبكي.”

 دوّى من وراء الطاولة صوت ما بين النشيج  والقهقهة.

  ” ما الذي جعلك تعتقد أنني كنت أبكي؟”.

 رفعت رأسها وضحكت في وجهي ضحكة حُنجريّة مَرَضَيّة.

” أ تظن أنني كنت أبكي؟ حسن، هذا أكثر شيء مضحك سمعته اليوم،. ولقد سمعت بعض الأشياء المضحكة!”.

 نهضت وقرّبت وجهها من وجهي لأرى أنها لم تكن تبكي.

 ” أنا أبكي ؟ وبسببك؟”.

 وضحكت في وجهي ضحكة أعلى.

” غبي!”.

 تحرّكتْ باتجاه الباب ووضعت يديها على المقبض، ولكن بدلاً من أن تفتحه، أراحت رأسها على اللوحة العليا منه. كانت تبكي بهدوء، ولكنني في كلّ ذلك من معنى، كنت خائفاً أن كلّ من في الجوار سيسمعها من خلال الباب.

” أنت أيها الأحمق! أحمق، أحمق”.

   اتجهتُ إليها ووضعت يدي على رأسها. كان شعرها غزيرا ولكن ناعما. توقفت عن البكاء ولكنها لم تنظر إليّ ثانية. بعد برهة أدارت المقبض وفتحت الباب. حاولتُ أن أغلقه ثانية، ولكنها ألحّت. سحبتُه بلطف ولكنها فتحته بحزم.

 ” سنرى بعضنا مرة أخرى؟”.

 فنظرت إليّ نظرة أخيرة.

 ” لا، أنا ذاهبة غداً. في الصباح، باكراً جداً”.

 فتحتْ الباب على اتّساعه وخرجتُ. نظرت إليها نظرة طويلة، ورأيت أنها يمكن أن تصاب بنوبة بكاء ثانية.

“وداعا”.

 ” وداعا سيلفر تري”.

  بعد يومين أو ثلاثة كنت أقرأ كتابا على الشرفة. حاولت نسيان الأمر كلِّه، ولاحظت أن ذلك كان أسهل من محاولة تذكره. عندما أُغلق الباب وقفتُ لبرهة في مواجهته. كان هناك بطاقة عليه تقول السيد والسيدة سالنجر. في هذه الثواني القليلة حاولت أن أقرع الجرس، ليس لأني أردت أن أراها ثانية، بل لأقنع نفسي بأن الأمر لم يحصل أصلاً وأنني قد تخيّلت كل ذلك حين كنت أعتزم قرع الجرس, وأنه لن يجيء أحد ليقتح الباب لأنه لا يوجد أحد هناك. كان البيت فارغاً. لم يحدث شيء. لم أستطع تذكر وجهها أو صوتها. “جيل” لم توجد. “سيلفيستري” لم يكن اسمي. كل ذلك كان غير حقيقي.

  ” سيلفستري”.

كان صوت زوجتي يخاطبني من الخلف. أراحت يديها على الشرفة.

” أيّ أناس فظيعين!”.

 ” ماذا؟”.

 ” انظر إلى هؤلاء الناس الفظيعين!”.

 ” أي أناس؟”.

” الناس المجاورون.  الزوجان العجوزان المجاوران”.

  رفعت رأسي عن كتابي ونظرت إلى شرفة البيت المجاور. كان أحد الزوجين العجوزين ـ المرأة ــ تسحب المظلة للأسفل وكان عصفورا الدوري يصفقان بأجنحتها حول قماش القنب الأخضر.
” إنهما يُنزلان المظلة”.

” هذا ما أراه ، يا حبي”.

 لقد وقعت البيضات الصغيرات على الأرض. تكسّرت إحداها على حافة جدار الشرفة، تاركة بقعة سائلة صفراء. بدت المرأة العجوز مندهشة تماما مثل عصفوري الدوري، وركضت إلى الداخل مرتجفة، منادية بصوت ناعم، ” إيرنست! إيرنست!”  تابع العصفوران الدوريان سقسقتهما وتصفيقهما بأجنحتيهما خلف البيضات المهشمة. حطّت الأنثى بجانب المحّ المهشم، التقطته بمنقارها وأكلت قليلا منه. ثمّ رفعت قشة رطبة من البياض المراق وطارت إلى حيث كان العش. حاولتْ أن تجد الطيّة التي كانت هناك ذات مرة فاصطدمت بقماش المظلة الأخضر الباهت. بدت منذهلة أكثر مما سبق فسقطت القشة من منقارها.

 كانت زوجتي مستشاطة غيظاً حقاً. ذهبتْ إلى نهاية الشرفة ونظرتْ من هناك إلى شرفة البيت المجاور. ثم جاءت إليّ، صابّة جام غضبها عليّ في سؤال وحيد.

 ” إذن لم تقل لهما عنه ـ ايه؟”.

 نظرت إليها ولم أقل لها شيئا. كيف لي أن أشرح؟

    غويلليرمو كابريرا آنفانتي: كاتب كوبي بدأ عمله ككاتب حين ترك المدرسة لنشاطه السياسي. دخل السجن وهو في الثالثة والعشرين من العمر بعد نشره قصة  تضمنت  لغة “استفزازية” للسلطة القائمة آنذاك. كتب في النقد السينمائي بعد الإفراج عنه لمجلة متخصصة أوقفت عن الصدور قبل الثورة وهو في التاسعة والعشرين من العمر. كما عمل محرراً مدة عامين لمجلة أسسها، قبل منعها من الصدور.
   بعد الثورة، عُيّن ملحقا ثقافيا في السفارة الكوبية في بروكسل، ثم أصبح مسؤولا للعلاقات الخارجية. عاد إلى كوبا ليستقيل من كل مناصبه  الرسمية الرئيسة  العام 1965 ويتفرغ للكتابة،  ففازت إحدى رواياته بجائزة أدبية .

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *