الستون – قصيدة

(ثقافات)

الستون

أحمد عبدالحميد

***

…،

نعيش قليلاً

ونتألم كثيراً

ونموت بعيداً بعيداً عن أحلامنا

/

 لصق قارَبٍ على شاطئ البحر

مستغرقاً في شعوره بالحزن..

حزنٌ قوامه بأسٌ جميل ، متزن . يبلغ حداً

لايقع في مدى الحواس . وبالتالي لم يكن ممكنا إدراك مداه .

همس لنفسه على طريقة  “فرناندوا بيسوا ” : أعرف أنّني من أكثر الناس سوءَ حظّ ، وأنّني في الحقيقة لن أبادلَ أحداً بحياتي ،ولكن كلّ ما أتمناه ألا يتألّمَ أحدٌ مثلما تألّمت .

/

أعرف أنّني وحيدٌ ،

وسأظلّ وحيداً مثل كلبٍ بلا

 صاحبٍ

حيث لا أشباحَ أو أساطيرَ حكايات..

حيث لا حاجةَ لمفتاحٍ

حيث لا حاجة لأقفال

حيث لا حاجة لرمزٍ للدّخول

حيث أتمتّع بكامل حريّتي

حيث أخترع أحلاماً – في الغالب – بائسة

حيث ما من شخصٍ ليقطعَ عليّ عزلتي

حيث لا توقّع لشئٍ ما سيحدث هناك ، وما يحدث هنا .

ذلك ،

المجهولُ منّا .

ذلك ،

الّذي يجذبُنا بقوّةٍ لا تقاوم .

ذلك ،

اللامرئي .

ذلك ،

الذي لا وصف له .

ذلك ،

الذى لانحسّ به ولا نلمس له طعماً .

لن يبتكر شيئاً مفيداً ،

ولن يشرعَ في شئٍ ضارّ .

لن يمنعَ شيئاً ،

ولن يسمحَ بشئٍ ،

بعد كلّ شئٍ  ، لاشئَ

فقط ! هو كلّ شئٍ ، في كلّ مكان

وفي كلّ الأزمان .

/

ماذا فعلنا لنكون هنا ؟

ما الذي لم نفعلْهُ وكان علينا أن نفعلَه

لنتجنّب هذا الانحطاط ؟

/

إنني وحيدٌ بالطّبع،

وسأظلّ وحيداً كصعلوكٍ أبديّ

كلّ مرةٍ يتوقّف للنّظر .

تنبسط الحياةُ بصوامِعها وكنائِسها ومساجدِها في زفرةٍ

تجعلنا باردين جامدين ألف مرّة ولكنها في المرّة الوحيدة بعد الألف تجعلُنا

نرتعد

ونبكي .

. تعليق –

لابأس !

أنزل يديك

لأنني أراك

دعني أتقدم إليك

لأريك عماك

 سأكون مرآتَك

وأعكس ماهيتك

سأكون الريحَ

والضوءَ الذي يصنع من الحبّ موجةً

ومن الشعر نجمةً

تعبر الحدود

بوحدةٍ بلا حدودٍ..

ربّما ، نحظى بحياةٍ طويلةٍ سعيدةٍ يريدُها الجميع .

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *