الصحراء- قصيدة

(ثقافات)

الصحراء – قصيدة

 منير هلال

 

 

 

الصحراء نحن غايتها والمدى والصدف

كلّما وردة نزفت

عطر دمها

الصحراء سنابك خيل تترك ملح صهيلها

نحو غرب المدائن

على وقع الخبب

الصحراء خلاخيل نساء يدرجن

نحو النبع ، يخلعن الشراشف

والحياء ليدلكن زهر أنوثتهنّ  بين

أنات القصب

الصحراء قباب من الرمل والتسابيح

تصعد نحو الغيم

سؤال السديم العظيم

جواب الخراب المقيم

الصحراء اضطراب القبائل بين جمل صفين

ومرج دمشق

مشي هريرة نحو بيت جارتها

رمح حاتم،

وعراء هند بين يدي شاعرها…

 الصحراء

ماكتب الله / مامحت الريح

الصحراء فصول من القول الملغم، مسالك

اللغة العصية تلبس النص نقاطه عبثا

مصارع العشاق من وجل عند باب قبلتها ،

الصحراء نحن غايتها

حتى وإن عبثت بنا الصدف

نمحو لنخطّ ما توارث البدو على غير عاداتهم

ونجري اللفظ على عواهنه

الصحراء ما كتب الله ، ما محت الريح

طوارق زرق تستقرأ الأفلاك والخطى

فيخدعها الدليل

لاماء في الأفق غير سراب الحكاية عمّن

اخترع السبيل فضيعه السبيل

الصحراء سوق القصائد، تفعيلة مهجورة

كبئر معطلّة تداركها الخليل ،

قميص يوسف ، أو كواكبه تنازعتها

الغواية مثل الحدائق معلقة

الصحراء كلدان وسريان

آشريون ، فرس عجم عرب و روم

أخلفت وعدها الممالك فتناثرت

وظل سرّها المكنون بادية وشام

الصحراء سرب آيائل طاردتها القوافل

فلم تظفر بآخرها، أولها عند المنحدرات

تنازعته الرماح وصادتها السهام

الصحراء فقه برد وشعر ابنه ، مواقف

النفزى عند ثارات الحسين، مدائح

المتنبي يحفظها الأعشى والأعمى

كنبيذ معتق

الصحراء ما كتب الله

الصحراء ما محت الريح

غيم خلب مثل أساطير الأولين

يجترحون الألوهة في النوادر والخطب

العقيمة والسباب

هدهد سبأ  تلاقفه  القرامطة بالحجارة

والحراب ، هلاليون خلّوا ربعهم خال وألقوا

التحية عند باب القيروان

الصحراء دروب الملح عاج التجارة ضاعت

قوافلها عند أوراق تمبكتو، زنوج

يقتفون خطو نجمتهم دفّا وأقنعة

الصحراء ليل المدائح والتماتم والبخور

كذب الرواية والعنعنات شط بها حدس

الخيال … ماء العيون تقاسمتها البراقع

والجلابيب حتى نزّت بها شهوات العمائم

والخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــيول

الصحراء ما كتب الله

الصحراء ما محت الريح

أسماؤنا القدسية لم تبرح شواهد قبرنا فتخاطفها

التقاة والدعاة والزناة ،،، جازية تمشط

شعرها للغيم …فيما تفسر كاهنه حروف

الرمل ….

الصحراء جمال جرداء وواد لازرع فيه

الصحراء اندلس منبوحة على وقع موّشح

فصل المقال يغلّف بالتقية حجر الفلاسفة

 تتملكه الوساوس  والظنون

الصحراء خجل العامرية من تصريح عاشقها

إيضاح عاطر لبكارة المعنى ودم الغزال

كحل خولة لم تذهب به مائة قبلة عجلى

سرير زليخة ماجت به كثبان أنوثتها

الصحراء

نبيذ الوقت المقطر من نخل الأوهام يلوذ

به الصعاليك من عصب العقائد

والعوائد والرعاع ، نشيد البدو العائدين

من الحروب على وقع الخسارة والطبول

الصحراء مسارب تكتبها النجوم ويرسمها

الشيوخ فلا ضياع

الصحراء ما كتب الله ، ما محت الريح

تلويح منديل مضمّخ بالصبابة والملح لغيبة

لاتدرك ، زجاج شفيف ينّد عن غامض

الحب، نهدان ذاهلان عن صلاة في دير بعيد

الصحراء ارتداد الفصول إلى جفاف مخيف

انزياح التفاصيل إلى وردة من سراب

فتنة منسية طي كتاب

خيالات تحرس قمح النبوة … عن سؤال

الآبد

الصحراء روح مبثوثة في التجاويف

تبحث عن جسد

الصحراء بعض ماكتبه الله

الصحراء بعض مامحت الريح

من سديم الكون الى دال

     الآبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد

                   ./.

تطاوين

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *