(ثقافات)
قصائد من الشاعر مصطفى عبدالفتاح
يا غابة العزر
مُدِّي الغصونَ إلى الدنيا
وضُمِّيها
يا غابة العزر ، يا أحلى
روابيها
تُعطي الحياةَ جمالًا في
تأوُّدِها
وللنُّجومِ بريقَ النُّورِ
تُهديها
يا غادة الجُردِ ، يا حُسْنًا
يُصاغُ بهِ
آياتِ حُسْنٍ ، فلا حُسْنٌ
يُضاهيها
مُدِّي الغُصونَ فإنَّ النورَ
يسكنها
وأعينُ الله عبرَ الدهرِ
تحميها
يا غايةَ الشوقِ والإجلالِ
في خَلدي
إنِّي أسيرُ جمالٍ ساكنٍ
فيها
ولقد أتيتُ ونار الحبِّ
تشفع لي
حتَّى أضمَّ لروحي من
مغانيها
ألقموعة
على باعٍ يمرُّ الغيمُ ، يلفحني
يوشوشني ويمضي نحو غايتِهِ
ويمسح جبهتي فرحًا ، يداعبني
ويُلقي الحِملَ في أثناءِ رحلتِهِ
هنا تُمضي نجومُ الليلِ سهرتها
على عكَّازها الزَّاهي بِطلَّتِهِ
على القموعةِ الخضراءِ تحرسها
بِنورِ الفجرِ في أثناءِ ثورتِهِ
هنا تمتدُّ أيدي اللهِ نحو الأرضِ
تمسحها برحمتِهِ ونِعمتِهِ
هنا يا جارةَ الأفلاكِ غنَّى الكونُ
من أعماق بهجتِهِ وفرحتِهِ
وردَّدَ نغمةَ التَّسبيحِ كي تستي-
قظ الدنيا على إيقاعُ صيحتِهِ
هنا يا جارة الأفلاكِ غنَّى
الفجر عرفانًا وإجلالًا لخالقِهِ
دردشة
عودي
أُحبُّكِ أن تعودي
يا عطر باقاتِ الورودِ
يا سِحرَ زنبقةٍ نَمَتْ
في الثلجِ
في أعلى الجرودِ
يا حمرةَ الخَفَرِ الجميلة
في الجبينِ
وفي الخدودِ
يا نسمة الفجرِ اللطيفة
في الهبوبِ
وفي النشيدِ
يا زفرةَ العطرِ المقطَّرِ
والمحرَّرِ
من عنيداتِ القيودِ
عودي
لأنَّ الفجرَ يرجع دائمًا
رغم الحدودِ
ينقضُّ مثل النورِ
يفتكُ بالدَّجنّاتِ
البغيضةِ والجنودِ