سدنة الفكر أين أنتم ؟

(ثقافات)

سدنة الفكر أين أنتم ؟  

سميرة سامي عواد*

طائفة النقاد الأفلاطونيين .  الذين لا يعجبهم العجب .  والويل ، الويل لمن ينحرف عما يتخيلون من مثل بالية .  دون أن يتفكروا بما يلائم الطبيعة البشرية !!وحرية الإفصاح عن الذات البشرية . وكأنهم يقومون بعملية إخصاء فكري  أو إقصاء قسري!! ما زلنا ننتظر الإفراج عن الأدب الذي لا يراوغ . والذي  غايته  تجميل الحياة ،مهمته  تطهير النفس ، مقاومة الظلم ، الأخذ بالرحمة ، وإقامة الإخاء بين البشر .المبدع  الحقيقي.  هو من يخط  سنن جديدة على ألواح جديدة . ليس في نيتي  تقديم  مرافعة عن كتابي الصغير . الأمر بالعكس تماماً  أريد الاهتمام بشكل عام  . وثمة فكرة  أجرب توضيحها.  قد تؤدي إلى  نقد هذا الضعف من الأدب . اللوم ذاته يوجه للمبدعين  .  من قبل النقاد ذاتهم . في كل مرة أقدم  عمل أدبي  جديد يرفض لسبب لا يعلمه إلا الراسخون في الأدب والفكر ؟! في وسط العبارات التقريظية ، نجد هذه العبارات مكتوبة بالأقلام ذاتها .  العيب في هذا المخطوط  هو أنه ليس …. بالمعنى الحقيقي .  وأجيب بالحجة ذاتها … العيب الأكبر فيَّ هو أني لست ناقدة ، والعيب في النقاد  اللذين أتحفوني بنقدهم إنهم ليسوا نقاد . خصائص الناقد الرئيسة هي .ألا يكون ذا رأي مسبق وجاهز ، أو تصورات سالفة ، أو متأثرة بمدرسة معينة ، أو ذا ارتباطات مع فريق من الأدباء، دون سواهم .يجب أن يفهم ويميز ويشرح جميع الاتجاهات مهما بلغ تعارضها .  وجميع الأمزجة ، مهما  كان التناقض فيما بينها ، وأن تقبل أبحاث الأدب على تنوعها حتى يكون النقد موضوعياً .  وتحترم طريقة  كل مبدع دون شروط مجحفة  لا تتناسب مع ذهنيته وقناعته .

ويبدو أن النقاد  لا يعرفون بالتأكيد  ما يشكل رواية ، قصة !! أو قصيدة أو مقالة !! وما يميز  الرواية عن غيرها من الأجناس الأدبية ، وهذا يعني ببساطة أنهم انتظموا في صف مدرسي  غير منتج . وأنهم  يرفضون ، بطريقة متشابهة . كل المؤلفات المتصورة أو المنفذة خارج رؤيتهم الجمالية .والأمر عكس ذلك . على الناقد الذكي أن يبحث عن الشبه الأقل بالأدب السابق .  ويدفع المبدع لتجريب طرق جديدة .  وهذا حق مطلق للمبدع لا جدل فيه . في أن يتخيل  ويلاحظ , ويؤلف وفق مفهومه الشخصي للأدب .  فالموهبة تأتي  من  أصالة الخيال . وطريقته الخاصة في التفكير والرؤية  والفهم  والحكم . الواقع  أن الناقد ينشد تحديد المنتج وفقا لأفكاره ! التي كونها عن  أعمال أدبية يحبها ويؤمن بها  مبنية  على قواعد ثابتة للإنشاء والتعبير !! ويرفض مزاج المبدع المؤمن بنتاجه. لكي يستحق الناقد بجدارة مغلوطة هذا الاسم !؟  يجب أن يكون الناقد محللاً  دون اتجاهات أو أفضليات وأهواء ، ويقدر القيمة الفنية لما

يقرأ.  وأن يتسع فهمه  المنفتح ، كل شخصية بشكل كامل تقريباً، ليتمكن من كشف وتثمين حتى الكتب التي لا يحبها كقارئ ، ويفهمها كحكم . معظم النقاد ليسوا إلا قراء لا يحترمون حرية الإبداع بكل أشكاله ، وينفرون من كل ما هو جديد !!مما يؤدي إلى تأنيب الكاتب وتقريعه بشكل دائم  دون وجه حق ؟! أو الثناء عليه  حسب المزاج .بلا تحفظ  أو حساب .والقارئ  العادي يفتش في الكتاب عما يرضي ميله الطبيعي ، وذوقه السائد أو خياله الحالم . على العموم الجمهور يتألف من شرائح عديدة .  وهي الناقد الفعلي  والأهم . والكاتب يجرب ، ربما ينجح أو يفشل .يجب قبول النتاج الفكري والاهتمام به . والناقد   يقيم النتيجة  وفق طبيعة الفكر ، وليس من حقه تحديد الهدف .دون قسر الأديب على تعديل طبعه وفطرته والتنكر لأصالته والحيلولة بينه وبين استخدام العين والذكاء اللذين يمتلكهما  والتعبير عن رؤيته بحرية كاملة،  لأنها فطرته التي فطر عليها ، ورؤيته الخاصة .  وليكن حراً يفهم ويلاحظ ويتصور كما يشاء ، مع  شرط  الإبداع والناقد الفعلي يبين للكاتب لماذا تختلف حقائق الحياة عن حقائقه المذكورة في كتابه .ومن حقه أن يتصرف بالأحداث على هواه ويرتبها برؤيته .  فالكتابة سلسلة من الترتيبات البارعة والماهرة التي تقود إلى حل عقدة  الأحداث . كل منا يحمل في فكره وحواسه  حقائق بقدر ما يوجد على الأرض من بشر . ومن  خلال الكتابة  التي لا تموت أبدا ًنعيد إنتاجية الحياة وجمالها .  معظم الكتاب متهمون بالمباشرة ، وأنا عن   نفسي أرفض لغة الترميز والتعقيد  . وأعتبر المباشرة  هي  الصدق .

كاتبة صحفية ، وقاصة سورية*

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *