نلتقي في آب: رواية جديدة لماركيز تنشر لأول مرة
“عادت إلى تلك الجزيرة في السادس عشر من شهر آب / أغسطس، في المركب المغادر عند الساعة الثالثة ظهراً. كانت ترتدي بنطلون جينز، وقميصاً منقوشاً، وحذاءً بسيطاً بكعب منخفض، دون جوارب. حملت معها مظلّتها الساتانية، وكانت أمتعتُها حقيبة شاطئية لا غير. عند طابور سيارات الأجرة الواقفة إلى جانب الرصيف، توجّهت مباشرةً إلى موديل سيارة قديمة تآكلت بسبب الملح البحري. استقبلها السائق وحيَّاها بحفاوة عجوز معروف. انطلقت السيارة تتخبّط بين أرجاء البلدة الفقيرة، بمنازلها المصنوعة من القش والطوب، وسقوفها المليئة بسعف النخيل، وشوارعها ذات الرمل الأبيض المواجه لبحر بدا متقداً”.
هذه هي مقدِّمة الرواية الجديدة “نلتقي في آب”، للكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز (1927-2014)، والتي أعلن ورثته أنَّها سترى النور في ربيع عام 2024، احتفاءً بمرور الذكرى العاشرة على رحيل الكاتب.
وكما أعلن الورثة، فإنَّ الرواية مخطوطة مكوَّنة من 150 صفحة، استغرق صاحب نوبل في كتابتها عشر سنوات، وتم إيداعها، مع أوراق وكتبٍ أخرى له، في “مركز هاري رانسوم” التابع لجامعة تكساس، وهي المؤسسة التي احتفظت بإرث الكاتب الكولومبي في العام 2014 مقابل مبلغ تجاوز 2 مليون دولار أميركي.
وستنشر رواية “نلتقي في آب”، كما أفاد ورثة الكاتب، في دار نشر “بينغوين راندوم هوس”، في إسبانيا وجميع دول أميركا اللاتينية، باستثناء المكسيك، في مطلع عام 2024.
وتتألف الرواية من خمس قصص مغلقة ومستقلّة، لكنها جميعها تشكّل وحدة متكاملة بطلتها تُدعى آنا ماجدلينا باتش، وهي امرأة مثقّفة وجميلة، على حافة الشيخوخة، تمارس طقساً خاصاً بها وهو السفر في السادس عشر من شهر آب/ أغسطس لكل عام إلى بلدة صغيرة حيث دُفنت والدتها في مقبرة للفقراء، لتخبرها في هذا اللقاء السنوي عن مغامراتها الغرامية والجنسية الخفيّة خارج نطاق الزواج.
وكان صاحب “مائة عام من العزلة” قد أخبر بنفسه عن هذه الرواية لأول مرّة في العام 1990، حيث قرأ على الحضور آنذاك، في “البيت الأميركي في مدريد”، واحدةً من قصص الكتاب التي تحمل عنوان “ليلة الخسوف”، كما تحدّث عن الخطوط العريضة للرواية التي كتبها.
ولكن يبدو أن رواية “نلتقي في آب” تأخرت، إذ أعطى الكاتب الكولومبي الأولوية لمذكراته، حيث نشرت “عشت لأرويها” في عام 2002 وحققت نجاحاً لا مثيل له، لا سيما في الولايات المتحدة الأميركية.
ولاحقاً في عام 2004، أصدر ماركيز “ذكريات عاهراتي الحزينات”، آخر أعماله الروائية، لتبقى بذلك روايته “نلتقي في آب” رهينة الخزائن، ذلك أن حالة الكاتب الكولومبي الصحية كانت قد تفاقمت؛ الأمر الذي أدّى إلى رحيله في 2014، عن عمرٍ يناهز 87 عاماً.
- عن العربي الجديد