ملامح التجريب في الرواية العربية، بقايا رغوة[1] لجهاد الرنتيسي أنموذجاً

(ثقافات)

ملامح التجريب في الرواية العربية، بقايا رغوة[1] لجهاد الرنتيسي أنموذجاً

  د . نجمة حبيب   

مدخل

يحيل مفهوم التجريب الروائي على نمط من الكتابة الإبداعية الجديدة، وابتكار أشكال وطرق وآليات جديدة في العمل الروائي مخالفة للمعتاد، ومجانبة للسائد، وخارقة لقواعد اللعبة السردية المتواضع عليها (السارد، الزمن، الفضاء، الشخصيات، التقنيات….) تأسست هذه الاَلِيات بفعل مراس متكرر ومتراكم حتى انتقلت من التجربة إلى التجريب ومن ثَمّ، من التجربة الفردية الخاصة إلى تجريب مشترك يطبع الجنس الروائي. والتجريب عند صلاح فضل هو “قرين الإبداع، لأنه يتمثل في ابتكار طرائق وأساليب جديدة في أنماط التعبير الفني المختلفة، فهو جوهر الإبداع وحقيقته عندما يتجاوز المألوف ويغامر في قلب المستقبل، مما يتطلب الشجاعة والمغامرة واستهداف المجهول”[2]. وهو حسب محمد برادة، يرتبط بدلالات أخرى تنضاف إلى البحث عن أشكال جديدة تكسر المنوالية، وتتمرد على القوالب الكلاسيكية الموروثة؛ “فما دامت العلاقة بين اللفظ والشيء لم تعد علاقة إحالة تعادلية بينهما، فإن التعبير غدا مستقلاً عن معادله المادي وأصبح تأشيراً على غياب أكثر منه تعبيراً عن حضور كلّي”[3]. يرتبط التجريب، إذن، بالإبداع، إبداع يتجاوز الركود والنمطية ويتغلب على الأزمة، وهي في واقعنا العربي أزمات متراكمة لعب فيها السياق التاريخي والسياسي والاجتماعي دورا أساسيا، فـــ”كلمة أزمة هي كلمة ضرورية لكل إبداع، إذ أن الإبداع لا يوجد إلا بوجود لحظة احتباس أو توقف أو انحسار”[4]. ولحظة الاحتباس هذه (إذا جاز التعبير) هي نكسة 1967 التي تعتبر نقطة فاصلة في تاريخ الرواية العربية، إذ اكتشف المبدعون” العرب أن الحالة الإبداعية في حاجة إلى المراجعة والنقد والتغيير، فتحولت الرواية العربية من التماشي مع الأنظمة السياسية والإيديولوجية السائدة إلى التحرر من سلطتها نحو استكناه المسكوت عنه في الخطابات الرسمية، وتشخيص اختلال المجتمعات العربية وطابوهاتها. ” .رفده ما صاحبه من تحو ل في الجانب الثيماتيكي للرواية نتيجة ظهور الدراسات البنيوية التي تناولت الرواية نقديا، وأسست اتجاه نقدي حديث يسائل التقنيات الروائية ويحدد مكونات اللعبة السردية؛ انطلاقا من مؤلف الباحث الشكلاني فلاديمير بروب Vladimir Propp   “مورفولوجيا الحكاية الشعبية” الذي حدد فيه وظائف الحكاية الشعبية، وأسس لقوانين بنية الحكاية، ورولان بارت Roland Barthes الذي ربط بين الكتابة والمجتمع، بالنظر إلى أن “المجتمع هو الذي يفرض الرواية؛ أي يفرض مجموعة من الإشارات باعتبارها تعاليا لديمومة، وتاريخاً لها[5]. واهتدى الى استكشاف طريقتين للسرد: سردٌ هو عبارة عن تجميع بسيط تكمن قيمته بالحدث، يحتكم إلى عبقرية المؤلف، وسرد يشترك مع سرود أخرى في البنية القابلة للتحليل[6]. واهتم ألجيرداس جوليان كريماس Algirdas Julien Greimas بالسيميائيات السردية، فبحث في الشروط التي بفضلها تتبلور الدلالة في النصوص مركزاً في ذلك على بنية الشكل. فيما اشتغل تزفيتان تودوروف Tzvetan Todorov  على مفهوم الشعرية واضعاً بذلك القوانين العامة التي تحكم إنتاج العمل الأدبي، وميز بين العمل السردي الروائي باعتباره حكاية، وبين اعتباره قولاً أو خطاباً. وحيث أن الإنتاج والنقد الأدبيين وجهان لعملة واحدة، فإنهما بالضرورة يفيدان الإبداع الأدبي ويسمان مسار تطوره وتجدده، لذلك نلحظ أن الدراسات النقدية التي جعلت الخطاب الروائي العربي موضوعاً لها، عرفت نقلة نوعية في العقدين الأخيرين من القرن العشرين؛ إذ قامت بدراسة المتن الروائي دراسة لسانية وأسلوبية ودلالية جعلتنا نقف على مظاهر التحول التي وسمت الرواية العربية ما بعد نكسة 1967 وما بعد ظهور التيار البنيوي، حيث برزت أسماء روائية عديدة أسست لتيار التجريب الروائي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: محمد شكري، أحمد المديني، محمد عز الدين التازي، محمد برادة، واسيني الأعرج، وأحلام مستغانمي. وقد ارتأينا أن نتخذ من رواية بقايا رغوة الصادرة عام 2021 نموذجاً لاستكشاف ملامح التجريب في الرواية العربية.

نماذج مختارة من رواية التجريب العربية  

رغم ان فن الرواية العربية هو جنس أدبي حديث العهد مقارنة له مع الرواية الغربية، إلا أنه خطا خطوات سريعة في الركب الحداثي مقتفياً أثر الرواية الغربية وقد عمل الاحتكاك المباشر بين الغرب والشرق منذ حملة نابليون بونابرت إلى الشرق حتى يومنا هذا، مرورا بالبعثات التبشيرية والمؤسسات التعليمية من جامعات ومدارس ومعاهد على إنشاء أجيال تتطلع بإعجاب صوب ما يأتي من الغرب حتى إذا ما شاعت كتابة رواية التجريب وما بعد الحداثة هناك تردد صداها عندنا فرأينا شيخ الروائيين العرب  نجيب محفوظ يخرج من عباءة الرواية الكلاسيكية المتمثلة بقوة في ثلاثيته (بين القصرين، قصر الشوق، السكرية) ويجنح صوب التجريب  كما في روايتي ثرثرة فوق النيل وميرامار (1966-67) حيث خرج عن الخط السردي “واستخدم أسلوب زوايا النظر وأقام التباساً في عمله الروائي يجعل فهم العالم وطرائق النظر اليه ملتبسة”. ومن الروايات التجريبية الأحدث زمناً، نهر يستحم في البحيرة (1996) ليحيى يخلف لجأ فيها الكاتب إلى الغرائبي والمدهش. ففيه يتحول مجرى النهر ويتغير منبعه ومصبه وتمسي مياهه مالحة. وفيه أيضا تتمرد التماسيح على أنهارها[7]. “هل رأيت موت ظلي”، (2010) لغريب عسقلاني، والرواية إلى جانب كونها بوح شعري مؤثر، تلجأ إلى الأسطورة والرمز لتقديم رؤيتها. يبدأ الفصل الأول بعنوان هو بذاته تمرد على أسلوب القص “همس الصمت”، هو صمت عكس الوظيفة الأساسية للرواية الذي هو الحكي. وهو ليس صمتاً عادياً، بل صمت هامس. والهمس هو أيضاً ضد الإعلان الذي هو الغاية الرئيسية للحكي. وعكس العنوان أتت الرواية ضاجّة بالفعل والحركة[8]. السيدة من تل أبيب 2010، لربعي المدهون. تتميز الرواية برؤيتها التصالحية مع العدو الإسرائيلي، وهي وإن جافت الحقيقة التاريخية، فوضعت المعتدي والمعتدى عليه في كفتي ميزان واحد، لكنها لم تتناسَ الغبن الذي وقع ولا يزال على الشعب الفلسطيني، وإذ تنتهي الرواية بقتل السيدة الإسرائيلية المتعاطفة مع الفلسطينيين يضمر الكاتب فشل رؤيته التصالحية. اعتمد المدهون على تقديم رؤيته أسلوباً تجريبياً تميز بسردية سلسة بسيطة في ظاهرها ثرية الدلالات في صورها الشعرية وهي أيضاً تنتقل بخفة بين مستويات متعددة في النص. غريب النهر (2012) لجمال ناجي، وفيها يكسر الكاتب تراتبية الزمن، ويبيّن غرائب التحولات الإنسانية وأبعادها النفسية والاجتماعية والسياسية، بما في ذلك نجاحات تلك الشخوص وإخفاقاتها وقوتها وضعفها أمام المنعطفات الحادة. والحديقة الأندلسية لمحمد عز الدين التازي “خرق فيها الكاتب إحدى أهم قواعد اللعبة السردية في روايات التجريب ألا وهي، أفق الاحتمال والعرف”. فرانكشتين في بغداد 2013 لأحمد سعداوي “وظف فيها الفانتازيا والبعد الغرائبي والعجائبي بابتكاره شخصية شمسة وهو مخلوق جمعه وركّبه بائع العاديات من بقايا جثث ضحايا التفحيرات الإرهابية وجعلها أساساً من أساسيات الحدث في الرواية. ومخمل لحزامة حبايب، وفيها تخصص الكاتبة مساحة واسعة من السرد لكشف عري المجتمع البشري بأكمله؛ الانسحاق الإنساني (ذكراً وأنثى) المحكوم بشرطه التاريخي وحاجاته البيولوجية من مأكل ومسكن وجنس. وشخصياتها في المجمل من المهمشين المسحوقين في المجتمع[9]. وأخيراً رواية “اسمي آدم، أولاد الغيتو” لالياس خوري. وفيها يخرق الكاتب كل قواعد اللعبة السردية، من السارد، إلى الفضاء الروائي من زمن وشخصيات وتقنيات. فالسارد عنده متعدد الأوجه، هو السارد العليم مرة، والمرتبك الشكاك في أخرى، والناقل المتواضع المعترف بقصور معرفته في ثالثة. أما الرواية فتتداخل فيها عدة روايات ممتدة زمنياً من عصر الجاهلية إلى عام النكبة ومذبحة اللد، مروراً بالحرب العالمية الأولى ومذبحة الهولوكوست. ففي حكاية الشاعر العباسي وضاح اليمن، يموت الشاعر صمتاً ليحمي حبيبته، وبعد ذلك تتناسل الحكاية ويصير لها عدة رواة، فهي “مرة لهواً ومرة مأساة” ومرة تستطرد لتحكي قصص حب سابقة في التاريخ  كقصة قيس ابن الملوح وكثير عزة. ومثلها كانت قصة الطفل آدم دنون الذي وجد ملقى على قارعة الطريق يوم حصول مجزرة اللد. على صعيد السرد، يتقدم القص ويتأخر، ويشتبك الماضي بالحاضر كما في رواية حصار اللد.   يبرر الكاتب عدم تدخله في هذه الفوضى (والتي هي في حقيقتها ملمح تجريبي) على أنها نزاهة من الراوي فيقول: “عنوان الرواية سوف يكون صندوق الحب، ولن ألعب معها لعبة الكناية .. فالقارئ الذي سيرى في حكاية وضاح اليمن رمزاً فلسطينياً، سيجد في هذه القصة استعارة إنسانية عن الفلسطينيين، وعن كل المتضطهدين في العالم، بل عن اليهود أيضاً[10]

ما هذه إلا نماذج معدودة من روايات التجريب العربية، وعذراً عن التقصير بحق كثير من الكتاب المبدعين الذين غفل البحث عن ذكر أسمائهم، فالمكتبة العربية غنية بمئات الطاقات الإبداعية المبرزة التي لا يتسع المجال لذكرها.

   

لعبة السرد في بقايا رغوة

تتبع رواية بقايا رغوة لعبة سردية تجريبية بدءاً من الغلاف حتى آخر مشهد فيها. وإذ نبدأ فبالغلاف لأنه أوّل ما تلتقطه العين منفعلة إزاءه إما سلباً أو أيجاباً. هو بلغة المحبين، إذا صح التعبير، حب أو كره من أوّل نظرة. يتصدر الغلاف لوحة لامرأة بثوب أبيض طويل مزموم عند الخصر ليبرز ردفين عبلاوين، وتجرّ خلفها كلباً أبيض مما يوحي بأن محور السرد يدور حول امرأة ارستقراطية من القرون الوسطى، ولكننا ما أن نلج الصفحات الأولى من الكتاب حتى يتبين لنا أن الرسم قال نصف الحقيقة لا  كلها، فغادة الأسمر، بطلة الرواية، التي تلبس اللانجري الفاخر (ساتان ودانتيلا) وتشرب النبيذ والبيرة المثلجة مستمتعة ببقايا رغوتها هي من الداخل امرأة تعسة مثقلة بالقلق والأرق والكوابيس ربما لأنها متزوجة من رجل تحتقره وتكرهه وتقيم علاقة مع عشيق تخشى فقدانه كونه عرضة للاعتقال من كلا النظامين الأردني والكويتي أو لأنها تخشى غضبة الزوج لو حصل واكتشف خيانتها. هذه المفارقات بين اللوحة وبطلة الرواية هي الملمح الأول من ملامح التجريب في الرواية حيث أن الغلاف في الرواية التقليدية يفصح كلياً عن المضمون. أما ملمحها الثاني، فهو العنوان الملتبس نحوياً ودلالياً، فهو نحوياً يحتمل عدة تأويلات، إذ قد يكون جملة اسمية تفيد الإخبار، مبتدأها محذوف وخبره شبه جملة: (هي بقايا رغوة)، أو جملة اسمية تفيد التوكيد (إنها بقايا رغوة) أو جملة اسمية مؤلفة من جملة نفي مستثناة (ما هي إلا بقايا رغوة) والاستثناء هنا يفيد التصغير أو قلة الأهمية. والعنوان بذلك يتنازل عن دوره في توجيه القارئ ويتحوّل إلى بنية غامضة مستعصية على ذهن المتلقي تدفعه إلى طرح أسئلة وافتراضات قد تصل حد التناقض. وكمعنى قاموسي فهو يحيل الى العدم والتلاشي، (بقايا رغوة) فهو ليس المادة الرخوة الحاصلة نتيجة تسلل فقاقيع هوائية تخترق قلب السائل، بل هو بقاياها فقط. أما الإهداء “إلى مؤنس الرزاز وجمال ناجي”، فدلالة أخرى على تأثر الكاتب بهذين المبدعين اللذين عرفا بجنوحهما صوب التجريب الروائي.

يبدأ الرنتيسي روايته خارقاً قواعد اللعبة السردية، فالسارد مجهول، والشخصيات لا أسماء صريحة لها، والفضاء الروائي مغيب بالعتمة والسواد.

“كان جسده عارياً يرتشف الظلال حين توقف عن مداعبتها، فاجأها نهوضه، خطا خطوة هادئة إلى الوراء، تبعتها ثانية في الفراغ، وثالثة قبل أن تبتلعه سحابة سوداء أخفت ضوء القمر، أذهلها ذوبانه كذرات ملح في كوب ماء، لم تستر عريها وهي تنهض عن السرير لتحاول اللحاق به، اختفت محتويات الغرفة بقيت وحيدة في العتمة، قدماها ثقيلتان، لا تقوى على مناداته.

           مر ة أخرى يباغت شريط كابوس الليلة الفائتة لحظات استرخاء غادة الأسمر، يتمدد دون استئذان، يبدد لذة خدر تحاول إدامتها، يوقظ قلقاً دفيناً، تراوغه بإغماض جفنيها، نفس عميق ٌيملأ رئتيها بالهواء، ومحاولة الانشغال بما تقع عليه عيناها”[11].

ويكمل الكاتب رحلته في التجريب فيكسر نمطية السرد بانتقاله من مشهد روائي إلى آخر دون توطئة تمهد للحدث، ودون إشارات تنبه إلى انتقال الحكي من شخصية إلى أخرى. أما في السرد، فيتبع أسلوباً قوامه راوٍ عليم يروي بضمير الغائب يذكرنا بالرواية التقليدية، ولكنه يكسر النمط التقليدي بالتغلغل في عمق الشخصيات “وبالانتقال بحرية بين الأزمنة والأمكنة والشخصيات، كأنه الصوت الداخلي وصوت الذاكرة لكل منها، على حد تعبير د. محمد عبيد الله[12].

كثيراً ما يبدأ الرنتيسي فصول روايته بنص هو أقرب إلى القصيدة منه إلى الرواية حيث تكثر الصور الجمالية المبدعة، نذكر منها، على سبيل المثال، بعض ما جاء في مقدمة الفصل الثاني:

“خذيه بعينيك إلى حيث تشائين، دعيه يأخذك إلى حيث يشاء، ليكن ظلك وتكونين فضاءه البصري، الحب هو أن نقنع أنفسنا بأننا مرايا الذين نحبهم” كان البحر والسماء شفتين توغلان بغروب لم يكتمل، وكانت تصغي لقراءة نص مسرحي جلبته فدوى من إحدى مكتبات دمشق. . . انساقت لإيقاع القراءة، هامت روحها في التقاء الأزرقين مع غيمة وراء شارعين يفصلان غرفتها عن شاطئ السالمية، وعادت تلملم نتفها وهي ترتشف قهوتها من فنجان على الحافة الإسمنتية (الرواية ص 14).

لعل أكثر ما يُعْجِب من هذا النص، هو الصورة الشعرية المنحصرة بين قوسين: “خذيه بعينيك…. فضاءه البصري”، فهي، إضافة إلى ما فيها من أبداع وإيقاع موسيقي، فيها دعوة حالمة بالرجوع إلى طفولة العالم إلى زمن ما قبل التاريخ، يوم  كانت علاقة الأنثى بالذكر علاقة تكامل غريزي لا تسلط فيها لمتريركية ولا لبطريركية. هي تأخذه بعينيها وهو يأخذها حيث يشاء، هو ظلها وهي فضاءه البصري، هي مرآته وهو مرآتها.

تحفل بقايا رغوة بصور حسية، فهي مرة تُشْعِـرنا أننا أمام لوحة رسمها فنان بارع: “البحر والسماء شفتين توغلان بغروب لم يكتمل”، “التقاء الأزرقين”، وبأخرى سمعية تمتاز بالجدة والتكثيف والخروج عن الدلالات المألوفة: “انساقت لإيقاع القراءة”، حيث ارتفع فعل القراءة الرتيب إلى رتبة الموسيقى الضاجّة بالحياة، وفي ثالثة هي تورية بليغة، “وعادت تلملم نتفها” فالعبارة على قصرها، تعبر عن تشظي الشخصية وهشاشتها الداخلية ومنها أيضاً:

– “تبحث عن صورتها في عينيه، تجد بعضها في انفعاله الشبقي وارتخاء جسده بعد حمى اللذة” (ص. 25)

– الاحلام تظهير لأحداث النهار. (9)

– لا تفوتها قراءة الجسد وايماءته (25)

– اربعينية تلتقط قشتها من دوامات الزمن (25)

الحدث الروائي

يدور موضوع الرواية الرئيسي حول حدث تاريخي قلما تناولته الرواية العربية بهذا التفصيل من قبل، عنيت به مسألة طرد الفلسطينيين من الكويت إثر عاصفة الصحراء عام 1991، فتُبيـِّن خاصية المجتمع الفلسطيني في هذا البلد، من حيث أنه مجتمع ثري، له تنظيماته الاجتماعية والسياسية التي تختلف عن غيرها في مجتمعات الشتات الأخرى. ومن ثم تتعرض الرواية إلى ما أحدثه اكتشاف النفط من فورة ثراء أفاد منها الفلسطينيون، فكان بينهم من أثرى بطرق شرعية وآخرون طماعون  كدسوا أموالاً فاحشة بطرق غير شرعية، حتى إذا كان عام 1990، تأثر هؤلاء كما تأثر غيرهم بغزو الكويت وعندما جرى تحريره على أيدي القوات الأمريكية،  كان الفلسطينيون الأكثر تضرراً من تبعات هذا الغزو والتحرير[13].

يروي هذا الحدث شاب كان يعمل ميكانيكياً في ورشة تابعة لمنظمة التحرير في الكويت، حيث يحكي لعشيقته بطلة الرواية غادة الأسمر، تجربته مع السلطات الكويتية وما تعرض له من ضغوط للإخلاء، يقول: إطلاقات سريعة من بندقية كلاشنكوف. . . انتشار الجنود في ساحة البناية، اندفع أحدهم اليّ، تبعه آخران واقتاداني إلى الداخل . . . بحثوا تحت السرير، بعثروا محتويات خزانة الملابس، سألوني عن الأفرهول المعلق على حبل الغسيل، نظر أحدهم إلى كفيّ حين أخبرتهم بأنني ميكانيكي سيّارات، خرجوا مع وقع بساطير البقية على بلاط ساحة البناية، الفتى المغّبر بين أيديهم حاول مجاراة سرعة خطاهم ولم تطاوعه قدماه، جروّه حين تعثر عند مدخل البناية. . . يكمل الرواي ما جرى بعدها للميكانيكي رشاد الناجي فيقول: قاد دراجته النارية بأقصى سرعتها في “برّ مشرف”[14]، استوقفه أحد الحواجز التي انتشرت هناك كما الكمأة في الربيع، أفاق من نومه على فزعه من صراخها وعجزه عن إيقافهم. . . تردد صدى صوت جائل يدعو السكان إلى تسلٌم ما لدٌهم من أسلحة لمخفر الفروانية[15]، تبعته طرقات عنيفة على باب الملحق، اندفعوا كسابقيهم، جردوا سريره الحديدي من فراشه، بعثروا ملابسه على أرفف خزانته، دققوا في الجدران المجردة من البوسترات، سألوه عن أسلحة، رخصة دراجته النارية المنتصبة خارج الغرفة، مكان عمله، وغادروا بعد أن أيقظوا فيه رغبة الرحيل (19-21).

إضافة إلى الحدث الرئيسي تسترجع الرواية المفاصل المهمة في مسيرة الثورة الفلسطينية: انشقاقات حركة فتح، أزمة الشيوعين الفلسطينيين في الكويت، اغتيال أبو حسن سلامه، استهداف الإسرائيليين للقيادات الفلسطينية وقصفها لمكاتبهم في الفاكهاني ومحيط جامعة بيروت العربية، ويتوّزع فضاؤها بين الكويت وعمان وبيروت، كاسرة تراتبية الزمن، معتمدة على نباهة المتلقي في لملمة الحدث من أفواه الحوارات بين الشخصيات أو عن طريق التداعي التي تجري على لسان سارد مجهول.

“يستلهم الرنتيسي، في بقايا رغوة، التاريخ ضمن ثنائية التخيل الواقعي ومدى التركيب بين المرئي والمتخيل في نسج إبداعي واحد دون التدوين لفترات ومراحل تاريخية أعقبت لحظة الكتابة”، فهو مثلا يحكي عن استهداف الطيران للشخصيات القيادية لمكاتب منظمة التحرير في الفاكهاني ومحيط جامعة بيروت العربية دون أن يفصّل في الحدث، بل يكتفي بالقول الساخر على لسان أحدى الشخصيات: “أفلت ناجي علوش من كمين. . . ذاب كالملح في المدينة. . . أبو إبراهيم بسبعة أرواح”. يكتفي الكاتب بسرد الحدث، دون ذكرٍ لدواعيه، أو مَنْ كان وراؤه، أو لماذا وُصِفَ أبو ابراهيم بأنه بسبعة أرواح[16]؟

وغادة الأسمر هي البطلة الرئيسية للرواية، ترافقها في جميع فصولها، وكل ما في الرواية من شخصيات حقيقية أو متخيلة، رئيسية أو هامشية يدور في فلكها، فهي إذن، يصح فيها، أن تكون رمزاً سخّره الكاتب ليقول رؤيته في أداء حركة المقاومة الفلسطينية، أو ان تكون شاهدة وموثِّقة لما مرت به الحركة على مدى عمرها في بيروت، (تحديداً بين 1973-1982). لقد  كانت في الكويت عندما  كانت الكويت الصدر الرحب للفلسطينيين، وكانت أيضاً هناك عندما تأزمت العلاقة بين الطرفين أثر عاصفة الصحراء عام 1990. وطردت مع من طردوا، وأقفلت عائدة إلى الأردن لتمارس نشاطها التنظيمي كالمعتاد، ومبقية على علاقتها العشقية برشاد الناجي.

وغادة الأسمر زوجة قيادي في منظمة التحرير يدعى صبحي الحسن له من الصفات الخلقية والأخلاقية ما جعلها تكرهه، فهو بشع جاحظ العينين، مخاتل، مرتشٍ متقلب في ولاءاته وعينه زائغة على الحريم. يوم تزوجته كانت في سن صغيرة لقيت في الزواج منه فرصة تنتشلها من شظف العيش والفقر في القرية، والانتقال إلى المدينة الحلم نابلس. انجبت منه ولداً سمياه وسيم يعيش في باريس علاقة الأمومة بينهما فاترة فهو لا يكلمها إلا عندما يحتاج نقوداً. “وسيم وليد حاجة للأمومة وليس ثمرة حب”، يقول الراوي، ويزيد: “سبع سنوات من اللذة التي تصل على منتصف طريقها وتتدحرج عائدة إلى الوراء قبل بلوغ ذروتها، تحاول مع صبحي وتتخيل رشاد في سريرها”. ورشاد الناجي يعمل ميكانيكيا في ورشة تابعة لمنظمة التحرير في الكويت، ويسكن في مجمع قريب من الفيلا التي تسكنها غادة الأسمر. تعارفا عندما جاء ليعيد لها مفاتيح السيارة بينما كان زوجها مسافراً في أميركا. استمرت لقاءاتهما في شقتهما طيلة غياب الزوج، وبعدما عاد، صارا يلتقيان سراً في أماكن تؤمنها لهما الصديقات والأصدقاء المتعاطفين معها. يخصص الكاتب مساحة كبيرة من السرد لهذه العلاقة التي لم تنتهِ بخروج الفلسطينيين من الكويت، بل استمرت في عمان، ولم تنتهِ بانتهاء الرواية

وإذ نتساءل لماذا أمضت غادة الأسمر حياتها مع زوجها وهي تكرهه وتحتقره  إلى هذا الحد، يأخذنا التفكير إلى تحليلات عالم النفس والفيلسوف الاجتماعي إريك فروم Erick Fromm  الذي يرى ان السبب يعود لنتاجات اجتماعية بمعنى ان العلاقة بين الانسان والمجتمع ليست علاقة جامدة، وانه رغم وجود احتياجات معينة شائعة بين الناس كالجوع والعطش والجنس، هنالك أيضاً دوافع أخرى تختلف فيها طبائع الناس مثل الحب والكراهية، والشهوة للقوة والحنين للخضوع، والاستمتاع باللذة الحسية والخوف منها[17]، سببها ما تتعرض له رغباته الغريزية من كبت من الأهل والمدرسة والبيئة.

ولغادة الأسمر حضور قوي وفاعل في مجتمعها، تساهم في العديد من الجمعيات الخيرية، كمنظمة حقوق الإنسان ودور الرعاية الاجتماعية، ومراكز حماية المرأة وغيرها. وهي على علاقة طيبة مع معظم أعضاء التنظيم رجال الثورة. ساعدها محمود في العثور على مواد تحتاجها في عملها على تحقيق تكتبه لمجلة التنظيم: اقترح عليها الذهب على مكتبة الجامعة. ولفت نظرها لأمور كثيرة يجب أن توردها في تقريرها. وأسرّ لها بهواجسه فأخبرها انه من ضحايا الازمة[18]. وتكمن أهمية غادة الأسمر في استقطابها لكل أطياف منظمة التحرير: الثوري النظيف والمزيف، الانتهازي المتسلق على أكتاف الحركة، والصادق الذي يفنى في سبيلها. يحترمها سعد الخبايا ويستأمنها على ملفات التنظيم السرية. وعندها تجتمع النخب النسائية المثقفة فلسطينيات وعربيات: زهرة عمر، الروائية الأردنية الشركسية، ونجوى الروائية الفلسطينية، وسوسن المصرية معلمة اللغة الإنكليزية، وريما الصحفية الأردنية من الفحيص اللواتي يعرفن حكاية عشقها لنبيل ورشاد وكرهها لزوجها. وفي خلوة مع الذات يتراءى لغاده ما يمكن أن يدور في خلد صديقاتها عنها فلا تستبعد أن تقرأ “في يوم ما عن امرأة أخذت بيدي فتاها ودربته ليصير مرآة تجد فيها نفسها، تبحث عن صورتها في عينيه، تجد بعضها في انفعاله الشبقي ، وارتخاء جسده بعد حمى اللذة” (25). بهذا الاستقراء، أربك الكاتب قارئه وكاد يقنعه/ يقنعها أن روايته “بقايا رغوة” تسير في حراك النسوية المتقدمة زمنياًfeminism  ، امرأة القرن الواحد العشرين (امرأة العولمة على حد تعبير جميلة حسين)[19]، حيث لم تعد مطالب المرأة مقتصرة على أن تكون نداً مساوياً للرجل، بل تعدتها إلى السعي بالتفوق عليه في المتخيل السردي، فهي في شطحاتها الشعرية الحلمية، “تأخذ بيد فتاها وتدربه”، لا لتستقوي عليه، بل لتستقوي به “ليصير مرآة تجد فيها نفسها”. إذاً فالمرأة لم تكن مجرد مسألة جانبية في رواية “بقايا رغوة” بل هي أساسية ودعوة صريحة لتكون المرأة مالكة لجسدها تهبه لمن تشاء وتمنعه عمن تشاء. فغادة الأسمر أعطت لنفسها الحق بأن تكره زوجها وتذهب إلى الفراش مع اكثر من عشيق، وما كان المجتمع ليحاسبها، فهي ظلت موضع ثقة واحترام من زملائها في التنظيم رجالاً ونساء، إلا فيما ندر. وعكس ما نراه في الإعلام من سينما ومسرح وفنون جميلة، لم تنتهِ قصتها “بحكاية الحب المحرم المحكوم بحتمية النهاية المأساوية”. وامرأة القرن الواحد والعشرين (امرأة العولمة)، كسرت تابو الأمومة، ولم يعد يضيرها برود عاطفتها تجاه أبنائها. تقول غادة الأسمر: “لو لم أنجب وسيم لقلت إنه ابن ديبا (الخادمة الفلبينيية) .. يطلب منها ما يريد .. يشكو لها زملاءه في المدرسة .. يذهب إلى غرفتها حين يصحو من النوم”. وعكس ما هو مثبت في المجتمع العربي البطريركي ظلت غادة امرأة محترمة في مجتمعها، وظلت ترى نفسها امرأة نظيفة، مقابل شخصية زوجها الانتهازي الجشع المتقلب في ولاءاته الحزبية، والذي استغل منصبه السياسي لإبرام صفقات تجارية مشبوهة درّت عليه  أموالاً طائلة. وغادة الأسمر رغم كل ما ترفل به من ترف مادي، وقبول من مجتمعها ووجود عاشق يروي ظمأها الروحي والجسدي، هي امرأة تعسة، تنتابها الكوابيس الليلية المرعبة، فقد استفاقت ذات ليلة على كابوس إلقائها من شرفة شقة بناية رحمة[20] .. هوت على مرأى من العامة .. لم يتجاوب الجيران الجالسون على الشرفات مع صرخاتها. لا يرهق الكاتب قارئه/قارئته بالتفاصيل فقد ترك له/لها تخيل علة هذا الكابوس. إذ يكون نتيجة يقظة ضمير جراء خيانتها الزوجية، أو لتقصيرها بواجبها الأمومي، أو لتخوفها من أن يهجرها عشيقها الذي بدأت تبدو عليه بوادر فتور تجاه علاقتهما العشقية، فهو في الكويت غيره في عمّان، وإذ نتساءل ما هو ذلك الذي “غيره” في عمان؟ فيكون أوّل ما يذهب إليه الظن أنه لم يعد يأتيها شبقاً متلهفاً لمضاجعتها كما كانت عليه الحال في الكويت. ولكننا نستدرك ونعيد المساءلة: إن كان الأمر كذلك فما الذي حدا بالكاتب إلى إطالة عمر هذه العلاقة العقيمة الهشة  كبقايا رغوة على الشفاه، لا تروي ظمأً ولا تشبع لذة، يأخذنا الظن إلى رمزية أرادتها الرواية من وراء هذه العلاقة العشقية. وإذ نضيف إلى الصورة، مشهد الكابوس الذي شوه البطلة المترفة الجميلة الذكية، يجعلنا نفطن إلى أوجه شبه قوية بين غادة الأسمر والثورة الفلسطينية. فالثورة الفلسطينية بدأت[21] نقية  كثوب غادة الأسمر. لاقت ترحيباً شعبياً كبيراً على مستوى الوطن العربي ككل، ثم ما لبثت أن فتحت ذراعيها دون تحفظ لكل منتمٍ/منتمية فكان أن تسلل إلى صفوفها  كثير من النفعيين، الوصوليين، الفاسدين، فلطخوا ثوبها النقي حتى إذ جاء عام 1981، وقامت القوات الإسرائيلية بضرب مكاتبها في منطقة الفاكهاني والجامعة العربية مسببة الأذى لأبناء المنطقة والجوار، انقلب الناس ضدها وراحوا يطالبون بخروجها من مناطقهم. ونحن حين نصِّر على اعتبار غادة الأسمر، رمزاً، فإننا نقِّر أن ما فيها من عيوب هي هفوات، شوائب لا بد منها في كل حركة شعبية. وإنه لأمر طبيعي ألا تكون نقية كثوب عروس، ولا يجب أن تنسينا هذه الشوائب ما حققته هذه الثورة من إنجازات حميدة منها، أو لعلها الأهم، هي رفعها مستوى الإنسان الفلسطيني من لاجئ شحاذ يلهث خلف كيس الطحين، إلى مناضل تصل عملياته النوعية إلى قلب تل أبيب فتنفي عنه صفة الجبانة التي لاحقته إثر نكبة 48.

إلى جانب الشخصيات المتخيلة، كغادة الأسمر ورشاد الناجي، التي اعتمدها الكاتب في قول رؤيته، استخدم شخصيات حقيقية أسهمت في إعطاء المؤلَف مصداقية تاريخية وأضاءت على الحالة الثقافية والاجتماعية التي عمت المجتمع الفلسطيني في بلدان شتاتهم، نذكر منها: ناجي علوش، خالد الحسن، نمر صالح (أبو صالح)، ماجد أبو شرار، يعقوب زيادين، عبد الوهاب البياتي، محمد البطراوي والروائية الأردنية من أصل شركسي، زهرة عمر التي عرّفتنا على الكثير من العادات والتقاليد الشركسية. منها: أنهم خلعوا أحذيتهم في هجرتهم الأولى إلى شواطئ فلسطين واحتاجوا إلى من يقنعهم بارتدائها مرة أخرى، وتعلقوا بالأساطير، وتكلمت زهرة عن تقاليد زواج الخطيفة فوصفته بأنه فعل فروسي تحول إلى فلكلور مع مرور الزمن (ص 21-28).

الخاتمة

استخدم جهاد الرنتيسي في روايته بقايا رغوة أسلوباً مبتكراً فيه إبداع وجدة تمثّل بكسر تراتبية الزمن والخروج عن المألوف في أسلوب السرد، وذلك بانتقاله من مشهد روائي إلى آخر دون توطئة تمهد للحدث، ودون إشارات تنبه إلى انتقال الحكي من شخصية إلى أخرى. وابتكر شخصيات بيّن من خلالها ما يتعرض له الإنسان في مسيرة حياته من تحولات نفسية واجتماعية وسياسية، بما في ذلك نجاحات تلك الشخوص وإخفاقاتها وقوتها وضعفها أمام المنعطفات الحادة. في تأريخه لحدث الرواية الرئيسي، واكب الرنتيسي رحلة الفلسطينيين من الكويت إلى عمّان بكل تفاصيلها: تهيؤ القافلة للخروج، المحطات التي مروا بها، نقاط الحدود في كلا البلدين. ولم يتناسَ تخوفات البعض عند نقطة التفتيش على الحدود الأردنية. وتنتهي الرواية نهاية مفتوحة. لا زالت غادة الأسمر متزوجة من صبحي الحسن وعلى علاقة جنسية مع رشاد الناجي. “ولا زالت تتجنب المشي على بقايا رغوة في الصالون وتلتقط سماعة الهاتف”.

مكتبة البحث
 
الرنتيسي. جهاد، بقايا رغوة، الأردن، عمّان: دار البيروني للنشر والتوزيع، 2021
فضل. صلاح، لذة التجريب الروائي، القاهرة: أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي، 2005
برادة. صلاح، “الرواية العربية ورهان التجديد“، دبي: دار صدى للصحافة والنشر والتوزيع، 2011، ص 77 ؛
العلوي. مولاي مروان، “سؤال التجريب في الرواية العربية، من متاهة العنوان إلى متاهة التأويل”، من أعمال المؤتمر الثاني للرواية العربية، المغرب: جامعة شعيب الدكالي، ابريل 2018، ص 50
بوسريف. صالح، “رهانات الحداثة لأشكال محتملة،، دار الثقافة والنشر والتوزيع، 1996
بارت. رولان، الدرجة الصفر للكتابة، ترجمة محمد برادة، ط/4، القاهرة: دار عين للنشر، 2009
شرشار. عبد القادر، تحليل الخطاب الأدبي وقضايا النص، دمشق: اتحاد الكتاب العرب، 2006
حبيب-خليل. نجمة، رؤى النفي والعودة في الرواية العربية الفلسطينية، ط/1، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2014، ص 229-301
––، قراءات نقدية في الشعر والرواية، ط/1، بيروت: الدار العربية للعلوم- ناشرون
حسين. جميلة أمين، المرأة في الرواية اللبنانية المعاصرة، بيروت: ط/1، دار الفرابي، 2016
عبيد الله، محمد، “إشهار رواية بقايا رغوة للكاتب جهاد الرنتيسي” الأردن/ عمّان: صحيفة الغد، 22 آذار/مارس، 2022
خوري. الياس، أولاد الغيتو- اسمي آدم، ط/1، بيروت: دار الأداب، 2016، ص 29.
المدهون. ربعي المدهون، السيدة من تل أبيب، ط/3، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2010
ناجي. جمال، غريب النهر، ط/1، بيروت: الدار العربية للعلوم- ناشرون، 2012
عز الدين التازي. محمد، الحديقة الأندلسية، القاهرة: رؤية للنشر والتوزيع، 2012
سعداوي. احمد، فرانكشتين في بغداد، بيروت: دار الجمل، 2013
-حبايب. حزامة مخمل، ط/1، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2016
مصادر أجنبية
[1] Erich Fromm, the fear of freedom: Park Square, Milton Park, Oxon, Abingdon, Routledge, 2001,[UK.1942], p. 9; The Fear of Freedom | Erich Fromm | Taylor & Francis eBooks, Reference (sydney.edu.au)
https://www.britannica.com/topic/Britannica-Online
Propp. Vladimir, Morphology of the Folktales 2nd ed. Austin and London: University of Texas Press, 1968
Barthes Roland, Mythologies, London: vantage books, 1993 [ 1973]
El-Najjar. Hassan A, The gulf War, chapter 6, “Palestinians in Kuwait, Terror and Ethnic cleansing”, Amazon press, 2001
نجمة خليل حبيب: كاتبة فلسطينية تعيش في استراليا حائزة على دكتوراه فلسفة من جامعة سدني وتعمل محاضرة فيها
[1] جهاد الرنتيسي، بقايا رغوة، الأردن، عمّان: دار البيروني للنشر والتوزيع، 2021
[2] صلاح فضل، لذة التجريب الروائي، القاهرة: أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي، 2005، ص 4
[3] محمد برادة “الرواية العربية ورهان التجديد“، دبي: دار صدى للصحافة والنشر والتوزيع، 2011، ص 77 ؛ مولاي مروان العلوي، “سؤال التجريب في الرواية العربية، من متاهة العنوان إلى متاهة التأويل”، من أعمال المؤتمر الثاني للرواية العربية، المغرب: جامعة شعيب الدكالي، ابريل 2018، ص 50
[4] صالح بوسريف، “رهانات الحداثة أفق لأشكال محتملة، الأردن عمّان: دار الثقافة للنشر والتوزيع، 1996، ص 29
[5]رولان بارت، الدرجة الصفر للكتابة، ترجمة محمد برادة، ط/4، القاهرة: دار عين للنشر، 2009 ، ص 67.
[6]عبد القادر شرشار، تحليل الخطاب الأدبي وقضايا النص، دمشق: اتحاد الكتاب العرب، 2006، ص 73.
[7] للمزيد ينظر في:
نجمة خليل حبيب، رؤى النفي والعودة في الرواية العربية الفلسطينية، ط/1، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2014، ص 229-301
[8] ––، قراءات نقدية في الشعر والرواية، ط/1، بيروت: الدار العربية للعلوم- ناشرون، 2017، ص 173-177
[9]–  ربعي المدهون، السيدة من تل أبيب، ط/3، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2010
– جمال ناجي غريب النهر، ط/1، بيروت: الدار العربية للعلوم- ناشرون، 2012
– محمد عز الدين التازي، الحديقة الأندلسية، القاهرة: رؤية للنشر والتوزيع، 2012
– احمد سعدواي، فرانكشتين في بغداد، بيروت: دار الجمل، 2013
-حزامة حبايب، مخمل، ط/1، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2016
[10] الياس خوري، أولاد الغيتو- اسمي آدم، ط/1، بيروت: دار الأداب، 2016، ص 29
[11]  جهاد الرنتيسي، بقايا رغوة، مصدر سابق، ص 7.
[12]محمد عبيد الله، “إشهار رواية بقايا رغوة للكاتب جهاد الرنتيسي” الأردن/ عمّان: صحيفة الغد، 22 آذار/مارس، 2022
[13]   للمزيد ينظر في:
Hassan A El-Najjar, The gulf War, chapter 6, “Palestinians in Kuwait, Terror and Ethnic cleansing”, Amazon press, 2001
[14] بر مشرف : إحدى مناطق التخييم الربيعي في الكويت
[15] الفروانية: إحدى المناطق الكويتية المعروفة بكثافتها السكانية الفلسطينية قبل غزو الكويت
[16] ناجي علوش واسمه الحركي أبو إبراهيم، عاش في بيروت ما بين 1971- 1980 وكان عندها رئيس اتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينين، ولد في بيرزيت عام 1935 وتوفي في عمان عام 2012
[17] Erich Fromm, the fear of freedom: Park Square, Milton Park, Oxon, Abingdon, Routledge, 2001,[UK.1942], p. 9; The Fear of Freedom | Erich Fromm | Taylor & Francis eBooks, Reference (sydney.edu.au)
[18] لا يوضح النص عن أي أزمة يحكي محمود، ولكننا نستطيع الاستنتاج أنه انشقاق حركة “فتح”، عام 1974، حين خرج صبري البنا (أبو نضال)، مدير مكتبها في بغداد، من صفوف الحركة وقام بتشكيل تنظيم مستقل عُرف باسم “حركة فتح-المجلس الثوري”.
[19] للمزيد، ينظر في: جميلة أمين حسين، المرأة في الرواية اللبنانية المعاصرة، بيروت: ط/1، دار الفرابي، 2016، ص 359-361
[20] المكان الذي كانت تلتقي به مع عشقها نبيل اثناء وجودها في بيروت لإجراء امتحاناتها الجامعية. (تقع بناية رحمة في محيط جامعة بيروت العربية، [المصدر، ذاكرة الباحثة عن المكان])
[21]  بدأت الثورة الفلسطينية عام 1957، عندما انتقل ياسرعرفات من مصر إلى الكويت وعمل بالاشتراك مع خليل الوزير(أبو جهاد)، وفاروق القدومي، وخالد الحسن ومحمود عباس، وغيرهم على تأسيس لجنة لتحرير فلسطين، سميت لاحقاً بحركة فتح (الأحرف الأولى لعبارة حركة التحرير الوطني الفلسطيني، على غرار جبهة التحرير الوطني الجزائرية

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *