أريد اهتماماً..!

(ثقافات)

 

أريد اهتماماً..!

صحر أنور

ساحرٌ أنتَ عندما تمنحني إهتماما صادقا، ألم أخبرك ماذا يفعل بي سؤالك ؟ ألم تر بريق العين كيف يزداد لمعانا كلما سألتني هل أنت بخير؟ عجيبٌ هو هذا الإهتمام وعجيبٌ مايفعله بنا كباراً وصغار..رجالا ونساء، الاهتمام شعورٌ واحتياج كامن بداخلنا بالفطرة، نحب أن نشعر بأننا دائما في دائرة الاهتمام، تشتاق نفوسنا إليه..جميعنا نحب الإهتمام ولكن..لانطلبه ولا نستجديه. يأخُذنا..يخطفنا لحظة عندما يأتـي غير متوقعاً، من يهتم بتفاصيلك الدقيقة، يخبرك أنه يحب سماع صوتك كل صباح، وأن رؤيتك تفتح له أبواب الحياة. يعشق ألوانك، يتابع يومك .. يشاركك قهوتك وضحكتك..عندما يصلك صوته يبث بداخلك دفئا وطمأنينة، يأتي إليك في ضعفك يمد لك كلتا يداه مساندا لك. فالرجل يجذبه الاهتمام يحب من تهتم بقراءة لغه عينيه، حركة شفتيه، همساته، انفعالاته، اهتماماته، نوع سجائره، عطره، يحب أن يترامى إلى سمعه أنه رجل أنيق جذاب..كلمات تعبرعن الاهتمام والامتنان لكنها تدغدغ المشاعر، تُذيب صخور القلوب. أتعرف فرحة الطفل عندما يشعر ممن حوله بأنه أهم شخص بالكون، هل تعرف ماذا يفعل به هذا الشعور؟ يجعله أكثر ثقة بنفسه واكثر فرحا ومرحا، قد يقوم بحركات بهلوانية غير متوقعة لا يُدرك خطورتها ولكن اطمئنانه بمن حوله خلق حاجزا منيعا للخوف، بينما يحتاج الوالدان إلى اهتمام الأبناء بهما وحنانهم عليهما، يجعلهما يشعران بأنهما الأطفال وأبناءهما أصبحوا لهما الآباء والأمهات، يتعلقان بهم أكثر تعلقا ممتزجا بالحنان والأمان.. دعني أخبرك عن اهتمام الصديق الذي تشعر بأنه توءم روحك، تجري عليه تُلقى نفسك بين يديه فرحا أو حزنا، يظل معك وبجانبك يضمد جراحك، يربت على كفيك..لايخذلك، يطير معك فرحا وجنونا في لحظات السعادة..لولا الاهتمام المتبادل ما استقامت صداقة ولا استمرت علاقة .. انتظر لم أخبرك بعد عن الأنثى..وماأدراك ماالأنثى..فهي المعنى الحقيقي للاهتمام، المقابل له وأيضا المضاد له لأنك لا تستطيع الصمود أمام إهمالها لك، في مملكة الأحبة الأنثى هي الأم والأخت والصديقة والابنة والحبيبة والزوجة.. من غيرها يمنح هذا الاهتمام؟ أنت لا تدري معاناتها كي تبقى صامدة تمارس مهامها اليومية ، تقدم الحب وهي في بئر عميق من الحرمان غارقة، تمنح الأمان وهي ترتعد خوفا، تكون سندا لمن حولها ومن هشاشتها وضعفها تتساقط..كم من التضاد بداخلها، وكم من الإحتياج تريده.. ليتك تعلم ماذا تفعل بها رسالتك ؟ ليتك تُدرك سعادتها ولمعة عينيها عندما يصلها صوتك هامسا ” وحشتيني” لتمحو بها ماتعلق بها من هموم وأحزان، ليتك تعلم كم هو رائع عندما تتأمل وجهها وتنصت إلى حوارعينيها الصامت، ليتك تعانق روحها.. الإهتمام هو التعبيرعن الحب، السبيل له بل هو الحب ذاته ..التفاصيل الدقيقة، الرسائل، الهدايا، عطر الياسمين..ربما ترى هذه الأشياء لا تمثل شيئا ولكنها تمنح كل شيء، فالاهتمام أجمل من الحب، أصدق المعاني. سيدى..الأنثى تعشق من يهتم بها وبتفاصيلها..كُن ساحراً باهتمامك..كُن مبهرا..إمنح بكلتا يديك سترى النعيم مع أحبتك، تتنفس الحنان، تعشق فرحة العيون، كُن سببا في نسيان أعوام من الألم والوجع..كُن في القلوب عطرا ونورا..كُن روحا تعانق روح ..تصبح كالملائكة.. لا تري ولا تسمع إلا تسبيحات الحب.

  • كاتبة من مصر

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *