“جَناحات هاربة”

“جَناحات هاربة”

شعر:  مؤمن سمير

 

“العائدُ من الحرب”

أمشي بظِلِّي

وأنعي أبي برقبتي

لمَّا تدور خلف كلِ طيفٍ

هارب..

لكنَّ جلدي يخذلني

كلما يمر الظلام عبره

يصحو في صندوقه

ويسدّ النوافذ كي يعبرَ

بسلام..

يفتحُ القلوب على مصراعيها

بشرط أن تُدفَن مفاتيح القلوب

في أي نظرةٍ زائغة..

“عند حافة الكوب”

قالَ البعضُ عن شمس التبريزي إنهُ درويشٌ جَوَّال، ينطقُ بجمل غامضة وأحياناً هرطوقيه.. هذا البعض الأقل هو الذي جعل عينيَّ تلمعان فجأة وجسدي يُستثار.. يبدو أن الهرطقة تملك جناحات تنسربُ إليَّ فأغدو وميضاً، يجمعُ بين رقة الملاك وعزيمة الشيطان.. بينما الأكثرية لما قالت إن شمس هو حامل النور والبهاء لم يرتعش فيَّ إلا قلبي، وبعدها صرتُ ورقة شجر لا تثير انتباه ماشٍ ولا راكض، حتى لو كان درويشاً منتصراً على ظلام روحِهِ، بعينيْن تضيئان..

“غيومٌ على نافذة القطار”

ليست مجرد ذراع مقطوعة

إنها رائحةٌ كانت تتمشى في جسدها

وتحفر القنوات و الترع

و تصطادُ الشمسَ بدَقَّةِ إصبع..

ليست مجرد سجادة

إنها حضنٌ بليغ

تلحفت به الأميرة

بعد الفخ الأخير..

لسنا مجرد دُمَى

نحنُ ظِلالٌ

نحنُ حكايات..

“هواءُ شُرفتنا الجديدة”

رمادُ زهورِك

رمادُ الصورة الكاذبة

رمادُ أبي

رمادُ التلويحة الأخيرة

رمادُ الصوت المختبئ تحت الشجرة

رمادُ الطائر المخنوق في الحكاية

رمادُ الشبح

رمادُ صناديق الجَدَّة

رمادُ ضحكةٍ تتجولُ في الممرات

رمادُ الحضن الوحيد

رمادُ الحروب

رمادُ سُكَّرةٍ في كوبٍ ميت

رمادٌ يذوي بينَ ظِلٍ وظِل..

“تعقُّل”

كلما يجئ الليلُ لحيِّنا

لا أفتحُ الباب

إذ ربما تقرر الملائكة

أن تهرب من المراقبة

فتلهث وتفيق من الحكمة

جوار صناديقي..

أو حتى أن تتلصص

علي قلبي

كعادتها منذ قتلتُ ظِلالي

وصرتُ هواءً

أخَفُّ من الأحلام..

* شاعر من مصر

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *