الروائية المغربية ربيعة ريحان: معظم الكتّاب العرب يفكرون فى الجوائز لأسباب اقتصادية.. والفوز بها لا يصنع مبدعًا
حاورها: نضال ممدوح
ربيعة ريحان روائية وقاصة مغربية، لها طابع خاص ومختلف، وأجمل ما يميز أعمالها أنها تحمل بُعدًا وزخمًا واقعيًا نابعًا من تجربتها الشخصية شديدة الخصوصية، مع توظيف رائع للخيال والمجاز، وهى كلها مَلَكات مكّنتها من صناعة أعمال ناجحة، مثل «بيتنا الكبير» و«الخالة أم هانى» و«طريق الغرام».
ولـ«ربيعة»، التى تترأس المنتدى المغربى للثقافة والفنون، إسهامات قصصية بالغة الإبداع، حيث أصدرت من قبل مجموعات «ظلال وخلجان، ومشارف التيه، وشرخ الكلام، ومطر المساء، وبعض من جنون، وأجنحة للحكى، وكلام ناقص»، كما حازت جائزة الإبداع النسائى عن المجموعة القصصية «مطر المساء».
فى حوارها هنا تتحدث الكاتبة عن أجواء أعمالها وتقنيات الكتابة فيها، إلى جانب الفلسفة التى تتبناها فى الإبداع الأدبى، كما تتطرق إلى الكثير من تفاصيل الواقع الثقافى والأدبى.
■ فى روايتك الأحدث «بيتنا الكبير» تبنين قصة الجد «كبور» على أنها جزء من تاريخ المغرب الكبير.. هل تعد سير الأفراد سردًا موازيًا لتاريخ الشعوب والأمم؟
– فى البنية السردية لرواية «بيتنا الكبير»، يحضر التاريخ كوظيفة فنية وإخبارية، فالجد «كبور» المنتمى إلى فترة الاستعمار الفرنسى فى المغرب، شاهد على الكثير من التطورات التاريخية التى حصلت فى تلك الفترة، وكان فاعلًا فيها بشكل ما، كفرد من خلية وطنية تعمل على المقاومة، وكان يزودها أساسًا بالمال والسلاح، وما ورد من النص من أحداث ووقائع لم تكن من أجل التأريخ، لكن جاءت فى سياقاتها الفنية كسرد محتمل فى بناء شخصية الجد «كبور».
والعمل الروائى قادر على استيعاب الخارج فى شموليته، بفضاءاته ومرجعياته وثقافته، وذلك حسب درجة وعى الكاتب أو الكاتبة وإحساسه بما حوله، والتجارب والخبرات سواء كانت ذاتية أو غيرية، هى ما تغنى خياله الجمالى والنفسى.
أعتقد أن ذلك هو الأساس، لكن ذلك لا ينفى وجود آليات دالة على واقع مكتوب عنه، يجسد مرجعية خصوصية تؤشر على أحداث ووقائع هى جزء من الماضى، تمثل بالنسبة للسرد مرجعية جمالية تثمن الإحساس بها والتفاعل معها، فـ«بيتنا الكبير» نسيج سردى فنى استدعى للضرورة أحداثًا تاريخية كثيرة، واتكأ عليها كمادة مرر من خلالها رؤى وأفكارًا وتصورات أكسبت فى النهاية خصوبة للنص، ومن ثم أرّخت من حيث لا تحتسب لتاريخ وحيوات ومصائر للمجال الذى عاش فيه الجد، والذى شكّل هويته.
■ شخصية «كبور» تُشبه إلى حد كبير «حى بن يقظان» بطل حكاية ابن طفيل التراثية.. هل قصدت تصوير رحلة ذلك الجد على أنها مسيرة وجودية لاكتشاف الذات والكون وأسباب الخلق؟
– ما دفع الجد «كبور» إلى الرحيل هو الظلم وغياب العدالة، فمستوى وعيه ووضعه الملتبس لحظتها لم يكن يسمحان برفاهية التعمق فى مضمون اكتشاف الذات والكون، فى حركته العفوية تلك، كفتى شاب ضرب الجابى فى السوق وحمى القروى الفقير، عبر عن كرهه للتسلط، ووضع نفسه فى مواجهة مع السلطة، السلطة التى كانت تعتبر حركته تحديًا يستحق عليه العقاب، وبالتالى وجد نفسه مضطرًا لحماية نفسه من القمع، حتى تستمر الحياة وتستمر معها المواجهة فى كل سلوكياته اليومية، فى المنفى الاضطرارى فى أرض مشاع، حيث بنى له عالمًا جديدًا استطاع بالتدريج أن ينجح فيه، ليعيد الارتباط بجذوره، ومن خلالها يخوض مغامرات أخرى من التحدى مع الذات ومع الآخر.
المضامين هنا مختلفة عن حى بن يقظان، والجد الذى خاض هذه المغامرة كان عمليًا لا يبحث عن نظريات ولا عن معرفة، سوى فلسفته الخاصة التى استعرضها النص، والتى لا تخلو هى نفسها داخل محيطه من عنف وسطوة، لكنها بالنسبة له كانت مبررة؛ لأنها شكل من الحماية مارسها على حريمه وأولاده الخمسين.
■ داخل بنية وفلسفة العمل.. ألم تلهم رحلة «كبور» غيره من أبناء مجتمعه أم أنهم اعتبروا تمرده ذلك فعلًا فرديًا لا يصيب بالعدوى؟
– حين تمرد الجد على الجابى عبر عن إرادته فى رفضه القهر، ولم يكن يعنيه أن يقود حركة احتجاج، كان ذلك مصدرًا داخليًا على كل حال، تركيبة نفسية لشاب كان يرفض كل القيود، لكن ضمنيًا كان يسخر من أولئك المتفرجين السلبيين الموجودين حوله فى السوق.
ونزعة تمرده الحاضرة فى النص هى مدخل ضرورى لإعادة تشكيل تجربة حياتية بكاملها، قوامها التحدى، تحدى الذات والآخر، حتى لو كان ذلك الآخر سلطة غاشمة.
إنه يعطى الفرصة لكى يشاهد الناس ما فعله، رغم عدم استحالة ما أقدم عليه بالنظر إلى إمكاناته، ومن ثم فهو يخالف ما هو سائد، والرضوخ للأمر الواقع، إنه مؤشر لمن يرغب فى التحول والخروج من حالة الضعف والاستكانة.
ويجب النظر للظرف التاريخى الذى تمرد فيه الجد، كان الناس فى المغرب يعيشون بؤس ظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية قاسية، فى ظل الاستعمار الفرنسى ومآسى الحرب العالمية، وفى ظل ظروفه كان صعبًا جدًا أن يكون تلك الشرارة التى تولد الانفجار، لكن حركته تلك لم تذهب سدى، فقد أجج بشكل ما ردود أفعال تلقائية ابتدأت بالصياح والعواء، وكانت شكلًا أيضًا لتحدى واقع لم يكن يسمح بأدنى حركة رفض أو احتجاج.
لكن قرار الجد بالاستقرار فى الهضبة، وخلق عالمه الخاص بعيدًا عن أى سلطة تُمارس عليه، انتهى إلى ممارسته- هو- دورًا سلطويًا على هذا العالم، خاصة على نسائه.
رحيل الجد إلى المجهول، واستقراره أخيرًا فى تلك الهضبة المحاطة بجزء كبير من نهر «تانسيفت»، كان بمثابة حماية له من الملاحقة والقتل، وعمليًا كان مضطرًا لتستمر الحياة فى تلك العزلة والوحدة أن يجمع كل المتناقضات فى سلوكه وحركته وطباعه، فبعد مرحلة الأمان وجد نفسه وجهًا لوجه مع نفسه فى تدبير كل أموره، بما فى ذلك البيت الذى شيده، ثم زوجاته الأربع وأولاده الخمسون وأنعامه وحيواناته والذئاب فى المنطقة من حوله.
لقد عاش صراعًا خارجيًا قويًا فى انفصاله عن جذوره، وأى ضعف يمكن أن يعصف به كان فى رأيه انجرافًا نحو مجهول آخر، لذلك اجتمعت فيه كل الأضداد، القوة والتسلط والاستبداد والعنف والتهور أحيانًا، لكن إلى جانب ذلك، كان كريمًا شهمًا حنونًا سخيًا رصينًا ومصممًا على أن تستمر مملكته فى الحدود التى يرسمها هو، مع كل الموانع الممكنة ألا يقترب أحد من خصوصياته، حتى لو كان ذلك باستعمال البارود، لقد احتمى الجد بعالمه، وكان ضروريًا أن يحمى ذلك العالم بما كان يراه مناسبًا من قوة وجبروت، حتى لو كان ذلك على حساب عاطفته، لكن أبوته ظلت حاضرة بقوة فى جوانب أخرى إيجابية، عبر إنجاب رجال مميزين والحرص على تعليمهم وتحقيق رغباتهم المادية والمعنوية، مع إبراز ذلك المؤشر الغريب، وحب بناته الأربع أكثر من الذكور، وتفضيلهن على إخوتهن، فى شرط غير مألوف.
وبقى ذلك هو الجد، الذى عاش تجربة إنسانية استثنائية، واجه فيها السلطة التى ظل يُكن لها الكره والرفض عند كل احتكاك بها، إلى أن غادر الحياة فى ظرف محاط باحتمالية أن يكون أحدهم قد دس السم له فى الشاى.
■ تبدو روايتاك «الخالة أم هانى» و«بيتنا الكبير» انعكاسًا لذاكرة شخصية لكنهما لا تخلوان من أصداء تخيلية.. كيف نفصل هنا بين المتخيل والواقعى؟
– الواقعى فى روايتىّ «الخالة أم هانى» و«بيتنا الكبير» هو متخيل حتى لو ثبت وجوده فى الحقيقة، وهو واقع أيضًا حتى لو اعتبرناه مجرد تخييل.
لقد اتكأت فى الكثير من الأحداث والتفاصيل على ذاكرتى، تلك الذاكرة الخاصة والجمعية أيضًا، فمن ميزاتى أننى أجيد الإنصات، والكثير من الخبرات التى أمتلكها جاءتنى من هذه الخاصية، لكن ذلك لا يمنع من حضور الذات وبقوة أحيانًا، فالكثير من الأحداث والتفاصيل حافظت عليها كما هى، بالقدر المستطاع، والكثير الكثير وليد المخيلة، وقد تضافر كل ذلك ليخلق رؤية وتصورًا لعوالم مرت، وتركت أثرها الحميمى فى أعماقى، كشخصيات قريبة منى أو من محيطى، فى تواريخ معينة وأمكنة مختلفة.
وعندما عزمت على كتابة الروايتين كان الهاجس الأول أن أتخلص من ذلك الإرث بصياغته صياغة روائية، دون الوقوف طويلًا عند ذلك الالتباس، وأن أنظر إلى أى مدى يمكننى وضع فاصل بين واقع ما سأكتب وبين ما سأتخيله، فالمسألة أكثر تعقيدًا من أن أحسمها، فهناك تفاصيل قوية تفرض نفسها كمؤشر على حقيقتها ووجودها فى الحياة، بأفكارها وقيمها وعاداتها، لكن كان علىّ فنيًا أن أجتهد لأجعلها ببعض التمويه متسقة مع الخيال، سواء تعلق ذلك بالشكل أو بالاسم أو بالتأريخ، شكل الشخوص والأماكن والبيوت، وبذلك أشعر بأننى قد جنّبت نفسى التورط فى السيرة، مع ما تفرضه السيرة أحيانًا من انجذاب وتحيز نحو هذه التفاصيل التى تسكننى وأسكنها.
■ تلعبين على فكرة التأريخ الأدبى للأماكن.. أتستهدفين من ذلك توثيق تلك المناطق وحفظ ذكرياتها من الاندثار؟ وإلى أى مدى قد ينجح الروائى فى هذه المهمة؟
– فى رواياتى الثلاث «طريق الغرام» و«الخالة أم هانى» و«بيتنا الكبير»، أعدت اكتشاف مدينة «آسفى» فنيًا، كمجال متميز مؤطر بالتاريخ، فالمدينة أصلًا كبيئة عمرانية مشيّدة داخل الأسوار، أى أنها تراثية تقليدية، بما يعنى ذلك من عمران وثقافة وبشر، وحين رصدتها فى كل هذه النصوص، رصدتها فى علاقتى بها كواقع حقيقى لكن بصيغة تخييلية، صحيح تحضر الأزقة والدروب والبيوت بتفاصيلها الملموسة وأسمائها الحقيقية، لكن تحضر بأسماء وهمية أحيانًا.
ولعبة التمويه هذه تريحنى فى بعض المرات، الادعاء بأنه مجرد مكان شبيه بالذى أكتب عنه، إنها بذلك تصبح بشكل ما وثيقة من خلال الأدوار التى لعبتها فى النص، أو لعب النص فيها، تستعيد من خلالها روحها وديناميكيتها عبر ما شهدته من أحداث وتجارب ومشاعر معبر عنها من خلال أبطال وشخوص الرواية، ومن ثم فهى كمدينة محافظ عليها كحضور وكيان، أسقطت عليها الكتابة الضوء، ووضعتها وجهًا لوجه أمام حركية التلقى، والنظر إليها باعتبارها قيمة واقعية وتخييلية فى الوقت نفسه، لما ورد فيها من تخطيط وتفصيل لتصميمها كمشهد معمارى تمت حمايته، لن يندثر أبدًا حتى لو اندثر فى الواقع، وزالت بعض معالمه مع الزمن.
■ أصدرت أكثر من عمل إبداعى لكِ فى القاهرة وتحديدًا عن دار العين.. حدثينا عن تجربتك فى النشر خارج المغرب.
– نشرت أولًا فى المغرب عددًا من المجاميع القصصية، أولاها مجموعة «ظلال وخلجان» بتقديم من الروائى العربى الكبير حنا مينا، ثم توالى النشر بعد ذلك خارج المغرب فى دمشق، وفى القاهرة مع الدار المصرية- اللبنانية وبيت الياسمين، وأخيرًا أصدرت روايتى «الخالة أم هانى» و«بيتنا الكبير» عن دار العين.
وطبعًا الهاجس الأول والأخير بالنسبة لى هو التوزيع والرواج، الكثير من دور النشر بالخارج قادر على التوزيع بشكل جيد، بسبب خبرته الطويلة فى هذا المجال، مما يتيح إمكانية البيع وتحقيق طبعات أخرى للعمل، كل الكتّاب يرغبون فى أن يكون لهم جمهور واسع من القراء فى كل البلاد العربية، وهذا ما يحققه بعض دور النشر، سواء من خلال إقامة ندوات ولقاءات وحفلات توقيع فى الدار نفسها، أو فى معارض الكتاب التى تكون على هامشها متابعات تليفزيونية وبرامج ثقافية، أو من خلال علاقته بالصحافة عمومًا، وكل ذلك يسهم فى التسويق.
■ أصدرت أكثر من ٧ مجموعات قصصية.. كيف ترين مستقبل هذا الجنس الأدبى خاصة مع صدارة الرواية المشهد الثقافى حاليًا؟
– لا تزال القصة القصيرة الجنس الأدبى والإبداعى الذى يحقق الجمالية كنص مكثف، ولا يزال لها كُتابها الذين يبدعون فيها ويطورون من أساليبها وتقنياتها، غير أن اتجاه بعض كتاب القصة إلى الرواية، جعلها تتراجع إلى حد ما من حيث الإنتاج، كما أن الاحتفاء والمتابعة النقدية تبدو مقصرة فى حقها، فهناك قصاصون مبدعون يعكسون الصورة الجمالية والفنية لهذا الجنس ويخلقون المتعة.
وصدارة الرواية المشهد الثقافى لن تلغى حضور القصة القصيرة، بل العكس، فعليها أن تدفع بكتّابها المسكونين بها، والتى تمثل لهم القصة ذلك الجانب المدهش اللصيق بهم كمحكى، وأن تكون هناك فرصة لخلق مجال لفرضها دون الوقوع فى فخ الإيمان التام بهيمنة الرواية أو غيرها من الأجناس الإبداعية الأخرى، فقد أتحفتنا الساحتان العربية والأجنبية بأسماء لكُتاب القصة من الجنسين، ليس فقط على المستوى الفنى والجمالى، بل أيضًا لأثر القصة فى بناء الوعى، وهى تستحق أن تحضر بقوة فى المشهد الإبداعى، ضمن خارطة الجوائز الداعمة والمهرجانات والتظاهرات الأدبية.
■ هل كثرة الجوائز العربية التى تُمنح للرواية التاريخية سبب فى اتجاه الكتّاب إليها مؤخرًا؟
– كل الروايات تاريخية بمعنى ما، فهى أداة تأريخ لحياة الناس والمجتمعات والشعوب، ولا أتصور أن الجوائز يمكن أن تقحم بعض الكُتاب فى كتابة روايات تاريخية اعتباطًا، وتتويج بعض الروايات التاريخية يرجع لأنها استلهمت التاريخ بحرفية ونجحت فى مشروعها الإبداعى، ولم تكن عينها فقط على الجوائز، فالتاريخ كنز للحكايا، نخلق من خلاله عوالم فنية، كما أن العودة إلى الماضى «نوستالجيا» تشدنا جميعًا إلى الكتابة.
■ ما الذى تمثله لكِ الجوائز الأدبية؟
– غالبًا ما تثير الجوائز الأدبية الجدل، خاصة عقب الإعلان عن فوز بعض الأعمال بها، وبقدر ما يرى البعض أنها تكريم للمبدعين، هناك انتقادات من البعض على عدم حيادية ونزاهة وموضوعية ما تتمتع به تلك الجوائز، لكن مهما يكن تبقى الجوائز حافزًا للترويج والإقبال على الأعمال الفائزة وإلقاء الضوء عليها، خاصة تلك الأعمال المرموقة التى تترك أثرًا إبداعيًا وجماليًا عاليًا، أما تلك العادية فلها تأثيرها الوقتى فحسب، ومعظم الكتّاب فى العالم العربى يفكرون فى الجوائز لأسباب أدبية وأخرى اقتصادية فى الغالب، فنحن نعلم جميعًا الأوضاع الصعبة التى يعيش فيها الكاتب العربى، ومن ثم تظل الجوائز مهمة حتى وإن كانت لا تصنع الكاتب، والرهان يظل قائمًا على مدى مصداقيتها وموضوعيتها، مع القناعة بأنه ليست هناك موضوعية محضة، إذًا الخلاصة أن الجائزة حافز مؤثر، والمنتصر فى النهاية هو الأبواب التى تفتحها هذه الجوائز من نشر وترجمات وترويج وتسويق فى العالم العربى وخارجه، وذلك هو الجوهر الذى علينا أن نفكر فيه.
■ ما التقنيات السردية التى تكتسبها ربيعة ريحان مع كل عمل جديد؟
– كل عمل روائى من أعمالى الثلاثة الأخيرة فيه تجديد وتجريب، فـ«طريق الغرام» و«الخالة» و«بيتنا الكبير»، روايات اعتمدت تشكيلًا سرديًا معينًا، اقتضته طبيعة النص، تشكيلًا قارب التيمات كمادة حكائية كما قارب اللغة والبناء.
كل عمل من أعمالى أعتبره مغامرة فنية وأدبية لها خصائصها ومميزاتها ونظامها السردى، وقد أبرز الكثير من الدراسات هذا التنوع، فكانت الآليات والصيغ المعتمدة فى كتابة هذه الأعمال جزءًا من جهد ووعى بضرورة حصول ذلك، سواء فى التعامل مع البنية الزمنية أو فى التداخل مع ما هو تاريخى واجتماعى وثقافى وحضارى، وكيفية استحضاره كأبعاد ودلالات.
لقد كان من الصعب أن أتقيد بتقنيات محددة دون مغامرات تُذكر، فالتجريب ضرورى بالنسبة لى لخلق متع فنية عند الاستقراء، كما أنها تمنحنى الحافز على المواصلة واستكشاف آفاق جديدة أثناء الكتابة، بما تنطوى عليه من تحد يتجاوز التكرار سواء على مستوى التيمة أو التقنية، محاولة أن تكون نصوصًا يستوعبها الجميع.
■ حدثينا عن الجديد فى مشروعك الأدبى؟
– أشتغل حاليًا على عمل روائى جديد، وهو وإن كان لا يزال فى البدايات على مستوى الكتابة، لكنه جاهز كفكرة أمتلك معالمها وتفاصيلها منذ فترة، إنها صياغة جديدة للحياة والمجتمع من زاوية رؤية شبابية، والمعالجة حسب تصورى ستتخذ سبل التفاعل مع ما سأكتب، سواء على مستوى اللغة أو على مستوى التقنية
-
عن الدستور المصرية
من وجهة نظري أن الجوائز إن قُدمت لأعمال ممتازة وتستحق فهي سبيل وباب لإيصالها ومعرفة أكبر عدد من القراء في العالم بها. وهذا ما يجب أن يكون عليه الحال
وربما أن خللًا ما أصاب هذا المبدأ فسادت النظرة الشائعة إلى أن الجوائز تعطى لأعمال لا تستحق
للأسف، وهذا ما أبعد الجوائز عن هدفها الأساسي وهو نشر الأفضل وليس الربح المادي الذي ربما يشكل دعمًا للكاتب الجيد وليس هدفه الأساسي.
صباحك خيرات وفرح كاتبتنا المميزة 🥀
وأستاذنا الرائع يحيى القيسي 🥀
من وجهة نظري أن الجوائز إن قُدمت لأعمال ممتازة وتستحق فهي سبيل وباب لإيصالها ومعرفة أكبر عدد من القراء في العالم بها. وهذا ما يجب أن يكون عليه الحال
وربما أن خللًا ما أصاب هذا المبدأ فسادت النظرة الشائعة إلى أن الجوائز تعطى لأعمال لا تستحق
للأسف، وهذا ما أبعد الجوائز عن هدفها الأساسي وهو نشر الأفضل وليس الربح المادي الذي ربما يشكل دعمًا للكاتب الجيد وليس هدفه الأساسي.
صباحك خيرات وفرح كاتبتنا المميزة ربيعة 🥀
وأستاذنا الرائع نضال ممدوح 🥀