انتقاد الجوائز


حسين درويش

تعرض الجوائز الأدبية عموماً للانتقاد، نظراً لأن البنية المعقدة لشخصية المثقف تدفعه للانتقاد وعدم الرضى، طالما ليس هو من حصل على الجائزة، وموقفه سيختلف حتماً لو كان على منصة التتويج.

هذه حال الجوائز العربية الأدبية التي باتت تتنافس في عددها وقيمتها المادية، ولعل النصيب الأكبر من الانتقادات كانت من حظ جائزة قطر للرواية (جائزة كتارا للرواية العربية) التي ذهبت نحو طيف واسع من الأسماء المكرسة والجديدة وبعض الأسماء التي اعتادت صيد الجوائز، لأنها تكتب حسب مقاسات معينة لتضمن الفوز، وهو أسوا ما في سباق الجوائز العربية.
ما يقلل من شأن الجوائز هو غموض لجنة التحكيم لناحية، ولناحية أخرى دخول العشرات من أكاديميي الجامعات وهو ما يعطي انطباعاً بالنمطية التي تضع اعتبارات تقليدية في المقام الأول، وحولنا العديد من الجوائز التي يغيب عن صفوفها النقاد والمثقفون، وفي المقابل يحضر أساتذة جامعيون.
للوهلة الأولى يوحي تنافس الجوائز الأدبية بقيمة إيجابية في الثقافة العربية، وخاصة في حقل الرواية، لأن الرواية هذه الأيام ديوان العرب والدليل على أهميتها عشرات الورش التي تدرب روائيين شباناً ومئات الناشرين الذين يفسحون المجال للرواية بين كتبهم. غير أن التنافس يتحول إلى قيمة سلبية عندما يكون الهدف هو الجائزة بعينها، وليس تعزيز الثقافة ونشر المعرفة والإبداع في المجتمع عبر الكتب التي تنبض بقيم أصيلة، ويأخذ ذلك التنافس أحياناً أساليب لا تشكل قيمة مضافة للحياة الأدبية، لأن الهدف هو الفوز بجائزة وليس الفوز برضا القارئ.
وعليه تصبح الجوائز عرضة للنقد، نقد يطال كل جائزة لم تمنح لنا أو لكتبنا، أية أنانية تحكم المبدع؟ بل السؤال: أية قيمة حقيقية للجائزة عندما تقلد من موقع الغيرة المحضة وليس من موقع المغايرة والاختلاف؟
البيان

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *