قراءة محمد طمليه لكتابي ” أولاد حياة”

(ثقافات)

قراءة محمد طمليه لكتابي ” أولاد حياة”

* أخلد نواس

لن يصدق الناس القصة أن كاتبا ساخرا رحل عن عالمنا منذ 14 عام قرأ كتابي سيناريو أولاد حياة ، أقصد طمليه ، حين قدمت له كتابي مسكه بيده وأفلته على الأرض ليقع منه عن سابق اصرار وقال ، هذا مش موقع ، ضحكت .

قال هل تذكر يوم رتبت لي حفل توقيع كتابي في محترف رمال واحضرت الكعك والفلافل والبطيخ ، أجبته لقد نسيت ما إنتا من زمان غايب .

قال إنظر النمل حمل كتابك وها هو يهرول به، هذا النمل أحمق لا يعلم أن باب بيته صغير .

يا محمد انتم الأموات لا تجاملون ، أريد منك نقدا للكتاب

أجابني الموتى ما عندهم نقد ولا كاش عايشين بدون كريديت كارد ( كانت معه قنينة الماء _ماء الصحة كما يسميه _المغشوشة تفوح منها رائحة الفودكا )

قلت له: خبرني في خمر هناك (مد لي القنية لأذوق) .

لا تتهرب من نقد كتابي أريد رأيك .

قال : مش فاضي للحكي الفاضي ، كنت أراقبك وأنت تكتب منذ ثلاث سنوات وكنت سعيدا لسعادتك بإنجاز هذا العمل ، رأيتك وأنت تهدي الذين رحلوا كتابك وها هم مشغولين بتصفحه رأيتهم يبكون ويضحكون وهم يقرأون ، ويحكون رؤوسهم .

وقال : لن يصدقك أحد إذا قلت لهم محمد طمليه الميت قرأ كتابي ، إمك مكيفة ماسكة الكتاب ورايحه فيه عند أبوك بتقله شفت اللي اجا غلطة مهدينا الكتاب ، والشباب مبسوطينلك .

قلت له يا محمد أهديت أصدقائي الذين رحلوا عن عالمنا قبل أن أهدي الأحياء .

قال : كتابك سحبه النمل مفكرينه قمح رح يكبر بقلب الأرض

قلت : احكيلي مش عاجبك الكتاب وبدون لف ودوران ، أعاد مد قنينة الماء ولف رأسه سألني تشرب فودكا ؟

وقال : دانتي زعلان منك لإنك إقتبست منه الكوميديا الإلهية ، وانا زعلت من دانتي لإنه النهاية عندك باستحضاره أخذت العمل لما بعد الحياة لتذكر ابناء الحياة بما بعدها .

قلت له : يعني قرأته ؟

قال حياتنا على الأرض قصيرة يا أخلد

اذا النمل عملوا مملكة فيها نظام ، والبشر لليوم عايشين بفوضى ، لو الكتب بتغير لما بقينا على ما نحن عليه، فقد كتب قبلنا آلالاف البشر .

قال : بلفظة خادشة للحياد العام ، فرحانين بالطي ز بوك ، وناسين البوك نفسه ، وسألني بشرفك كتبت ربع اللي حابب تحكيه ؟

أجبته : لا وحياتك

قال : وبتحلف بحياتي ما أنا ميت يا أهبل

قلت له معزيا نفسي

من يكتبون لا يموتون يا رفيقي

قال : روح كمل اهداءاتك لأصدقائك الله يهديك

قال اللي بشخ بنحكيله يعطيك العافية ، جهدك مشكور لتكون مفكرني زي الكتاب نص كم اللي مفكرين حالهم بعطوا شهادات تقدير .

قلت له حد علمك درويش قرأ الكتاب

قال :درويش ما عجبه

شفت نجيب محفوظ بقول الواد ده يطلع منه

بس كنفاني كان مبسوط .

قلت له أنا لا يهمني رضى الأحياء والأموات الله راضي عنه ؟

قال : تورطنيش معاك كتابك بجنن ، روح انصرف .

شاهد أيضاً

قناع بلون السماء.. أضداد متمازجة وأحكام مُعلَّقة

(ثقافات) قناع بلون السماء.. أضداد متمازجة وأحكام مُعلَّقة سامر حيدر المجالي على غير ما يُظَنُّ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *