أكفان مغسولة جَيِّدًا

(ثقافات)

 

أكفان مغسولة جَيِّدًا

إبراهيم أبو عواد / شاعر من الأردن

 

 

البنفسجُ طَريقٌ يَشُقُّ عِظَامَ الليلِ إلى ثَوْرَتَيْن

وَتِلْكَ الذاكرةُ بَجَعَةٌ

أضاعتْ رِيشَها في المجاعاتِ الكِلْسِيَّةِ

يَمتطي النَّهارُ صَهْوَةَ جَوَادِهِ في أنينِ الدروبِ الحزينةِ

وتمشي الأحزانُ في طُرُقاتِ الذُّعْرِ

أيتها الأدغالُ السائرةُ في شَهيقِ الثلجِ

ذَلِكَ المذبوحُ هُوَ أنا  

أركضُ في أنفاسي المحروقةِ  

أَضْحَكُ على نَفْسي  

والبُروقُ تَضحكُ عليَّ

أنا الوَهْمُ الساطعُ في غابةِ الرَّعْدِ  

قُلوبٌ مِنَ الكَرْتونِ المُقَوَّى

وَدُموعٌ مِنَ الشَّمْعِ الذي لا يَذُوبُ في نُعوشِنا  

وَصَديدُ جُرُوحِنا هُوَ أرشيفُنا المحفوظُ في بُكائنا المُحَنَّطِ

لا تَخْجَلْ مِن ماضِيكَ أيها البحرُ  

أنتَ العقلُ المُفكِّرُ للرِّمالِ

فاركضْ في وَميضِ دَمي

كِلابٌ تَنْهَشُ لَحْمَ البُحيرةِ  

والرَّمادُ واثقٌ مِن نَفْسِهِ

والتاريخُ أُغنيةٌ تَحْتَ جِسْرٍ مِنَ الجماجمِ

سَتَحْفِرُ الرِّيحُ صُورةَ جُلُودِنا في الموْجِ الباكي

يَفترقُ الرصيفُ والشجرُ في سُعالي

كَي تَلتقيَ كُرياتُ الدَّمِ في الحفلةِ التَّنكريةِ  

فِراقٌ مِن أجلِ اللقاءِ  

والغُرباءُ ما زَالوا غُرباء .

شاهد أيضاً

جماليّة الموت عند الشاعر المغربي مراد القادري: ديوان “و مْخَبّي تَحْت لسَانِي رِيحَة المُوتْ” نَموذجاً

(ثقافات) جمالية الموت عند الشاعر المغربي مراد القادري ديوان “و مْخَبّي تَحْت لسَانِي رِيحَة المُوتْ” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *