سنوات سبع على رحيل عبدالله حمدان

(ثقافات)

سنوات سبع على رحيل عبدالله حمدان

  • مروان الحسيني

تمر اليوم، التاسع من أيلول عام 2022، سنوات سبع على رحيل الكاتب والصحافي والمثقف الأردني عبدالله حمدان الذي كان معروفاً وفاعلاً في الأوساط الصحافية والسياسية والثقافية والأدبية الأردنية والعربية على مدى ما يزيد عن نصف قرن.

عبدالله حمدان

كاتب وصحافي ومثقف أردني. كان واحداً من مؤسسي نقابة الصحافيين الأردنيين في ستينيات القرن العشرين. عمل في الصحافة والإعلام وكتابة المقالات السياسية والثقافية، محلياً وعربياً، أكثر من نصف قرن. أسس مجلة عمّان الثقافية، من خلال عمله مديراً للعلاقات العامة والإعلام في أمانة عمّان الكبرى، ورأس تحريرها 16 عاماً. وقد نجح في تحويلها إلى منبر ثقافي عربي شكّل حالةً متميّزة على الساحة الثقافية العربية بشهادة الكثير من الأدباء والكتّاب والمبدعين. شكّل منزله المتواضع في مدينة عمّان مركزاً للقاء والحوار السياسي والثقافي بين العديد من الشخصيات العامة والسياسية والثقافية والأدبية والصحافية الأردنية والعربية.

المولد والنشأة والعائلة

ولد عبدالله محمد حمدان (الحسيني) في قرية صمّا بلواء الطيبة، في محافظة إربد شمال الأردن عام 1942.

كان والده محمد، الذي ولد في قرية جنين الصفا بمدينة إربد في تسعينيات القرن التاسع عشر، جندياً في سلاح فرسان الملك عبدالله الأول، واستطاع بعصاميته وإصراره أن يتعلم القراءة والكتابة عندما كان في الأربعين من عمره، بحيث أصبح شغوفاً بقراءة أمهات الكتب في زمنه. أما أمه سعدى فتنتمى إلى آل الرفاعي في قرية مندح التي تقع في لواء الطيبة بمحافظة إربد.

نشأ عبدالله وأخوه عبد الرحمن في منطقة الطيبة ودرسا في مدرستها. وقد تنقّلت العائلة في عدة مناطق بالأردن وذلك بحسب المهمات التي كانت تُناط بـ “محمد الحمدان” وهو في سلاح الفرسان، وبعد ذلك حسب ظروف العمل والمعيشة، إلى أن استقر بهم المقام في مدينة عمّان في ستينيات القرن العشرين.

تزوّج عبدالله حمدان من السيدة قدر غانم عام 1969 في عمّان وأنجب ثلاثة أبناء هم: مروان ومحمد ومنذر. وحرص على أن تتفتح مدارك أبنائه منذ صغرهم على الثقافة والعلوم والقراءة والاطلاع على مختلف المعارف.

اكتُشفت إصابته بالسرطان في حزيران عام 2015 وتوفي في التاسع من أيلول في العام نفسه.

السيرة المهنية

انتسب عبدالله حمدان إلى سلاح الجو الأردني فترة قصيرة من الزمن ثم انتقل بعدها للعمل في الصحافة. عمل في صحف عدة مثل: فلسطين والدفاع والرأي والشعب وكذلك القبس والوطن الكويتيتين. كان عضواً في الجمعية التأسيسية لنقابة الصحافيين الأردنيين عام 1968، وفاز بعضوية مجلس النقابة ثلاث مرات (في الأعوام 1977 – 1978، 1982 و1983 – 1985).

كتب المقالة الأدبية والسياسية والثقافية في عدد كبير من الصحف والمجلات الأردنية والعربية. كما قام بالتغطيات الصحفية لعدد كبير من المناسبات السياسية والثقافية المهمة أردنياً وعربياً، وأجرى حوارات صحافية مع الكثير من الشخصيات السياسية والعامة والثقافية. افتتح مكتباً لصحيفة الوطن الكويتية في عمّان في أوائل ثمانينيات القرن العشرين وظلّ مراسلاً لها حتى اجتياح العراق للكويت عام 1990.

عمل في أمانة عمّان الكبرى مديراً للعلاقات العامة والإعلام بدءاً بعام 1991. وأقنع محمد البشير، أمين عمّان وقتها، بضرورة أن يكون لأمانة عمّان دور ثقافي يُسهم في دعم الحراك الثقافي للمجتمع، فكلّفه بتأسيس هذا الدور الذي بدأه بتأسيس مجلّة عمّان الثقافية، والتي صدر عددها الأول في نيسان 1993. وظلّ رئيساً لتحرير المجلة حتى صدور عددها رقم 168 في حزيران عام 2009.

تمكّن عبدالله حمدان بإصراره، وإيمانه القوي برسالة المجلّة ودورها الحضاري، ومن خلال متابعته اليومية للحركة الثقافية الأردنية والعربية وعلاقاته فيها أن يحوّل المجلة خلال فترة قياسية إلى منبر ثقافي وأدبي له حضوره المهم على الساحة الثقافية. ولم تستمر المجلة بالصدور لأكثر من عددين أو ثلاثة بعد تقاعده.

ربطته صداقات شخصية قوية مع عدد كبير من الشخصيات الأدبية والسياسية العربية مثل الشاعر السوري ممدوح عدوان، والشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي، والسياسي الأردني الدكتور جمال الشاعر، والروائي السوري نبيل سليمان، والروائي العراقي عبد الرحمن مجيد الربيعي، والشاعر العراقي حسب الشيخ جعفر، والشاعر الفلسطيني محمد القيسي، والشاعر الأردني يوسف أبو لوز، والشاعر العُماني سيف الرحبي، والصحافي والكاتب الفلسطيني حافظ البرغوثي، والشاعر اليمني عبد العزيز المقالح، والشاعر الأردني الراحل أمجد ناصر، وغيرهم.

قالوا عن عبدالله حمدان

بعد وفاته عام 2015، نشر كثير من المبدعين والكتاب والصحافيين، في الأردن والدول العربية، مقالات مؤثّرة تتحدث عن شخصيته وإنجازاته. فقد كتب الشاعر الأردني المعروف يوسف أبو لوز: “نتحدث بهذه الحرقة عن عبد الله حمدان لأنه كان يدير مشروعاً يخص كل كاتب عربي، ولا مبالغة، إذا قلنا إن المجلة عرّفت بالأردن وعاصمته عمّان أكثر مما عرّف كتاب ومثقفون وإعلاميون أردنيون على مدار سنوات… كان هذا الرجل (الدينامو) إنساناً مملوءاً بالطيبة والكرم والمحبة، ويمتلك قدرة صميمية على تمييز الشعر الحقيقي من غير الحقيقي بشكل خاص.. وكان رائعاً ودافئاً كما يليق بكاتب يحب بلاده.. ويحب الكتّاب العرب”.

أما الكاتب والصحافي الأردني المعروف معن البياري فكتب: “سبعة عشر عاماً أمضاها عبدالله حمدان في محبّة عمّان، مدينته التي كان من أبرز أسمائها، صحافياً وكاتباً، وفي محبّة مجلة عمّان، وقد حدب عليها، بشكل استثنائي ونادر، لم نحظ، في الوسط الثقافي الأردني، بمثله”.

وكتب الشاعر الأردني المعروف غازي الذيبة: “كانت رغبته في أن يجعل من مجلة عمّان التي يرأس تحريرها وتصدر عن أمانة عمّان، مجلة تضاهي مجلة العربي الكويتية، تتفوق على أحلامه، فالرجل ولحسّه الصحفي العريق، لم يكن يتوقف عن استكتاب كل عربي في المجلة العمّانية التي احتضنت كتّاباً من مختلف الأطياف في الوطن العربي. ولو كان للمرء أن ينجز شيئاً في حياته، فيكفي عبدالله حمدان أنه قدم للثقافة العربية مجلة عمّان، التي توقفت عن الصدور”.

أما الناقد العراقي المعروف محمد صابر عبيد فقال: “كانت مجلة عمّان إبّان رئاسته لها واحدة من أفضل المجلات العربية وأوسعها انتشاراً وتفاعلاً وتداولاً، ومن حقه علينا أن نحتفي به”.

وكتبت الأديبة والناقدة الأردنية المعروفة زليخة أبو ريشة أن عبدالله حمدان “كان حريصا أن يستكتب من خارج اﻷردن وخصوصا العراقيين. مستشعراً أن هذا واجبه القومي للمساهمة في إقالة عثرات المثقفين العراقيين وفي اﻻنتفاع من وجودهم القسري في اﻷردن، ومن إمكاناتهم الثقافية الهائلة. وقد جعل من مجلة عمّان حلبة ﻻلتقاء اﻷقلام حول المكان ودراسة المكان، مما جعل المجلة فريدة في اﻷفق العربي”.

أما الشاعر الأردني الراحل أمجد ناصر فقال: “نادرا ما زرت عمّان ولم أر عبد الله حمدان…. لقد كان أبو مروان من معالم المكان وأعلامه.. كأنك لا تكون في عمّان إن لم تجمعك به جلسة.. قليلون هم الذين يبدون جزءاً لا يتجزأ من المكان، وعبد الله أحد هؤلاء. حتماً تغير شيء في عمّان برحيله”.

وقال اتحاد كتّاب المغرب، معزياً برحيل عبدالله حمدان، أن مجلّة “عمّان” كانت “بفضل جهود الراحل المضيئة، نافذة كل المغاربة على الثقافة العربية، وأحد المنابر التي عملت، طيلة سنوات، على التعريف بالثقافة والأدب المغربيين على صفحاتها”.

الصحافي الأردني المعروف عوني بدر قال في وداع صديقه: “”بكل الحزن والاسى نفتقد الزميل الكبير والصديق العزيز المرحوم عبدالله حمدان رفيق الدرب الذي اختارته الصحافة قلماً حراً جريئاً أحسن التعبير عن هموم الناس وهو يبتسم. كان دائماً متحدياً للسوء والبشاعة وزارعا للامل والتفاؤل”.

الكاتب والقاص المعروف زياد بركات كتب عن عبدالله حمدان: “ولم أعرف في حياتي رئيس تحرير مجلة ثقافية في مثل إخلاصه لرسالته وعمله، كان يكفي أن تتصل به هاتفياً لتقول له إن لديك نصاً تريد نشره في المجلة حتى يأتيك بنفسه ليأخذه، وآنذاك لم يكن الفاكس شائعاً ناهيك عن كونه محظوراً إلا للشركات الكبرى، وكان يقوم بأكثر من ذلك فما أن يصدر العدد الجديد من “عمَّان” حتى يزودك بعدة نسخ منها، وكان يأتيك أيضاً بالمكافأة المالية بنفسه. المجلة كانت توزّع مجاناً، ومتاحة للقراء في أكشاك الصحف إذا لم أكن مخطئاً، وكانت عربية بامتياز”.

أما الشاعر المعروف يوسف عبد العزيز فقال: “لا أصدّق رحيلك الفاجع، فها هي ابتسامتك العذبة المضيئة لا تزال ترفرف في الصّورة. زمن طويل جداً سيمرّ قبل أن يولد في عمّان شخص يشبهك. فقد كنت قدّيس المكان، وحارس أرواحنا الحنون. بدونك سيبدو كلّ شيء ناقصاً ومشوّشاً”.

وكتب الصحافي المعروف باسم سكجها مقالة أشار فيها إلى أن “مجلّة عمّان كانت هدية عبقرية من عبد الله حمدان إلى عمّان، وهو، بالمناسبة، الذي أدخل مصطلح عبقرية المكان إلى الوسط الثقافي، فقد حافظت على جدّيتها، وإخراجها الأنيق، وكونها مصدر رزق للكتّاب، ولإبقائهم على قيد الحياة والكتابة”.

القاص والأديب مفلح العدوان كتب في استذكار عبدالله حمدان: “الرحمة على روحك الطيبة.. ما أجملك غائباً وحاضراً.. وتلك الذاكرة إذ تأتي محملة بالشوق والوجع، نستحضرك مخلصاً لكل من حولك.. وقد كانت مجلة عمّان التي أسستها، ورأست تحريرها، بيتاً ضمّ الأصدقاء من الأردن، والأحباب الكتاب من كافة أنحاء الوطن العربي، جعلتها سفارة للأردن في كل بيت أديب ومثقف في كل عاصمة ومدينة عربية”.

الكاتب والروائي يحيى القيسي قال “فجعنا … برحيل الإعلامي المتميز وصديق المثقفين الأردنيين والعرب العزيز عبدالله حمدان مؤسس ورئيس تحرير مجلة عمان الثقافية. وقد كنت قد عملت عضو هيئة تحرير بمعيته، وكان كما يعرفه الأصدقاء نشيطاً ومفعماً بالحياة وكريم النفس ويخدم الأدباء بنفسه بكل تواضع”.

الصحافي والكاتب الفلسطيني حافظ البرغوثي كتب يقول: “كان عبد الله بسيطاً ومضيافاً وصاحب طرفة فورية وتعليقات ساخرة.  يكفيه فخراً أنه أشرف على مجلة عمّان وجعلها أكثر المجلات العربية شهرة في عالم الثقافة والفن والأدب حيث أبدع فيها أيما إبداع فجمع فيها كبار المثقفين والأقلام”.

الروائية المعروفة الراحلة ليلى الأطرش قالت في استذكاره: “رحمه الله، وضع عمّان الثقافية على خارطة الوطن العربي تفاعلاً فكرياً وأدبياً بجهد خاص لم يكل أو يتراجع… عمل كمؤسسة ثقافية وجعل مجلة عمّان منبراً ثقافياً عربياً”.

الكاتب والناقد المغربي محمد معتصم كتب يقول: “كانت مجلة عَمَّان وطناً خاصاً توحد فيه كتّاب عرب من مختلف الأقطار، حلم تحقق، ووطن على ورق صقيل بهيج. لا أعلم أني أحببت مجلة ولا أسفت على توقفها كما حدث مع مجلتي “عَمَّان” التي كانت تصدرها أمانة عمان الكبرى، ومجلة “الناقد” التي كانت تصدرها مؤسسة الرايس، وكلاهما احتضن كتاباتي، لكن عبد الله حمدان، أفسح المجال أمامي للتعريف بالكتاب المغاربة، دون توجيه أو تأثير أو رفض كما أجد عند كثيرين”.

الناقد المعروف فخري صالح قال في استذكار عبدالله حمدان: “رحمه الله فقد صنع مجلة ثقافية عربية متميزة وتعامل معها كابنة رعاها بالاهتمام وأوصلها إلى مشرق العالم العربي ومغربه. لقد كان إعلامياً متحمسا يفهم العمل الإعلامي بوصفه رسالة”.

شيخ القصاصين والساردين الأديب الراحل رسمي أبو علي قال عن عبدالله حمدان: “هو صفحة خاصة لا تُنسى في ذاكرة عمّان الثقافية، ومجلة عمّان الثقافية ذات البعد العربي هي أفضل مجلة ثقافية منوّعة صدرت في الأردن حتى الآن”.

الكاتب والروائي المغربي خالد أقلعي قال: “عُرف الرجل بطيبته، وإنسانيته، وتجذّره القومي الذي أثمر تواصلاً غير مسبوق مع الأدباء العرب في مشارق الأرض ومغاربها. وكان من نتائج هذا الانفتاح الأصيل ظهور مجموعة من الأسماء الأدبية التي لم تكن معروفة على المستوى العربي”.

المخرج الأردني المعروف فيصل الزعبي قال: “عمان ثكلى. يحدث وأن تصحو وتجد مدينتك ثكلى.. بغياب الكاتب والمحب عبدالله حمدان “ابو مروان”.. عمّان ثكلى.. ربما كثيرون سينسون، لكن عمّان ستبقى عابسة.. لأنها تعرف جيداً مَن أحبها.. المدن لا تنسى محبيها. عمّان ناقصة بغياب إحدى أرواحها الجميلة”.

الدكتور سمير قطامي، أستاذ الأدب العربي في الجامعة الأردنية، قال في استذكار عبدالله حمدان: “عرفت حمدان منذ أكثر من عشرين عاماً عندما كنا نعمل معاً في جريدة الشعب، وما يميزه أنه كان دائماً صادقاً ملتزماً بقضايا الناس، وكان ذا فكر قومي نقي”. ولفت إلى أن حمدان كان دائماً متحمساً لآرائه وأفكاره ويطرح كل ما يعتقد به بصدق وعفوية، ما خلق له خصوما كثيرين، ولكنه مع ذلك كان يحظى باحترام الناس وتقديرهم.

الكاتب والصحافي خالد أبو الخير  كتب: “عبد الله حمدان كان بسيطاً، وذكياً، ومثقفاً من طراز رفيع، والكثيرون يدينون له بأنه أخذ بأيديهم للكتابة في مجلة عمّان. إرثه الصحفي منثور في العديد من الصحف والمجلات، فهو عمل في المهنة لأزيد من نصف قرن من الزمان، كان خلالها … مثالاً يحتذى في المهنية والأخلاق العالية”.

الكاتب والناقد د. زياد أبو لبن، رئيس رابطة الكتاب الأردنيين عام 2015، رأى أنه برحيل عبدالله حمدان فقدت الساحة الأردنية أحد الرموز الذي له إسهام حقيقي في تفعيل الدور الثقافي عندما كان يرأس مجلة عمّان الثقافية، تلك المجلة التي كان لها صدى عربيا وجمعت المثقفين والكتاب العرب. وبيّن أنه يسجل للراحل أن هذا العمل شكل محطة من محطات الثقافة في الأردن، وساهم في مد الجسور بين الكتاب الأردنيين والعرب، فضلاً عن أن الراحل كان صديقاً للجميع ومحباً للثقافة والمثقفين”.

وأكد الأديب والروائي الدكتور سليمان الازرعي أن عبدالله حمدان كإعلامي وصحفي ترك بصمة مهمة على الإعلام الأردني وحتى العربي، وعلى المستوى الأردني يكفي أنه حقق نجاحاً كبيراً من خلال مجلة عمّان الثقافية التي كانت تصدر عن أمانة عمان الكبرى وتحولت مع الزمن إلى منبر أردني عربي شارك فيها أدباء ومفكرون ومبدعون من مختلف أقطار الوطن العربي؛ من المغرب وصولا إلى منطقة الخليج. وبيّن الازرعي أن المجلة ومع الوقت، أصبحت منبراً عربياً مهماً، وشكلت منجزاً أردنياً بامتياز”.

الكاتب والصحافي المعروف أحمد ذيبان قال: “لقد زاملت الراحل عبدالله حمدان في صحيفة صوت الشعب وكان صديقاً ودوداً وشجاعاً في التعبير عن رأيه ومواقفه، وكان أكثر ما يميزه دأبه في البحث عن مادة صحفية مميزة. وأكاد أقول أن كريات دمه تختلط بحب العمل الصحفي والثقافي ولذلك كان مميزاً في كل موقع شغله وفي طليعته رئاسة تحرير مجلة عمّان”.

أما الروائية الأردنية المعروفة سميحة خريس فرأت في رحيل عبدالله حمدان “خسارة للثقافة الأردنية، حيث إنه كان يمثل ثقلاً ثقافياً عبر مجلة عمّان الثقافية، وكان ودوداً وصديقاً للجميع”، مشيرة إلى أنه “غاب عن الساحة الثقافية منذ أعوام، لكن هذا لا يعني أن ننسى فضله على الثقافة في الأردن”.

رسائل

الروائي العربي الكبير الراحل عبد الرحمن منيف كتب في رسالة أرسلها إلى عبدالله حمدان، الذي كان راسله وشجعه على الكتابة عن ذكرياته في مدينة عمّان: “كان بودي أن أشارككم وأساهم معكم في مجلة عمّان منذ وقت مبكر، لكن انشغالي برواية كنت منشدّاً إليها طوال الفترة الماضية حالت دون ذلك. والآن وقد فرغت من تلك الرواية يسعدني أن أبعث بفصل منها ليُنشر في عمّان، التي من خلالها أتمكن من الإطلال على الكثير مما أحبه وله أهمية ودلالة بالنسبة لي”.

أما الشاعر العراقي الكبير الراحل حسب الشيخ جعفر فقال في رسالة أرسلها إلى عبدالله حمدان “لقد وجدت في عمّان العربية الأردنية ملجأً وملاذاً عز نظيره في وطننا العربي الفسيح، ولا أظن أن هناك شاهداً على استمراريتي في العطاء أقوى شهادة من مجلة عمّان الرائعة”.

شاهد أيضاً

لا شيءَ يُشبه فكرَتَه

 (ثقافات)  نصّان  مرزوق الحلبي   1. لا شيءَ يُشبه فكرَتَه   لا شيءَ يُشبه فكرتَه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *