تغريبة الكأس الأخيرة

(ثقافات)

 

تغريبة الكأس الأخيرة 

أحمد الخطيب

 

لمّي خيوطي

ولا تمشي إلى جسدي

يا دارة الشعرِ

وانحازي

إلى

بلدي

عافتْ حصوني كلامًا في تنمّقهِ

بُلَّتْ بماء الرّدى،

والموتُ رهْنُ يدي

لُمّي خيوطي

وتيهي

لستُ أدركُهُ

هذا النبيذ دنا

من شهوةِ الأبدِ

لمّي خيوطي

ولي أنْ أجتبي وطنًا

من منهلِ الخوفِ

أو من رغوةِ الجَلَدِ

يا أنتِ هلْ أصلُ هذا الماءِ منقلبٌ

عن حرفةِ النبع

أو عنْ فزعةِ الكبدِ؟!

أو أنّهُ ورقٌ في أصل تذكرةٍ غابتْ،

وتاه بها سيري إلى الكمدِ

لمي هُدى الكأسِ، إمّا صرتِ واردةً

نبعي،

وهبّي

ونامي في أتونِ غدي

لا شيء يتلو صلاتي في ضحايَ ندًى

لا شيء يعلقُ في تركيبةِ المسدِ

فالبحرُ نافسَهُ ماءُ الجذورِ، وما

نافستُ ظلاً سعى من نافلِ العددِ

هذا غيابي، وبابي!!، أينَ قافلتي؟

أنِلْتُ رملاً لها من عاتقِ المددِ

فاستخرجتْ دمها من غيمِ صاحبها

واستملحتْ خببًا في بركةِ البددِ

نامي

لأحفرَ صوّاني،

وقد نبعتْ!!

منهُ الأيائلُ، وانحازتْ إلى البردِ

نامي سريعًا،

أنا ما ذُقتُ من يدها

إلا…،

وفاض هنا سرّي ومُعتقدي

نازعتُ نفسي،

وخلْو الكأسِ، لي مطرٌ

يمشي بلا غيمةٍ، يا أرضُ فاتّئدي

يعلو إليكِ هبوبُ العشبِ مُنتصرًا

السّاقُ حُبلى

وجذري شوكةُ الولدِ

هل بعد هذا

أرى في الحرفِ مملكةً؟!

أم أنزوي

لأرى

قيْدًا من الزّرَدِ!!

لا شيء

لا شيءَ

قلبي من مداد دمي

ينجو

ويهتفُ:

يا أيامُ لا… تلِدي

فالطينُ سرَّبَهُ كأسُ الهواةِ،

وذو جمرِ الخماسينِ،

لا ينأى إلى الأبدِ

2010

شاهد أيضاً

سوسن دهنيم وأحمد زايد يوقعان كتابيهما في أبوظبي للكتاب

(ثقافات) سوسن دهنيم وأحمد زايد يوقعان كتابيهما في جناح مؤسسة العويس بمعرض أبوظبي للكتاب   …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *