جابرييل جارسيا ماركيز: أحاول أن أفسِّر العالم وأخلقُ الفن من تجارب الحياة اليومية

جابرييل جارسيا ماركيز: أحاول أن أفسِّر العالم وأخلقُ الفن من تجارب الحياة اليومية

ترجـمة: حـمد الدريهـم

 

جابرييل جارسيا ماركيز (1927-2014م) كاتب كولومبي ذائع الصيت. في هذا الحوار المُترجَم* يكشف عن نظرته للثقافة والمثقف، وعن تفاصيل بعض تحولاته التي مرّ بها وبعض عاداته اليومية، بالإضافة إلى قضايا أخرى… فإليكم الحوار المُترجم…

 * هل من الممكن حِماية الثقافة؟

– السؤال الجوهريّ الذي ينبغي أن تسأله الحكومات والشعوب التي تهتمُّ بالثقافة هو: ما نوع حماية الدولة التي يُمكن أن تُمنح للثقافةِ من دون تدخل أو تأثير فيها أو الأهم من ذلك كله ألّا تكون خاضعةً للفلسفةِ السياسية الحكومية.

مشكلة وزراء الثقافة في أمريكا اللاتينية هي تبعيتهم للتقلبات السياسية الوطنية.

الأزماتُ الوزاريّة لها تأثير على النشاط الثقافي، الصّراع داخل الحكومة يُفضي إلى تعيين وزيرٍ غير معنيٍّ بالثقافة أو يعارض سياسة الوزير السابق؛ لذا ستعتمدُ الثقافة على سلسلة من يأتي ويذهب التي لا تتصلُ بالثقافة؛ بل بالسياسة والأسوأ من ذلك كله بالسياسةِ الحزبية.

يَجب أن تُساعدَ الثقافة لتهيئة الظروف التي يُمكن أن تتطور فيها بحرية، لكن عملياً تخلق مشكلات كبيرة، من المستحيل أن تتنبّأ بالأعمال الإبداعية أو تخطط لأي شيء إبداعي. ماهو أكثر من ذلك، كيف تستطيع فعل أي شيء للثقافة من دون أن تُعرّف ما الذي تعنيه بالثقافة؟

حسب اليونيسكو، الثقافة هي: ما يُضِيفه الناس إلى الطبيعة، أي شيء يُنتج لا سيما بواسطة الإنسان.

جابرييل جارسيا ماركيز أثناء الكتابة

أعتقدُ أن الثقافة هي: الاستعمال الاجتماعي للذكاء البشري. في أعماقنا نعرفُ ما الذي يعنيه مصطلح “الثقافة”، لكننا نمر بوقتٍ عصيب يصعبُ أن نُلخص المُصطلح في بضع كلمات.

الثقافةُ ربما -أعتقدُ بأنها لوزير الثقافة الفرنسي الأسبق جاك لانج- الذي قال: “كل أنواع الأشياء”. طهو، طريقة حياة، وممارسة الحب، والعيش، تمزجها كلها في: الفنون. كُل مُمارسةٍ لها دلالات ثقافية؛ لذا الخطورة تكمن في اتساع مفهوم الثقافة؛ لذا يصعب معرفة كيفية حمايتها.

 * هل يُمكن للثقافة أن تُعلّم؟

– حاليًا، أنا أتساءَل: كيف ينبغي أن نُعلّم الفنون والأدب والصحافة التي أرى بأنها من أشكال الأدب، والسينما التي هي بكل تأكيد من الفنون. تعليمُها يجب أن يكون لمرة واحدة وغير رسمي. في مدرسة السينما في سان أنتونيو دي لوس بكوبا، قدّمت ورشة بعنوان: (كيف تحكي قصة؟) حيث جلستُ مع اثني عشر شخصاً تقريباً، مع تجربة حول الطاولة. كُنا نحاول لنرى إمكانية خلق القصص بصورة جماعية، وإمكانية تحقيق معجزة إبداعية في حلقة نقاشية. استطعنا تحقيق ذلك في بعض الأحيان.

بدأتُ بسؤالِ أحدهم عن آخر فيلم شاهده، أخبرني: “عن ماذا كانت تدور أحداث الفيلم؟”، بعضهم يعرف كيف يحكي القصة، وبعضهم لا يعرف.

أحدهم قد يجيب: “إنها حكاية فتاة ريفية تواجه تناقضات حياة المدينة الحديثة”، ثم زميله الآخر يُجيب: “فتاة ريفية سئمت العيش مع عائلتها؛ لذا في يوم من الأيام قفزَت في أول باص يمر؛ لتهرب مع السائق وتُقابلُ…”، ويبدأ بسرد حياة الفتاة متسلسة.

الشاب الأول موهوب؛ لكنه لايعرفُ كيف يحكي القصة، لم يولد مع موهبة القص. زميله الآخر الذي يعرف كيف يحكي القصة لا يزال الطريق أمامه طويلا ليسلكه قبل أن يصبح كاتباً. يجب أن يكتسب الطريقة، وهذه ثقافة أساسية مهمة للغاية.

وزير الثقافة الفرنسي الأسبق جاك لانج

لا أستطيع أن أتخيل أن شخصاً ما يفكر حتى في كتابة رواية من دون أن يكون لديه فكرة عامة عن عشرة آلاف سنة من الأدب الذي مضى، لِيَعرِفَ منطلقه الأساسي فقط.

الكاتبُ يجب أن يلتزم بروتين الكتابة اليوميّ؛ لأن الإلهام لا يهبط من السماء، يجب أن تشتغل على كل كلمة ،كل أيام الأسبوع. الكِتابة حِرفة مضنية تتطلب الكثير من التركيز والانضباط، كما الرسم والتأليف.

بممارسة الكتابة، البعض ممن يعرف كيف يحكي قصة سيصبح كاتباً؛ لكن البعض الآخر مهما عمل بجد لن يصبح كذلك .إنه الشيء نفسه مع الموسيقى، إذا علمت طفلك اللحن، البعض سيكون قادراً على إعادته بالضبط، لكن البعض لن يستطيع التعلُّم.

 * هل تعدُّ نفسك مثقفاً؟

– لستُ متأكداً، يبدو لي أن المثقف هو الذي يملك أفكاراً مسبقة لحد ما، ويحاول باستمرار مقاربتها مع الواقع.

في الحقيقة، المثقف يحاول تفسير الواقع من خلال أفكاره المسبقة.

أنا أعيشُ مع النوادر والأحداث اليومية للحياة. أحاول أن أُفسِّر العالم وأخلقُ الفنّ من تجارب الحياة اليومية ومعرفة العالم التي أكتسبها تدريجياً من دون أية أفكار مسبقة. المقابلات التي تحوي على أسئلة تُلزمني منح إجابات مجردة تكون ثقيلة بالنسبة لي.

منطلقي الأساس يجب أن يكون الحقيقة، هكذا أعمل ككاتب، أعتقدُ أنني أستطيع أن أُبرهن أن كل سطر في كُتبي مُستلهَمٌ من حقيقة واقعية، بعضها قد أُخبرتُ بها أو من تجربة أو مما عَرفتُه.

 * في عالمك، المعرفةُ تشملُ أشياءَ كثيرة؟

– ذلك صحيح. الناس يقولون لي: إن روايتي «مئة عام من العُزلة» تحتوي على أشياء لا تُصدّق، ولا يمكن أن تحدث أبداً، لكن بالنسبة لي فإنها تتطابق مع تجارب الحياة الواقعية. بعضُ قراءاتي وسمت فيّ على مدى الحياة. على سبيل المثال، مُجلدٌ مضموم عثرت عليه في صندوق، كتاب لم أسمع به من قبل قط: «ألف ليلة وليلة».

قضيتُ سنواتي الأولى من حياتي مسكوناً برؤية السجاد الطائر، والمارد المنبثق من المصابيح.

كان مُذهلاً وحقيقياً بالنسبة لي. أكثر من ذلك، إحدى الحكايا التي أثارتني وبدَت لي الأكثر إدهاشاً وكانت منطقية تماماً، حكاية الصياد الذي سأل جارته بأن يعيرها بعض الطُّعم لأجل شبكته، ووعدها بأن يمنحها مقابل أول سمكة يصطادها. منحتهُ الطُّعم وأوفى بوعده. قطعت السمكة فوجدت ألماسا بداخلها.

غلاف كتاب «مئة عام من العُزلة»

الحياة مليئة بالأشياء الطبيعية التي لا يراها الناس العاديون. عبقرية الشعراء تكمن في قدرتهم على رؤية الاستثنائي في العادي.

لذا أسألُ نفسي هذا السؤال: لماذا لا ينبغي على الناس الذين يؤمنون بالسجاد الطائر في «ألف ليلة وليلة» أن يؤمنوا أن ذلك الطيران قد تم في قريتي أيضاً؟! في قريتي لم يكن السجاد، لكن كان الحصير، لذا فالناس يطيرون الحصير، ويفعلون الأعاجيب، ضمن ما ألفناه وعشناه.

رأيتُ بأن لا أخترع أو أخلق واقعاً جديداً، لكن لإيجاد الواقع مع ما أُحدِّده وأعرِفه أنا من طبيعة أولئك الكُتّاب.

 * ما الذي فعلته بعد مئة عام من العزلة؟

– بدأتُ لا أثقُ في نفسي، عليّ أن أبذل جهداً؛ كي لا أعيد أو أقتبس من ذاتي، والذهاب بصورةٍ عميقة في الواقع من خلال الاهتمام الشديد بالكلمات. من دون إدراك ذلك الأمر سيكون هناك القابلية لتكرار الأشياء، ووضعِ نفس الصفات مع نفس الأسماء. الناس يتحدثون غالباً عن تأثير بعض الكُتّاب على الآخرين. بالنسبة لي، لم أحاول تقليد الكُتاب الذين أحبهم قط.

على العكس، بذلتُ ما أستطيعه كي لا أُقلدهم، لكن الرغبة في أن تكون ذاتك يكون أمراً خطيراً ويُوقعك في فخ مُعاكس. المشكلة هي كيف تتجنبُ تقليد ذاتك.

في روايتي الأخيرة: «عن الحب وشياطين أخرى» قصة تقع أحداثها في قرطاجنة دي إندياس في القرن الثامن عشر. حاولتُ إعادة خلق الثقافة والذهنية والتعصب في تلك الفترة، لكن الأمر الصعب أن أتيقن بأن الرواية كانت مختلفة عن سابقاتها. الأشخاص الأوائل الذين قرأوا الرواية رأوا بأن فيها من الرصانة التي لم تكن أسلوباً لي. كنتُ مسروراً لأنني كنتُ أنوي هذا، ليس لأبتعد عن ذاتي؛ لكن عن كتبي الأخرى.

كان عليّ أن أكون ذاتي، كل الكتب تشبه مؤلفيها بطريقةٍ ما أو بأخرى، الكتاب سيرة ذاتية. كل شخصية مُتخيلة هي ذات أخرى للكاتب أو كولاج مصنوع منه أو أحد أوجه الكاتب من ذكرياته ومعرفته. يبدو لي أن عمل الكاتب يتطور نتيجة انغماسه في الذات ليرى ما فيها، من أجل مفتاح ما يبحث عنه المرء، وغموض الموت. نعلم أن غموض الحياة لن تفك شفرتها أبداً.

غلاف رواية “عن الحب وشياطين أخرى”

 * هل هذا الانشغال يتفرد به أدب أمريكا اللاتينية؟

– في الحقيقة، فإن أمريكا اللاتينية أنتجت أدباً خاصا جداً: أدب الفروسية. لم يكن مصادفة حين مُنعت روايات أدب الفروسية، في المستعمرات الإسبانية تحررت المُخيّلة. بسبب تلك الروايات المؤرخون الغزاة كانوا مستعدين لتصديق ما رأوه، لكن ما رأوه كان متجاوزاً بأن يكون قابلاً للتصديق، هذا أدَّى إلى ولادة العالم المذهل الذي سُمي لاحقا بـ “الواقعية السحرية”، وهي سمة مميزة لثقافة أمريكا اللاتينية.

 * عندما تُفكّرُ في جمهورك الآن، هل تُفكّرُ في أمريكا اللاتينية، أو تفكر في العالم الذي يتحدث الإسبانية، أو العالم بأكمله؟

– أولاً قبل كل شيء، يجب أن نكسب جمهورنا الخاص بنا، فإذا تمكنّا من القيام بذلك، فذلك يعني أننا قلنا شيئا ذا قيمة، حينها سنهتم ببقية العالم. المرء لا يكسب الجماهير مصادفة، لا بد أن يكون هناك توافق مع الواقع الذي يهتم به هذا الجمهور، حينها ينتشر ذلك التوافق ويثير اهتمام العالم كله.

قبل كل هذا، يجب علينا أن نفعل ونستمر لنقوم بما نعتقد أنه يجب علينا القيام به، حينها تبدأ الأشياء.

عندما بدأتُ الكتابة، لم أكن أتخيل بأنه سيكون لديّ قراء، فضلاً على ذلك العدد الكبير.

«مئة عام من العزلة» كان كتابي الخامس. مضت خمسة أعوام قبل نشر كتابي الأول، ذهب من ناشر إلى آخر، ومن مطبعة إلى أخرى، إلى أن ظهر أخيراً؛ لكن كان هناك وقت طويل قبل البدء ببيعه.

يجب أن تقوم بعملك، ثم انتظر وسترى. أن تكون قادراً على العيش من الكتابة وحدها تلك ضربة حظ، ولا يمكن أن تكون هدفاً.

 * بالنسبة لك ككاتب، هل مررت بتحولٍ جديد، لحظات شك، أو تغيرات في الاتجاه؟

– قمتُ بقفزتين كبيرتين في الظلام؛ الأولى: توقُّفِي عن التدخين أو ربما عليّ أن أقول: إن السجائر توقفت عن تدخيني! كنتُ منغمساً تماماً إذ أدخن أربع عُلبٍ يومياً. لم أُصب بالتهاب الشعب الهوائية أو أن الطبيب طلب مني أن أتوقف؛ لكن في يوم من الأيام وضعتُ السيجارة، ولم أدخِّنها مرة أخرى.

عندما جلستُ لأكتب، أدركتُ بأنني لم أكتب سطراً واحداً بدون أن أدخن سيجارة… “الآن ماذا ؟!” كنتُ أتساءَل: هل عليّ الانتظار لأعتاد الكتابة من دون تدخين أو أن أجلس وأبدأ الكتابة فوراً؟!

احتجتُ للكتابة لأبرهن إرادتي، ثم جلستُ أمام آلتي الكاتبة؛ لكن ثمة مشكلة أخرى ظهرت: يداي الآن أصبحت في طريقة ليس فيها سجائر لتُمسكها! من حسن الحظ أن عقلي لم يتأثر، فكتبتُ كما كنتُ أكتب من قبل.

 

القفزة الثانية في الظلام؛ حدثت عندما استيقظتُ ذات يوم، وأدركت بأن لديّ شيئاً واحداً لأفعله: الكتابة. 

قبل ذلك كنتُ إما أن أكتب أو أعمل لأجل التلفزيون والإعلانات أو الراديو.

زوجتي مرسيدس صاغت سؤالاً في يومٍ من الأيام: “ماذا ستفعل اليوم: الكتابة أم العمل؟”… فصلنا العمل الذي كان مجزيا، ماديا، عن الكتابة التي كانت ممتعة لكنها غير مجزية، ثم في يومٍ ما استيقظتُ، وقلت لنفسي: “من الآن لا يجب عليّ أن أعمل أكثر، أستطيع أن أكتب أو لا أكتب”؛ لكنني أدركتُ لاحقاً خطورة هذه الحُرية، إذا لم أكتب اليوم، ربما لا أكتب غدا، أو اليوم الذي يليه… استمررتُ في الكتابة.

ثم واجهتُ مشكلة أخرى: كنتُ دائماً صحافياً، في ذلك الوقت الصُحف كانت تُجمعُ ليلاً. كانت حياة بوهيمية أنتهي من الصحيفة عند الواحدة ليلاً، ثم أكتبُ شعراً أو قصة قصيرة حتى الثالثة صباحاً، ثم أذهب لألعب البولينج أو لأتناول الجعة. عندما أصل إلى البيت فجراً، السيدات اللاتي يذهبن إلى القداس يعبرن إلى الجانب الآخر من الشارع لخوفهن، ولاعتقادهن بأنني كنت مخموراً أو أنوي اغتصابهن أو أن أقوم بأذيتهن.

الانتقال من الليل إلى الصباح لأجل الكتابة لم يكن سهلاً. مع حريتي الجديدة التي اكتشفتها، احتفظتُ لنفسي ساعات عمل المصرفي أو بالأحرى ساعات موظف البنك، ألتزم بساعات محددة كل يوم، أبدأ عند توقيت ساعة معينة، وأنهيه عند ساعة أخرى، ذلك مهم. لو انهمكت، ولم تتوقف عند وقت معين، فالصفحات الأخرى سيكتبها شخص مُرهق.

جابرييل جارسيا ماركيز مع زوجته مرسيدس بارشا

المشكلة الكبرى عند معظم الكتاب الذين لايتقاضون أجرا كافيا ليكونوا قادرين على التفرغ الكامل للكتابة، أنهم يكتبون في أوقات فراغهم بعبارة أخرى عندما يكونوا مُنهكين. ذلك الأدب يُنتج من مُنهكين.

عندما أستمر في الكتابة بعد مُضي الوقت الذي يجب فيه أن أتوقف، سأنتهي بكتابة رديئة!

أنت بحاجة إلى انضباط صارم، تبدأ وتتوقف عند أوقات معينة. مدرسة أطفالي تبدأ عند الساعة الثامنة صباحا، كنتُ أنا من أُوصلهم، ثم أجلس وأكتب حتى الثانية، ثم أُعيدهم إلى البيت مرة أخرى. أشعر بأنني كسبتُ نهاري وغدائي بضمير مرتاح.

ظهراً، أذهب إلى السينما أو ألتقي بالأصدقاء أو أقوم بمهام إضافية متعددة بدون شعور بالذنب. أشعر بالذنب بين الكتب، عندما أُنهي كتاباً لا أستطيع الكتابة لفترة، حينها عليّ أن أتعلم كيفية القيام بذلك كله مرة أخرى.

الذراع يبرد، هناك طرق تعليمية يجب أن تسلكها مرة أخرى قبل أن تكتشف أن الدفء انهال عليك أثناء الكتابة؛ لذا كان علي إيجاد طريقة ما تجعلني أستمر بالكتابة بين الكتب، حللتُ تلك المشكلة بكتابة ذكرياتي، منذ ذلك الحين لم أترك طاولتي في يوم من الأيام. عندما أسافر أكون أقل صرامة ؛ لكنني كنت دائما أدوّن الملاحظات في الصباح.

كل ذلك يعني أن هناك الكثير من الحقيقة في مقولة: الكتابة 1% إلهام و99% عرق. أنا أُدافع عن الإلهام أيضاً؛ لكن ليس بالمعنى الذي أعطي من قبل الرومانسيين الذين يرونه نوراً إلهياً. عندما تعمل بجد على شيء ما، حاول أن تكون عقلانياً معه، قلقاً عليه، متقداً فيه بتوهج ؛ لتصل إلى نقطة تتحكم فيها، وتتماهى معها تماما، ستشعرُ بأن رياحا إلهية تُملي عليك.

نعم تظهر حالة الإلهام عندما تجربها؛ بالرغم من أنها قد لا تستمر طويلاً. إنها أعظم سعادة يمكن لأي شخص يقوم بتجربتها.

 المصدر: The Unesco Courier- February 1996

  • عن موقع كيوبوست

شاهد أيضاً

رواية “قناع بلون السماء”…ملامح الهوية الفلسطينية بين التحقق والذوبان

(ثقافات) رواية “قناع بلون السماء”…ملامح الهوية الفلسطينية بين التحقق والذوبان  صفاء الحطاب تذهب بنا رواية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *