الروائى كمال رحيم الفائز بالتقديرية: اليونانيون والإيطاليون شاركوا فى المقاومة أثناء حرب الاستنزاف

حاورته: سهير عبدالحميد

المشهد الأول وفق الترتيب الزمني: بورسعيد 1968، لقطات لقسم عرب حيث كان يعمل ضابطا، شوارع المدينة واليونانيين والطلاينة يشمرون عن سواعدهم للمشاركة فى المقاومة الشعبية، معدية بورفؤاد يستقلها ذهابا وعودة؛ ليشاهد مبنى القناة والقسم ومحل «سيمون آزرت» فى إطلالته على ميناء قناة السويس كقبلة المسافرين شرقا وغربا.

المشهد الثاني: فى فرنسا بعد أن عين مديرا للانتربول المصرى هناك، يجلس على أحد المقاهى الباريسية، يلتقى «سيمون» اليهودى مصرى الأصل الذى مازال يعيش على ذكريات طفولته فى حى الظاهر، يسكنه الحنين لمصر مثل عشرات اليهود المصريين الذين تركوها بلا عودة.

أما المشهد الأول فقد غزل الكاتب والروائى كمال رحيم ــ الحائز على جائزة الدولة التقديرية أول أمس ــ تفاصيله فى أحداث رواياته «بورسعيد 68». وأما الثانى فقد نسج منه «ثلاثية اليهود» الوثيقة التاريخية عن حياة اليهود المصريين حتى خمسينيات القرن الماضى. عبر الرواية والثلاثية سترى وجها آخر لمصر فى بعد زمنى آخر، يستغرق وجدانك بكتابة حالمة تليق باسم الروائى كمال رحيم، الذى يسبغ دوما على السطور من مشاهد ذكرياته الطازجة نبض الناس ما يستدعى داخل كل منا فردوسه المفقود فى أيام عبرت.

كان للمأساة دورها فى إبداع كمال رحيم بعد أن فقد رفيقة دربه الدكتورة سوزان سالم. وحين سألته لماذا لم يكتب عنها، قال إن حياته معها كانت سلسلة من الذكريات الجميلة لا معاناة فيها ولا صراع مما قد تقتضيه كتابة الرواية.زوجته الراحلة قاسم مشترك فى كل ذكرياته..والكتابة وحدها ساعدته على تحمل كل هذا القدر من ألم الفقد و الحنين لها.

………………

عملت كضباط شرطة إلى أى مدى أمدتك خبرتك فى العمل الشرطى بأفكار وموضوعات وظفتها كروائي؟

بدأت كتابة الرواية أثناء المرحلة الثانوية لكنها كانت محاولات بدائية وساذجة انقطعت عنها بعد التحاقى بكلية البوليس، وبعد نيلى الدكتوراة أصدرت المجموعة القصصية «لقمة العيش» عام 1994. وقد فازت قصتان من هذه المجموعة بالجائزة الأولى لنادى القصة عامى 1996، 1997. لكنى وجدت نفسى عاشقا للرواية ونسج شخوصها حيث أندمج معهم وكأنهم شخوص من دم ولحم، لذا لم أكرر تجربة كتابة القصة واتجهت للرواية. وقد أفادتنى خلفيتى الشرطية فى الكتابة؛ لأنها ساعدتنى على سبر أغوار باطن المجتمع والإنسان على وجه التحديد، لحظات قوته، شراسته أحيانا، انكساره، ضعفه، ونذالته أيضا.

فى روايتك «بورسعيد» جسد الضابط «طارق» راوى الأحداث، دورك فى الواقع حين كنت ضابطا فى قسم عرب.. وعبر الرواية قدمت وثيقة تاريخية عن بورسعيد فى زمن الحرب.. فماذا كانت أولوياتك عند الكتابة؟

لم أتناول الحرب فى الرواية من الناحيتين السياسية أو العسكرية، ولكن اهتمامى انصب على تأثيراتها على نفسيات الناس الذين احتجزوا فى المدينة بينما الجيش يحارب أمامهم والغارات تطوقهم من السماء، الخوف من الموت والألم النفسى أجرى عملية تطهير داخلية نفسية لبعض الشخصيات ومن بينهم «طارق» الذى أعادت له الحرب أحداثا مرت به صغيرا ومنها لما أغضب طفلا فجرى الطفل حزينا فصدمته سيارة، فرأى طارق نفسه مسئولا عن مقتل الطفل. كما نرى فى الرواية «خليل» ذلك السمسار البسيط الكذاب النصاب، الذى أبرزت الحرب الجانب المضئ داخله فبرزت وطنيته وهو يدعو الناس للالتفاف حول الصواريخ التى كان الجيش ينقلها عبر شوارع بورسعيد، فلما حدثت غارة انتفض يحفز الناس للدفاع عنها، وإن عاد بعد الحرب نصابا كما كان، وكل من تبقى فى شوارع المدينة سعى لحماية الصواريخ التى خبأها الجنود تحت بواكى المبانى، وقد رأيت تلك المشاهد بنفسى وكنا نحاول إثناء الناس وإبعادهم حرصا على سلامتهم دون جدوى فمنهن من أمسكت بمقشة ومنهن من جلبت عددا من البطاطين لتغطية الصواريخ.

كان الناس أيضا يلجأون إلى الدين فأسموا أحد الصواريخ الذى جلبناه من روسيا «الحاجة زهرة»، نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبى صلى الله عليه وسلم. الرواية عبرت عن الناس البسيطة التى لم يعبر عنها أحد.

وثقت جانبا مهما فى تاريخ بورسعيد كمدينة «كوزمبوليتان» حيث اليونانيين والطلاينة الذين ظلوا يعيشون فيها حتى السبعينيات، خصوصا من خلال شخصية «تودري»؟

كانوا يشاركون أيضا فى المقاومة الشعبية، و«تودري» كان شخصية حقيقية وكنت أحبه كثيرا وإن لم يحمل ذلك الاسم.. وفى أحد مشاهد الرواية يعطى الضابط طارق درسا فى الوطنية فعندما سأله الأخير عن سر دفاعه عن مصر وهى ليست بلده أجابه تودرى إجابة عبقرية تبين ماهية الوطن والوطنية. «أنا أعرف اليونان كاسم خبيبى لكن صيف يونان معرفهوش شتا يونان معرفهوش، أعرف سما بورسعيد وشمس بورسعيد وسمك بورسعيد.. لو يونان حارب بورسعيد انا حارب يونان». هذه بورسعيد التى عاش فيها الأجانب وحتى بعد التهجير اختاروا البقاء فيها. وعندما كنت أسير فى شوارعها لم أكن أعرف الفرق بين صاحب ديانة وأخرى. كان بها محلات كثيرة للأجانب واشهرها محل «سيمون آزرت» على قناة السويس، صورة مصغرة من محل لافاييت بباريس. وفى مشهد آخر من الرواية سأل تودرى الضابط: انت فطرت ايه.. قاله: جاتوه. فقال تودري: انا فطرت طعمية وبصارة. فقد كانت هذه طريقته البسيطة ليثبت أنه مصرى أكثر من بعض المصريين.

هل تعتقد أن تطبيق سياسات التأميم كان له دور فى القضاء على كون مصر دولة «كوزمبوليتان»؟

مصر فى الثلاثينيات والأربعينيات كانت مزدهرة حتى إن الموضات كانت تظهر فيها قبل باريس ولندن بفضل شيكوريل وعدس وجاتينيو ومساهمات الأجانب فى الاقتصاد المصرى. حتى جاءت قرارات التأميم كثورة غضب من الرئيس عبدالناصر الذى كانت له إيجابياته العديدة لكنه على المستوى الاقتصادى ارتكب أخطاء أضرت به على المدى الطويل تماما كتفتيت الملكية الزراعية. وكان يمكنه تقنين إجراءات التأميم واتخاذ سياسات تضمن عدم الاحتكار وتمنع توغل رأس المال بما لا يضر بالاقتصاد المصرى وبقيمة التسامح فى المجتمع.

ما المشاهد واللقطات فى بورسعيد التى تقبض عليها ذاكرتك دوما، والتى تحاول استعادتها كلما زرت المدينة؟

لم أذهب إلى بورسعيد مطلقا.. تماما كما أحجمت عن زيارة بلدة ابى التى تغيرت وأقتحمتها المدنية التى لا تمت للطبيعة هناك بصلة. وكذلك لم أزر بورسعيد خوفا على ذكرياتى الجميلة فيها وحتى لا تتلوث بالمشاهد الجديدة.

ففى وجدانى صورة جميلة عن بورسعيد وشوارع قسم العرب حيث كنت أعمل ودخلت بيوت الناس. وأذكر المقابر الكائنة فى مدخل بورسعيد حيث عملت لفترة فى شرطة النجدة وكانت هناك وحدة جيش وسط المقابر وكنا نسهر معا ونتسامر ليلا.

أتذكر معدية بورفؤاد القديمة التى صنعتها هيئة قناة السويس، والتى كثيرا ما جلست عليها لأراقب حركة المياه فى القناة وطيور النورس تشرب منها بنهم، وانظر أمامى فأشاهد مبنى القناة ومحل «سيمون آزرت» الشهير وقسم المينا والعرضحالجية أمام القسم والمأمور يخرج لينهرهم.. تلك هى بورسعيد التى أحببتها.

كيف رأى أهل بورسعيد الرواية؟

كبار السن فرحوا بها للغاية ووجدوا بها قبسا من حيواتهم التى عاشوها. فى حين وجد الشباب فيها واقعا مغايرا لما يعيشونه حيث اختلف شكل الأماكن واختفت بيوت القش. وأجمل تعليق جاءنى من أحدهم: «كنت مستنى حد يكتب عن اللى أنا عشته». وهذا هو دور الأعمال الأدبية خصوصا الرواية أن تنقل نبض الناس وهو ما لا تستطيعه كتب التاريخ، فالعمل الروائى الأكثر تعبيرا عن مشاعر الناس فى الأزمنة التى لم يعيشها القارئ.

ثلاثية اليهود خالفت الشائع وربما غيرت الصورة النمطية لليهود فى الموروث الشعبى فهل هذا سر نجاحها؟

الجزء الأول من الثلاثية حصل على جائزة الدولة التشجيعية 2005، وتمت ترجمتها إلى الإنجليزية، والألمانية والأرمينية. كما صدر عنها منذ بضعة أشهر مؤلف نقدى ضخم لمجموعة من النقاد الكبار باسم «جدل السرد وأزمة الهوية فى ثلاثية كمال رحيم الروائية» إلى جانب ما تم حولها من دراسات أكاديمية منها رسالة ماجستير بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الأقصى فلسطين 2016، ودراسة نقدية للدكتور محمد على سلامة صدرت عن دار العين.

الثلاثية «المسلم اليهودي- أيام الشتات- أحلام العودة» تحكى عن «جلال» الذى ولد لأب مصرى وأم يهودية.. اسشتهد والده فى حرب 1956 وتولت أسرة والدته تربيته بعد أن نبذته أسرة الأب.. الجد «زكي» كان صاحب أثر مهم فى شخصية «جلال» وحرص على الإبقاء على إسلامه.. تتوالى الأحداث التى يتحمل فيها بطل الرواية التغيرات التى تحدث فى المجتمع المصرى عقب حرب فلسطين 1948.

فى حياة كل كاتب «لحظة تنوير» تدفعه دفعا إلى خوض غمار الكتابة فى منطقة يراها محفوفة بالمخاطر ومليئة بالألغام، فعادة ما تكون مناطق الجدل هى الأكثر إثارة للكاتب، فما الذى أغراك بالكتابة عن حياة اليهود المصريين قبل هجرتهم؟

أثناء عملى بالانتربول فى فرنسا. التقيت «سيمون» وهو يهودى فرنسى من أصل مصرى، وقد حكى لى عن ذكرياته فى مصر وبيته فى حى الظاهر، وقد تكررت جلساتنا سويا ورأيت خلالها الألم الذى يرتسم على وجهه وهو يتحدث عن رغبته فى العودة إلى مصر وزيارة الأماكن التى تربى فيها أثناء طفولته. وقد صحبنى للقاء يهودى مصرى آخر كان يعمل فى تصدير البصل. وهناك التقيت عددا من اليهود المصريين منهم من ولد ونشأ فى حارة اليهود بالقاهرة أو حارة اليهود بطنطا أو دمياط وغيرها والكل كان يحكى أشعارا عن مصر وحياته فيها.

استدعت تلك الأحاديث إلى ذاكرتى، صورة «جريس» الصائغ اليهودى العجوز فى قريتنا وكان محل ثقة الجميع الذى يأتمنونه على دخول بيوتهم والتعامل مع نسائهم لبيع وشراء المصاغ.ويوم وفاته أتذكر جيدا كيف ذهب أبى وعمى وبعض سكان قريتنا لتعزية أسرته التى تقطن حى شبرا.

ثم قفزت إلى الذاكرة صورة صديقى «يوسف» الذى تعرفت إليه فى مدرسة المعادى الثانوية ولم أعرف أنه يهودى الديانة إلا قرب انتهاء العام الدراسى ولأنه كان جارا لى فى المعادى كنا نتبادل الزيارات وظلت علاقتنا قوية حتى بعد التخرج فى الجامعة وأتذكر أثناء عملى كملازم فى بورسعيد إبان فترة الستينيات كنا نتبادل الخطابات والمكالمات الهاتفية حتى انقطعت أخباره عنى فجأة.

ومن هنا جاءتنى فكرة الرواية، وهى التأريخ لحياة مصريين كانوا يدينون باليهودية..فهؤلاء أناس كانوا يعيشون بيننا وهذا ما تسجله كتب التاريخ عادة فى أسطر قليلة وقد لا يلتفت إليها أحد، أما العمل الروائى فشكل آخر يسجل حياة هؤلاء الناس بشكل ينبض بالحياة حتى يبقى فى الذاكرة الجمعية زمنا طويلا، وهذا ما شعرت به حينما كنت أستمع إلى «أندريه» إذ قال لى بشكل مؤثر «يارب ما تنسونا»..هذه الكلمة أثرت فى للغاية فصممت على الكتابة عن هؤلاء اليهود المصريين ليعرفهم من لم يشهد هذه الحقبة من الزمن.

ظهرت كتابات روائية عربية عن الجاليات اليهودية منها «حارس التبغ» للروائى العراقى على بدر، «اليهودى الحالي» لليمنى على المقري: «يوميات يهودى فى دمشق» للروائى السورى إبراهيم الجبين.. ما سر هذا الاهتمام مطلع الألفية.. وهل يمكن القول إن ثلاثيتك شجعتهم على خوض الحديث فى هذا الملف الشائك؟

لا يمكننى إيجاد تفسير لذلك ولا يمكننى القول إنهم تأثروا بما كتبت.. وربما يكون فقط هى مرحلة إعادة التفكير بروية بعد سنوات على مرور الأحداث التى تم فيها الخلط بين الصهيونية واليهودية وتعرض بعض اليهود فى الدول العربية لضغوط معنوية بعد احتسابهم على الصهيوينة.أنا مع التسامح بشرط ألا يمس القضية الفلسطينية.. فما يتكبده الفلسطينيون شنيع ويتجاوز بمراحل مشاعر الحنين من جانب يهود لبلدانهم العربية ولو كنت كروائى شاهدت وعايشت تلك المعاناة لكتبت عنها لكنى لا أستطيع الكتابة عن شيء أجهله وإلا كان تعبيرى غير حقيقى ومزيفا.

عبرت عن عالم القرية المصرية وخلجاته فى روايتيك «أيام لا تنسي»، «قهوة حبشي». وقريبا تصدر روايتك الجديدة «دكاكين تغلق أبوابها» ليكتمل ثالوث كمال رحيم عن القرية المصرية، فما جديدك فيها؟

ولدت وعشت فى قرية المنصورية بضواحى الجيزة حتى المرحلة الإعدادية وبالتالى فهى راسخة فى وجدانى. وفى رأيى أنه لا يمكن لأحد أن يكتب عن القرية كمن عاش فيها. وقد جسدت فى «أيام لا تنسي» حياة الطبقة العليا فى القرية «العمد» إبان الخمسينيات. فى حين ركزت «قهوة حبشي» على الطبقة الدنيا وهم الشحاذون وكيف ينظرون لسائر البشر. أما الرواية الجديدة «دكاكين تغلق أبوابها» فهى تتناول الريف تناولا مغايرا للصورة الرومانسية فى أذهان البعض، فالريف فى حقبة السبعينيات كان يعانى من أمراض اجتماعية أهمها عدم العدالة فى التعامل مع المسلمين والأقباط. وهو ما تكشفه سطور الرواية عبر صبى «12 عاما» تربيه والدته المثقفة ثقافة فطرية وتخبره أن عيسى ومحمد كالإخوة فينشأ الولد لا يرى فارقا بين المسلم والقبطى.. لكنه يكتشف أن مجتمع قريته يتعامل من منظور مختلف وذلك من خلال دكانى زكريا وعدلى، فكلاهما جاء إلى القرية من مكان آخر ليستقر بها.

كان زكريا «مسلما» معروفا بخفة الدم وتقصده السيدات لشراء احتياجاتهن ويحدث أن يتحرش بإحداهن، فيجبره المجلس العرفى بالقرية على الزواج منها وتطليقها فى اليوم نفسه حتى يحصل شقيقها الطماع على المهر والمؤخر. وبذلك تنتهى الأزمة ويعود زكريا إلى دكانه. فى حين أن عدلى القبطى حاول مسلم مغازلة زوجته، فصفعه عدلى على وجهه. فحكم أهل القرية على «عدلي» بالطرد. وفى نهاية الرواية نجد الصبى الذى يرسله والده لاستكمال تعليمه فى القاهرة، يشاهد زكريا فى دكانه وهو يغازل النساء كما اعتاد ومنهن تلك التى تحرش بها وتزوجها وطلقها فى اليوم نفسه.بينما تهبط المعاول على دكان «عدلى القبطي» لتهدمه بعد أن تم طرده من البلدة.

رحيم.. فى ســــــــطور

من مواليد قرية المنصورية بضواحى الجيزة – 1947. حصل على ليسانس الحقوق والشرطة يوليو 1968، ثم الماجستير والدكتوراة فى القانون وله 6 مؤلفات فيه. تدرج فى وظائف الشرطة حتى وصل إلى رتبة لواء وعمل مفتشا للانتربول المصرى بين فرنسا ومصر عام 1978 ثم صار مديرا له 1985 وحتى 1988. قام بتدريس القانون العام بأكاديمية الشرطة بسلطنة عمان 2005 وانتدب للإشراف على عدة رسائل بأكاديمية نايف للأمن بالسعودية وأكاديمية الشرطة بمصر.

  • عن الأهرام 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *