امرأة لا لزوم لها

امرأة لا لزوم لها

بسمة شيخو

إضافة على هامش الكون
إن غادرت لن يتغير شيء
ربما ستزيد المياه المالحة قليلاً
إذا جمعت الدموع التي ستنهمر لأجلها
ستحصل على شاهدة رخامية
بيضاء
اسمها مكتوب بالأسود
عام ولادتها ووفاتها
ستجاور أقرباءها تحت التراب
وستكون غريبة كما في حياتها
امرأة لا لزوم لها
قضت عمرها تغزل من الأوهام بيوتاً
وتسكن في العراء
تغني بصوت منخفض
وتعزف على كمانها بقوسٍ مرتجف
ترسم وتمزق خربشاتها
تكتب وتكتب…
تعبئ أساها على الورق
وتزيد الهموم من حولها
امرأة لا لزوم لها
تنام
تصحو
تعمل
تلهو
لا شيء يتغير في ميزان الحياة
كأي بعوضة
تقضي وقتها أمام المرآة
وعلى النوافذ
وبالقرب من البحر
البحر يغسل خطايا المدن
والمطر يغسل خطاياه
وهي!
من يعيدها لبياضها
ولا شيء يبلل قلبها المقدّد

امرأة لا لزوم لها

تغفو على أنغام عودك

وتصحو على قبلة

تلّمع أحزانك

وترتّبها في خزانة العمر،

معها الحزن أجمل

تراقب الفزاعات تنهار من حولك

يفرحها أنها حقيقتك الوحيدة

لكنها معك

امرأة لا لزوم لها أيضاً!

سرعان ما يتلاشى حضورها

كدخان سيجارة

كحلم استيقظت منه مبتسماً

لكنك نسيته

امرأة خفيفة الأحمال

تمرّ بخفة

لا ينتبه لها أحد

ولا تعني شيئاً لأحد.

  • عن ميريت الثقافية

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *