(ثقافات)
سينما وفن الشركات الاْجنبية… إقحام بلا إبداع!
ماهر سلامة
في الحقيقة لن أتكلم عن فيلم محدد، لكنني سأتحدث عن نمط الفن والسينما الممولة أجنبياً، فهذا النمط بات يغزوا بلادنا بكثرة،
ولغياب ثقافة الفنانين، أو طمعهم في الشهرة العالمية، يقبلون أي عرض من الخواجة، عسى وعلاّ أن ينفذون إلى جوائز جرامي أو هوليوود.
الجانب الآخر من هذا أن المستثمر الاْجنبي لديه ما لديه من مآرب مالية ومعنوية وحتى سياسية – اجتماعية، فهو لم يأت هنا وهو خالي الوفاض فكريا، فالسينما في الغرب لم تكن يوما حيادية، بل موظفة تجاه خدمة فكرة معينة، فأفلام العنف تزيد العنف المدروس، وأفلام المغامرات تشجع المغامرة والابتكار، وأفلام الحروب تشدد على النزعة القومية…الخ
لماذا تذهب الشركات الاْجنبية إلى نصوص أجنبية جاهزة وتعربها؟ لدينا من الكتاب المتمكنين من السوق والجمهور والاْهم المتمكنين من ثقافة بلادنا بإيجابياته وسلبياته الكثير، ويعرفون كيف يتناولون فكرة ويقدمونها بذكاء لتنفذ إلى ضمير الجمهور نحو التغيير.
لماذا تستعمل الشركات الاْجنبية اسلوب الصدمة في تقديم الاْفكار، وكيف يقبل الفنانين أن يشاركوا بهذه الصدمة؟ هل الكذاب يجر الطماع؟ فالشركات تقدم نفسها برقي وبحنية وببراءة كذباً طبعا، فيذهب أهل الفن بعد أن سال لعابهم إلى طرق غامضة تثير حنق الناس عليهم.
نحن كلنا نخسر عندما يذهب أهل الفن إلى ممارسة هذه الحماقات، فنحن أكثر الشعوب القابلة للتأثر والتغيير والتطوير من خلال الفن.
في الحقيقة علينا ألا نحارب الفنانين، بل علينا أن نحارب هذا النمط من السينما المغتربة عن ثقافتنا الوطنية والاجتماعية، فالتغيير وتطوير المجتمعات له أساليب تواصلية ذكية في التأثير ونشر ثقافة مغايرة للسائد المتردي، ويحضرني هنا كأمثلة مخبرية دور دريد لحام ونهاد قلعي والماغوط بكتاباته اللاذعة، يحضرني أفلام عادل إمام للرد على الإرهاب، والاْمثلة كثيرة.
الفنان جزء من هذا الوطن، ويعرف الناس وثقافتهم، فلماذا يتأثر هذا الفنان أو ذاك بالاْجنبي البرنجي، ويصبح أمامه مستلباً ضعيفا خانعاَ، يقبل بعروضه من دون أي تفكير أو تمحيص، أتفهم انها فرص مالية للبعض، ولكنها بالتأكيد ليست فرص للنجومية العالمية، فالشركات الاْجنبية تستخدم فنانينا كأدوات لبرامجهم لا أكثر.
لماذا هذه الموجة الهائلة للمثلية؟ هل لتخفيض نسبة الإنجاب في بلادنا!! ومن قال أن هذه مسألة لا تؤرقنا! لكن أساليب تحديد النسل استندت إلى العلم والثقافة المحلية والدينية وغيرها. كفى أن تقحموا موضوعات ليست بالتأكيد من أولوياتنا.
إن أردت التغيير فعليك أن تكبر عقلك كفيل كبير لتحل مشكلة نملة، مواجهة المشكلات والتحديات الاجتماعية لا تتم بمواجهتها بنفس العقلية، الكشف غير كاف إذ لم يتوفر البديل الناضج، إذ لم تتوفر العبرة والحكمة اليومية للحياة.
مرتبط
إقرأ أيضاً
-
بلا مظاهرات بلا بطيخ!*زليخة أبو ريشةمع أني أدين وبشدّة ضرب المتظاهرين السلميين في التظاهرة الأخيرة ضدّ العدو الصهيوني…
بلا ضجيج* يوسف ضمرةمرة جديدة نتطرق إلى ما سمي بتداخل الأجناس، وهو الذي شاع قبل نحو…