المطاردة القصصية العشرون

*علي السوداني

 

مطر‭ ‬قليل‭ ‬نزل‭ ‬بباب‭ ‬الشتاء‭ . ‬الشتاء‭ ‬نام‭ ‬بعظامي‭ . ‬عظامي‭ ‬مطحونة‭ ‬بفك‭ ‬الأيام‭ . ‬

الأيام‭ ‬ليست‭ ‬عادلة‭ . ‬عادلة‭ ‬تبيع‭ ‬الإبتسامات‭ ‬اليابسة‭ ‬على‭ ‬أغبياء‭ ‬الحانة‭ . ‬

الحانة‭ ‬هجرها‭ ‬الزبائن‭ . ‬الزبائن‭ ‬ذهبوا‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ . ‬الحرب‭ ‬لبست‭ ‬قصص‭ ‬الأصدقاء‭ . ‬الأصدقاء‭ ‬يتبعهم‭ ‬الحالمون‭ . ‬الحالمون‭ ‬يطبخون‭ ‬الحصى‭ ‬بالماء‭ . ‬

الماء‭ ‬له‭ ‬طعم‭ ‬ولون‭ ‬ورائحة‭ . ‬رائحة‭ ‬الحروف‭ ‬عاطرة‭ .‬

عاطرة‭ ‬كانت‭ ‬الشوارع‭ . ‬الشوارع‭ ‬باردة‭ ‬والناس‭ ‬فوق‭ ‬جماجمها‭ ‬الطيور‭ . ‬

الطيور‭ ‬تغني‭ ‬على‭ ‬ليلى‭ . ‬ليلى‭ ‬العطار‭ ‬أكلها‭ ‬الذئب‭ . ‬الذئب‭ ‬نام‭ ‬بزريبة‭ ‬الخراف‭ . ‬

الخراف‭ ‬من‭ ‬لحم‭ ‬وصوف‭ . ‬صوف‭ ‬الحلاج‭ ‬بعض‭ ‬بكاء‭ . ‬بكاء‭ ‬النبيل‭ ‬مثل‭ ‬ناقوط‭ ‬الحبّانة‭ . ‬

الحبانة‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬أرجل‭ ‬الحطاب‭ . ‬الحطاب‭ ‬سبع‭ ‬الغابة‭ . ‬

الغابة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬رؤوس‭ . ‬رؤوس‭ ‬القوم‭ ‬ملطخة‭ ‬بالذكريات‭ . ‬الذكريات‭ ‬جائحة‭ .  ‬جائحة‭ ‬التدخين‭ ‬ألعن‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ . ‬كورونا‭ ‬خنقت‭ ‬كولن‭ ‬باول‭ .‬

باول‭ ‬دفن‭ ‬ببالوعة‭ ‬التأريخ‭ . ‬التأريخ‭ ‬أفيون‭ ‬الشعوب‭ . ‬الشعوب‭ ‬تنجز‭ ‬رقصة‭ ‬الوداع‭ .‬

الوداع‭ ‬حشرجة‭ ‬في‭ ‬أخير‭ ‬البلعوم‭ . ‬البلعوم‭ ‬خسر‭ ‬لسان‭ ‬المزمار‭ .‬

المزمار‭ ‬أخرج‭ ‬الحية‭ ‬من‭ ‬الجرة‭ . ‬الجرة‭ ‬تحرس‭ ‬باب‭ ‬الكرادة‭ . ‬الكرادة‭ ‬فيها‭ ‬مطبعة‭ ‬مريوش‭ .‬

مريوش‭ ‬يحب‭ ‬الأحمر‭ ‬والأصفر‭ ‬والأخضر‭ . ‬الأخضر‭ ‬يأكل‭ ‬الأسود‭ .‬

الأسود‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬ملك‭ . ‬ملك‭ ‬الجهات‭ ‬قد‭ ‬مات‭ . ‬مات‭ ‬البلبل‭ ‬وبقي‭ ‬البوم‭ .‬

البوم‭ ‬مظلوم‭ ‬بالشائعة‭ . ‬الشائعة‭ ‬سيف‭ ‬الجبناء‭ . ‬الجبناء‭ ‬سرقوا‭ ‬خبز‭ ‬الأرملة‭ . ‬الأرملة‭ ‬دارت‭ ‬عليها‭ ‬الدائرة‭ . ‬الدائرة‭ ‬واسعة‭ ‬المعنى‭ . ‬المعنى‭ ‬ألف‭ ‬مقصورة‭ . ‬مقصورة‭ ‬عاشقة‭ ‬بسينما‭ ‬بابل‭ . ‬بابل‭ ‬نائمة‭ ‬تحت‭ ‬جبل‭ ‬تراب‭ .  ‬تراب‭ ‬الغرباء‭ ‬يغطي‭ ‬وجه‭ ‬الدرويش‭ . ‬الدرويش‭ ‬يضرب‭ ‬الدف‭ ‬بخاصرة‭ ‬بغداد‭ .‬

  • عن جريدة الزمان

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *