الإعلامي الأردني عدنان الزعبي: مهنية عالية ونجومية لا تخبو

 الاعلامي عدنان الزعبي:  مهنية عالية ونجومية لا تخبو                         

 

*عامر الصمادي

 يعتبر الاعلامي المتميز عدنان الزعبي واحدا من ألمع نجوم الشاشة والراديو في الأردن فقد ترك بصمة واضحة على الأداء الإعلامي وكان بحق من أكثرالمذيعين رسوخا في ذهن المشاهد والمستمع الاردني والعربي لعدة أسباب منها أنه يتمتع بكاريزما خاصة على الشاشة وصوت قوي واضح ومخارج حروف متميزة فكان نطقة للكلمات يختلف عن غيره إضافة إلى إتقانه للغة الانجليزية التي درسها بجامعة دمشق وتخرج منها عام ألف وتسعمئة واثنين وسبعين، ووسامته وأناقته اللافتة للنظر كلها عوامل ساعدت في تشكيل هالة حقيقية حوله كإعلامي متميز، ومن أسعده الحظ بالتعرف إليه عن قرب سيزداد محبة له فهو دافئ العلاقة مع الآخرين، حلو اللسان والمعشر وطيب القلب، لكنه مع ذلك حازم صارم عندما يتعلق الأمر بالعمل يصر على المهنية أولا ولا يتنازل عن تقديم الأفضل لكن بأسلوب هادئ دون علو الصوت أو استخدام الالفاظ الجارحة والمؤذية مما يجعل من يتعامل معه يحمل له الكثير من مشاعر الود والاحترام.

مع الزميلة جمان مجلي في البي بي سي في دورة تدريبية عام 1975

تعود معرفتي به إلى بدايات تفتح الوعي على الدنيا عندما بدأت أتابع التلفزيون والاهتمام بالسياسة من خلال متابعة نشرات الأخبار فكان عدنان الزعبي من الذين أحب متابعتهم والاستماع إلى الأخبار منهم نظرا لما ذكرته سابقا عن تلك الكاريزما التي يتمتع بها وبعد عملي بالتلفزيون في بداية التسعينات من القرن الماضي أصبحت ألتقي به بين الفينة والأخرى لكن العلاقة ازدادت بعد أن تولى إدارة القناة الفضائية الأردنية، ومازلت أذكر مواقفه الداعمة لي كلما صدر لي كتاب جديد أو نشرت مقالا أو ترجمة ما في الصحف، حتى أنه بادرني ذات يوم بالقول “كيف تجد الوقت لكل ذلك ” بعد صدور إحدى المجموعات القصصية لي، خاصة أنني كنت في بدايات الشباب وزملائي بالعمل الذين يعرفهم جميعا يقضون أوقاتهم بالسهر واللهو والتمتع بالشهرة التي اكتسبناها تلك الايام قبل انتشار الفضائيات. وأذكر أيضا  كيف كلفني ذات يوم وفجأة بتقديم حلقة خاصة كانت عبارة عن لقاء مع سبعة من رؤساء اتحادات الأدباء والكتاب العرب الذين كانوا يعقدون مؤتمرهم في عمان وكان مقررا أن يقدمه زميل آخر لكن لا أدري لماذا غيرت الادارة رأيها ولم يكن قد بقي على موعد بث اللقاء على الهواء مباشرة سوى أقل من ساعتين، ورغم صعوبة الموقف يومها إلا أنه كان هادئا وهو يقول لي أنا واثق أنك ستبدع اليوم، وبالفعل قدمت ذلك اللقاء الذي استمر ساعة ونصف وتطرقت فيه إلى الكثير من القضايا التي تواجه الحركة الثقافية والأدبية في الوطن العربي وساعدني جدا يومها أنني كنت أحضر معظم الأنشطة الثقافية بما في ذلك مؤتمر اتحاد الأدباء والكتاب العرب الذي يعقد في عمان، فكانت مغامرة منه باختياري ومغامرة مني بالقبول، لكن الله وفقني يومها مما زاد من ثقته بي، حتى أنه عندما عاد مديرا عاما للإذاعة والتلفزيون بعد تلك الحادثة بحوالي سبع عشرة عاما استدعاني بعد أيام من توليه المسؤولية وطلب مني أن أفكر ببرنامج كبير يكون فريدا من نوعه ومتميز بمضمونه فكان برنامج “يا طير” للمغتربين والذي استمر حوالي عشر سنوات بالتلفزيون ثم أوقفه أحد الصبيان الذين تولوا إدارة التلفزيون غيرة وحسدا دون أي سبب مهني. وقد سخَّر الأستاذ عدنان الزعبي كل الإمكانيات الممكنة لإنجاح البرنامج رغم شح الإمكانيات وكثرة المتهافتين الذين تداعوا عليه لإفشال مهمته، ولأن طبيعة البرنامج تتطلب السفر إلى الكثير من البلدان للقاء المغتربين الأردنين وعدم توفر الموازنة اللازمة فقد طلب مني أن أسخِّر علاقاتي مع التلفزيونات العربية بحيث نخفف التكاليف على التلفزيون الأردني فكنت أتواصل مع زملائي هناك لأحصل على كل الإمكانيات الفنية دون مقابل بل حتى أنهم كانوا يغطون تذاكر السفر والإقامة وأنا لم أكن أتقاضى مياومات عن سفري فكانت التكلفة صفر بالنسبة للتلفزيون. حتى أنه أصبح يفتخر بذلك أمام العاملين قائلا لهم حبذا لو لدينا عشرون واحدا مثل عامر الصمادي لتغلبنا على أزمتنا المالية وقدمنا أفضل البرامج.

  استطاع عدنان الزعبي أن يصل إلى أعلى المناصب الإعلامية في الأردن بالتسلسل الوظيفي ودون قفز على ظهر أحد وبمهنيته العالية، فأصبح مستشارا إعلاميا لرئيس الوزراء عام ألفين واثنين وقبلها عين أمينا عاما لوزارة الإعلام، وأحيل إلى التقاعد وهو بعز عطاءه وكان قبلها مديرا للمحطة الفضائية الأردنية بين عامي 1996 و 1999.

في عام ألفين وأحد عشر تم تعيينه مديرا عاما للإذاعة والتلفزيون لمدة لم تتجاوز الأحد عشر شهرا كان خلالها من أفضل المدراء الذين تعاقبوا على المؤسسة لأنه ابن المهنة ويعلم متطلباتها وخفاياها، لكن بسبب مهنيته وعدم الرضوخ للمطالب الشخصية والواسطة تمت الإطاحة به قبل أن ينفد الكثير من الأفكار والتصورات التي وضعها للنهوض بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون، ولعلي لا أفشي سرا إذا قلت أن سبب ذلك هو رفضه للرضوخ لرغبة أحد رؤساء الوزارات وقتها والذي طلب تعيين أحد اقاربه مديرا للتلفزيون وإحدى المذيعات المقربات مديرة للبرامج، حيث أرسل ذلك الرئيس وزير الإعلام للقاء عدنان الزعبي والطلب منه التنسيب  بتعيينهما بتلك المناصب، إلا أن الزعبي رفض وقال أنهما ليسا أكفاء لهذه المهمة فجن جنون الرئيس الذي تحين الفرصة بعدها لإحالته على التقاعد مرة اخرى في آخر يوم لذلك الرئيس بالحكومة فكان آخر قرار وقعه قبل مغادرته دار رئاسة الوزراء، لكن الرئيس الذي كلف بتشكيل الحكومة قرر أن يلغي قرار الرئيس السابق بمجرد استلامه منصبة صبيحة اليوم التالي وهكذا عاد الزعبي مديرا عاما  في حادثة تكاد تكون الوحيدة من نوعها في الإدارة العامة الأردنية.

 بدايات العمل الإعلامي

الإذاعة :

يقول عدنان الزعبي عن بدايات التحاقه بالعمل في الإذاعة الأردنية عام ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين وهو العائد حديثا من دمشق ويسكن مدينة الرمثا بأقصى شمال الأردن بعيدا عن العاصمة عمان:

“بعد التخرج من الجامعة أخبرني أحد الأصدقاء أن الإذاعة الأردنية أعلنت عن حاجتها لمحررين ومذيعين، فقدمت طلباً وخضعتُ لامتحان وبعدها حصلت على الوظيفة. وبعد ستة أشهر نُسبتُ لدورة مذيعين مدتها ستة أشهر أغلبها ميداني، وقد حصلتُ على المركز الأول في هذه الدورة، التي تبعتها دورة إنتاج وإخراج في بريطانيا  مدتها أربعة أشهر في اعرق الاذاعات العالمية (BBC).

بعد ذلك تم تعييني في قسم جديد أراده معالي الأستاذ مروان دودين -مدير الإذاعة آنذاك- بديلاً عن التعليقات السياسية، وسمي القسم الجديد “قسم البرامج الإخبارية” وكنا نقدم من خلاله برنامج “شريط الأنباء” يومياً بعد نشرة أخبار الثانية ظهراً، بالإضافة إلى برنامج أسبوعي باسم “حدث الأسبوع”. وكان برنامج “شريط الأنباء” وقتها نقلة نوعية في البرامج الإخبارية وكان له ثمانية عشر مندوباً في عواصم العالم؛ لندن، باريس، واشنطن، بون وموسكو وفي عدد من العواصم العربية.

كان الأستاذ عبد السلام الطراونة رئيساً للقسم وكنتُ مساعداً له، وعندما تم تعيينه مديراً للأخبار أصبحت رئيساً لهذا القسم. وكنت في نفس الوقت أقرأ نشرات الأخبار، وأقوم بإعداد وتقديم البرامج المختلفة مثل “حدث الأسبوع”، “الساعة الثالثة”، “شراع النغم” وغيرها. ثم عُينت كبيراً للمذيعين”.

 ولا يخفي الزعبي فخره بأنه كان من الجيل الثاني الذين أسسوا العمل الإذاعي وأنه تتلمذ على أيدي نخبة من الكبار، مفكرين وسياسيين وأدباء وشعراء ومحترفين كالأساتذة التالية أسماؤهم:

سليمان المشيني، معاذ شقير، عائشة التيجاني، محمود الشاهد، عبد الرحيم عمر، عز الدين المناصرة، بسام عازر، صالح ريان، إبراهيم الذهبي، عصمت النشاشيبي (زوج المذيعة الراحلة كوثر النشاشيبي )

طارق مصاروة، جبر حجات، سلامة محاسنة…

استوديو الأخبار في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون – 1993مع الزميلة منتهى ابو دلو

حسن اختيار الكوادر

وحول طريقة اختيار العاملين في الإذاعة والتلفزيون في ذلك الوقت وعدم السماح للواسطة والمحسوبية من التدخل باختيار الأكفاء يقول الزعبي :

“قدمت بعد تخرجي طلباً للعمل في الإذاعة الأردنية بعد أن أخبرني أحد المعارف أن المؤسسة تطلب جامعيين للعمل كمذيعين، فأخبرت أحد الأصدقاء بالأمر فقال إن مدير الإذاعة صديقه (وكان وقتها الأستاذ مروان دودين)، فأعطاني كرته وقال سلمه لصديقي، وفعلاً حملت الكرت وطلبت مقابلة المدير وسلمت عليه وقلت له هذا الكرت من صديقك فلان، قرأه وضحك وقال لي: قل لصديقي العزيز أن هذه مهنة وليست وظيفة، وهناك شروط يجب أن تتوفر في الشخص المطلوب وسيتضح هذا الأمر من خلال امتحان تحريري وامتحان صوت وصورة، فإذا اجتاز الشخص هذين الامتحانين نجح في الحصول على العمل في الإذاعة، وأضاف اذهب وقدم طلباً واعمل المطلوب وستأتيك النتيجة، وهذا فعلاً ما حدث.

بعد عشرين يوماً من تقديم الامتحانين وصلني كتاب مدير الإذاعة بأنني قد نجحت وعليّ الالتحاق بعملي في الأول من تشرين أول عام 1972″.

التأهيل المطلوب

وحول ما يشاهده عدنان الزعبي هذه الايام من انتشار الإذاعات والتلفزيونات الخاصة دون مراعاة لحسن اختيار المذيعين والمذيعات و يقارن بين ما مروا به من مراحل بالاختيار ثم بعدها بالتأهيل والتدريب يقول :

“التحقت بالعمل ودخلت في دورة مدتها ستة أشهر أغلبها ميداني وبعد فترة تبعتها دورة في بريطانيا مع الـBBC في كل فنون العمل الإعلامي من إنتاج وإخراج ومونتاج وتحرير الأخبار وقراءتها. وكلما أتيحت لي فرصة لتعلم فن جديد من فنون العمل الإعلامي أقوم بذلك ومع ذلك أشعر دائما أنني بحاجة إلى المزيد بينما يسوؤني ما أجده هذه الايام من وضع أشخاص غير مؤهلين على الشاشات أو وراء الميكرفونات دون تدريبهم بشكل جيد الأمر الذي ينعكس على مستوى الأداء”.

 التدريب التجريبي

أما بعد التدريب الجيد وقبل البدء الفعلي بالعمل فقد كان النظام المعمول به هو ألا يُسمح لنا بقول “هنا عمان إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية” إلا بعد توزيعنا لمرافقة المذيعين الأقدم والذين أصبحوا محترفين، ونبدأ بدخول الأستوديو معهم دون أن نتفوه بأي كلمة، علينا فقط أن نعيش الأجواء لمدة ثلاثة أشهر ومن بعدها يقدم المذيع المحترف تقريراً عن وضع المتدرب وقدراته وبماذا ينصح في مجال قدرته على العمل.

الانتقال إلى التلفزيون

 بعد سنتين من العمل الإذاعي انتقل الزعبي إلى التلفزيون -وكانت الاذاعة يومها مؤسسة مستقلة عن التلفزيون لكل منها مديرها– لكن كانت عيون المدراء مفتوحة على الكفاءات الموجودة في المؤسسة الأخرى، ويبدو أن هناك ظرفا ما أجبر التلفزيون على الاستعانة بالإذاعة لتقديم نشرات الاخبار، وعن ذلك يقول عدنان الزعبي:

    صدفة أخرى عندما هاتفني المرحوم الأستاذ جورج حداد الذي كان وقتها مديراً لأخبار التلفزيون، وقال: “لو سمحت إلبس أواعيك وتعال مشان تقرأ نشرة الساعة الثامنة” وكان ذلك سنة ١٩٧٥. وعلمت فيما بعد أن الزميل منير جدعون اختلف مع الأستاذ جورج وغادر المؤسسة غاضباً. عندما دخلت الاستوديو مع الزميلة الأستاذة لمياء النمري وجلسنا على مقاعدنا كانت الساعة أمامي تقترب من الثامنة، وأخذ قلبي يخفق لدرجة أنني كنت أسمع نبضات قلبي بأذني، وما هي إلا دقائق حتى استقرت الأمور وأكملنا نشرة الأخبار، ومن يومها استمرت المسيرة في التلفزيون وفي نفس الوقت أتعاون مع الإذاعة في قراءة نشرات الأخبار.

وبالإضافة إلى نشرات الأخبار أعد وقدم مجموعة من برامج المقابلات مثل برنامج لقاء الإثنين، وبعده البرامج الوثائقية ومن أهمها برنامج عن البتراء بالتعاون مع التلفزيون الإسباني وقد تمت ترجمته إلى عدد من اللغات، حيث سافر إلى مدريد برفقة  الزميل المخرج سميح يوسف  للإشراف على إنتاج البرنامج.

وبعد فترة أعد برنامجاً تلفزيونياً خدمياً تحت عنوان “لقاء الأربعاء” وكان شبيهاً ببرنامج اللقاء المفتوح في الإذاعة، وقدم عدداً من البرامج المنوعة والثقافية والخاصة.

كما قدم مع الزميلين جمان مجلي وسلامة محاسنة أكثر من مائتي حلقة وثائقية من إنتاج إذاعة BBC حملت عنوان “الجامعة المفتوحة”.

 الزيارات الرسمية الملكية والمناسبات الوطنية

اختير عدنان الزعبي  لمرافقة جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه، وفيما بعد جلالة الملك عبدالله الثاني أطال الله  بعمره ولمدة اثنين وعشرين عاماً لتغطية الزيارات الرسمية الملكية لدول العالم، بالإضافة لتغطية مؤتمرات القمة العربية والمناسبات الوطنية ولعل أبرز ما يذكره الأردنيون من أبناء الأجيال السابقة اختياره للتعليق على وصول الراحل الكبير الحسين بن طلال عند عودته من رحلة علاجه الاولى من مرض السرطان عام ألف وتسعمئة واثنين وتسعين، حيث خرج الأردنيون بعشرات الآلاف إلى الشوارع لاستقباله من مطار ماركا بعمان وحتى القصور الملكية وقام التلفزيون الأردني بنقل مراسم الاستقبال على الهواء مباشرة وكان المعلق الرئيسي هو عدنان الزعبي الذي افتتح حديثة يومها مخاطبا الحسين ( دعني أقبل عينيك، فعيناك ….. )وبقيت هذه العبارات تتردد على مسامع الأردنيين لسنوات إلى أن توفي الحسين رحمه الله .

الإدارة الإعلامية

وفي عام ١٩٩٦ عين مديراً للمحطة الفضائية الأردنية، وكان بثها آنذاك منفصلاً عن التلفزيون الأردني الذي كان محطة أرضية. وكان فيها عدد قليل من الموظفين وتعتمد على برامج التلفزيون في الغالب، وعندما غادرها كان بها خمسة وثلاثين محترفاً من المذيعين والمذيعات والمخرجين والمنفذين والمعدين. ويستذكر عددا من البرامج  التي يعتز بها خلال إدارته للمحطة الفضائية الأردنية مثل برنامج “المقهى الثقافي” وهو من إعداد وتقديم إكرام الزعبي، وبرنامج “عالهوا سوى” إعداد وتقديم أسيل الخريشا وأيمن الزيود، وبرنامج “من عمان مع التحية” إعداد وتقديم إخلاص يخلف ومحمد الوكيل، وقد اتصل جلالة الملك الحسين رحمه الله به وأعرب عن دعمه للقناة الفضائية وارتياحه لبرامجها، وكان جلالته وقتها في مايوكلينك للعلاج.

في عام ٢٠٠٠ نقل الزعبي  إلى وزارة الإعلام  أميناً عاماً بالوكالة، لكن الوزارة أُلغيت فيما بعد حيث عين بعدها مستشاراً إعلامياً لرئيس الوزراء ثم  أحيل إلى التقاعد.

وفي عام ألفين وأحد عشر عاد مديراً عاماً لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون بناء على خطة قدمها قبل التعيين مدتها ثلاث سنوات، لكن الحكومة  لم تمهله لاستكمال الخطة، ومع ذلك حققت المؤسسة العديد من الإنجازات والتقدم البرامجي والإخباري في السنة التي خدم بها  بهذا المنصب، ومنها إثارته لقضية الوضع التكنولوجي لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون، حيث قدم شرحا وافيا لجلالة الملك عبدالله الثاني حول الوضع التكنولوجي المتردي للمؤسسة، وكيف أن  الأقمار الصناعية أنذرت الأردن بأن هذه الأقمار لن تكون قادرة على استقبال إشارة البث للفضائية الأردنية لأن البث كان  بالنظام القديم (آنالوغ – Analogue)، حيث قدم بعدها دراسة لضرورة وكيفية تجديد هذا النظام، فأمر جلالة الملك بتخصيص مبلغ واحد وعشرين مليوناً لتجديد كامل التكنولوجيا بنظام HD بناء على الدراسة التي قدمها.

ومن البرامج التي يعتز بها في هذه الفترة، برنامج “اللقاء الثالث” من إعداد وتقديم الزميل جهاد المومني والذي استضاف به عددا من كل أطياف المعارضة. وقد اعترض دولة رئيس الوزراء آنذاك على الحلقة الأولى من هذا البرنامج ولكنه عاد ووافق على استمرار البرنامج بعد أن شاهد الحلقة.

وهناك أيضاً برنامج في غاية الأهمية وهو برنامج “يا طير” إعداد وتقديم  عامر الصمادي الذي كان صلة وصل بين الجاليات الأردنية في العالم وبين الوطن، وقد حقق نجاحاً كبيراً في مجال تسهيل أمور الأردنيين والتعرف على إنجازاتهم وزيارة هذه الجاليات في أماكنهم، وأصبح البرنامج مؤسسة بكل معنى الكلمة.

تأسيس جمعية المذيعين الأردنيين

كانت هناك جهود متكررة لتأسيس جمعية للمذيعين الأردنيين لكنها لم تنجح، وعندما عين أميناً عاماً بالوكالة لوزارة الإعلام، فوضه معالي وزير الإعلام بصلاحياته، حيث قدم مجموعة من الزملاء طلباً لتأسيس الجمعية فوافق عليها نظرا لمعرفته بالحاجة لمثل هذه الجمعية وهكذا تأسست الجمعية. وفيما بعد أصبح رئيساً لها عدة سنوات، وكانت هذه خطوة لتأسيس نقابة للإعلاميين الذين لا يوجد لهم مظلة نقابية.

الدورات التدريبية: خلال عمله الإعلامي الذي امتد لما يقرب من ثمانية وثلاثين عاما حتى الآن حصل على عدد من الدورات التأهيلية بالعمل الاذاعي والتلفزيوني منها :

  • دورة تأهيلية في الإعلام، عام 1973 مدتها ستة أشهر.

  • دورة إعلامية معززة في بريطانيا، عام 1975 مدتها أربعة أشهر.

  • دورة إدارة عليا، 150 ساعة معتمدة عام 1996.

  • وهو عضو فريق إدارة حماية الأسرة، ورئيس تحرير النشرة الدورية الصادرة عن الفريق.

  • و عضو مؤسس في الهيئة العليا للإنتاج السينمائي.

  • و رئيس جمعية المذيعين الأردنيين لمدة لمدة سبع سنوات

  • عمل بشكل غير متفرغ في الصحافة المكتوبة لمدة سبع سنوات كمحرر سياسي.

  • قام بإعداد وتقديم البرامج السياسية، الاقتصادية والاجتماعية.

  • وهوخبير إعلامي معتمد غير متفرغ في اتحاد إذاعات الدول العربية.

  • مستشار إعلامي في مجمع اللغة العربية ومشرفا على اذاعته من ٢٠١٨ – نهاية ٢٠١٩.

الأوسمة والدرجات

 يحمل الزعبي وسام الاستقلال منذ عام 1985 و درجة التميز والإبداع بقرار من مجلس الوزراء عام 1990 (ترفيع استثنائي)

نشأة رياضية

 ما لا يعرفة الكثيرون عن الاستاذ عدنان الزعبي هو أنه نشأ نشأه رياضية فكان لاعبا لكرة القدم بالفرق المدرسية ثم  فريق كرة القدم (قبل تأسيس نادي الرمثا الرياضي عام 1966)

  • ثم لاعبا معتمدا في أول فريق لنادي الرمثا، وعضو مجلس إدارة أكثر من مرة.

    في الصورة: أحمد الذيابات، المرحوم أحمد الصقار، هاني عبد النبي، عصام الشربجي، د. معن برقاوي، عاكف شموط وجمال بنات، د. عزمي محافظة وعدنان الزعبي هو الثالث من اليسار جلوساً.

  • ثم بعد التحاقه  بالجامعة في دمشق قام مع عدد من الطلبة الأردنيين بتأسيس فريق لكرة القدم تابع لاتحاد طلبة الأردن، وكان من أعضاءه  معالي الدكتور عزمي محافظة وزير التربية والتعليم الأسبق    والذي يظهر بصورة للفريق وقتها.

وحول عدم نجاح الكثيرين من الإعلاميين الذين يظهرون على الشاشات هذه الايام وفقدان الجمهور لثقته بالإعلام بشكل عام يقول عدنان الزعبي ملخصا الكثير من الكلام :

الإعلام رسالة؛ الكلمة والصوت والصورة هي وسائلها، والحقيقة ذخيرتها، يحملها من يحبها ويؤمن بها، فإذا ارتاح الجمهور لحامل الرسالة صدقوا مضمونها لأنها تكون قد وصلت وأحدثت تأثيرها.

فأين نحن من هذه القاعدة؟

 

تسويق النجوم

وحول عدم قدرة الإعلام الأردني على صناعة النجوم كما تفعل العديد من الدول، وأن كل النجوم الأردنيين لم ينجحوا ويشتهروا إلا بعد عملهم خارج الأردن يعتقد الأستاذ عدنان الزعبي أن السبب الرئيس لذلك هو معاملة الإعلاميين بنفس طريقة معاملة أي مهنة أو وظيفة أخرى دون الأخذ بعين الاعتبار أن لهذا النوع من المهن متطلبات خاصة لا تتوفر بكل الناس وتطبيق نظام الخدمة المدنية عليهم  من حيث الراتب والحوافز وغيرها، ويضرب مثلا على ذلك فيقول  بعد فترة من العمل في الإذاعة، أخذت أتعاون مع التلفزيون في قراءة الأخبار مقابل ثلاثين ديناراً في الشهر، فقلت للأستاذ محمد كمال مدير التلفزيون آنذاك، لماذا لا تزيدون راتبي، فأجاب: نحن نجعلك مشهوراً، فإذا كنت تظهر على الشاشة أربع ساعات في الشهر بمعنى مائتين وأربعين دقيقة ضرب ٣٠٠ دينار في الدقيقة، بيطلعلنا عندك مبلغ ضخم كل شهر، وإحنا مسامحينك.!!!!! أي أن الإدارات تنظر إلى الإعلامي على أنه هو المستفيد من الظهور التلفزيوني وليس العكس، إضافة إلى تدخل الواسطة والمحسوبية في تحديد من يظهر على الشاشة الأمر الذي أدى إلى تراجع كبير في القدرة على التأثير في الجمهور.

لا يزال عدنان الزعبي ينبض بالعطاء وهو شعلة حركة ونشاط إلى جانب زوجته الإعلامية الكبيرة جمان مجلي (وسنفرد لها عددا آخر) والتي رافقته طيلة حياته المهنية وشكلت معه ثنائيا إعلاميا متميزا (أطال الله بعمرهما) يتابعان كل ما يجري من أنشطة وأحداث حولهما ورعاية الأحفاد والأبناء(ثلاثة ابناء هم ناصر وعزه وعنود وستة احفاد) والمشاركة هنا وهناك بتأسيس أو توجيه بعض المحطات الإذاعية أو التلفزيونية الجديدة لنقل خبراتهما المتراكمة إلى الأجيال اللاحقة .

 

،عامر الصمادي: مستشاراعلامي ومترجم ومدرب مدربين

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *