كيف أمضي الآن؟..

*مجد يعقوب

إلى معلمي وأخي وحبيبي أحمد

ليت الذي بيني وبينك دماً فقط

ويا ليتهم يعلمون حجم فقدي

                     ***

منذ الراء الأولى التي لفظتها صحيحة

بعد أن أنهكتكَ وأنا أردد لباب

وأنت تُعيد رباب

كل راء صحيحة قبالتها ليرة

هذه الصورة الأولى لك التي اختزنها في رأسي

وطيف أيام الطلائع والأغاني التي كنا ننشدها

حنجرتك التي تفز كلما أخفقنا، ضحكة أبو سلطان العالية

بعدها حلَّ طيفك لكنك لم تغادر

كانت أمي تطعمنا اللقمة مغمسة في دموعها

(كلوا أنتم.. ربما كان أحمد هناك جائعا)

أشبعتني الأم الباكية دموعها وقلبها

بعد خمس وعشرين سنة من الفراق

التقينا

أقبلتُ إليك بقلب أمي وأقبلتَ إلي بحسرات الأيام التي مضت

ترقبني، تكتب فيَّ خلسة في جوالك

كلانا يسأل الآخر في عينيه، وكأننا نصفان لواحد

كم اختلفنا؟

كم تجادلنا؟

كم بكينا؟

كم اصطدمنا حتى اتفقنا أن نقبل بعض كما صيرتنا الحياة

كنت تقول: وكأنك من مدرسة الحكيم

ولم لا؟ ولكني من مدرسة الحياة هذا يريحني أكثر.

كنت تنظر بطرف عينك إليَّ ونحن في سهر

وتمسك بيدي ونحن نتسكع في أبو شغارة ، تقول: وكأنني في بغداد

ساعة أغضب منك وأجن، تحتضن العود وتعزف أنت عمري

وأنا أغني فكروني.

تتقلب أصابعك على الأوتار وتكمل، وتطرب لصوتي النشاز

دموعك تتساقط بخفة وصمت.

ياااااااااااااا لتلك الليالي، وما أجملها!

وما أمرَّها على قلبي الآن!

وأنا أقلب تفاصيلها، تقف الحسرة في صدري

وتخنقني العبرة.

كيف أنجو من صوت ضحكاتك وسخريتك؟

كيف أزيح وجهك العالق بين عيني؟

كيف أغسل رأسي من أفكار كبيرة تداولناها؟

هل تذكر آخر ما قلت لي:

إن أصعب الخيانات من يخون نفسه؟؟

وآخر نصح لي:

امضِ إلى حياتك الجديدة دون الالتفات إلى الذكرى والحنين

اقتلعي قلب أمك من صدرك

عيشي الجنون بكامل حريتك وجمالك

أنا جيشك الذي يمشي وراءك

كيف أمضي الآن

وأنا العزلاء؟؟

 

*شاعرة تقيم في المانيا وهي شقيقة الشاعر

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *