-
أحمد يعقوب
سأموت
وكل شيء سيبقى على حاله
الأفكار الكبرى سترافقني
والصغرى كذلك
الكتب الأخيرة التي نشرتها مؤخرا كي أتابع حضوري
ستبقى على الرفوف
الديون المادية والمعنوية… الواجبات المنزلية .. أوراق المسودات المتناثرة في كل زاوية…
كل شيء سيبقى على حاله
ربما لن أتمكن من وضع الطعام في الثلاجة
ربما سوف يتعفن
والثياب ستبقى شاخصة على الحمالات ومتناثرة هنا وهناك في الخزانة ووراء الباب
سأموت
وسوف تتحلل الأهمية التي توهمتها
وكل المشاكل الكبيرة ستغدوا كلاما فارغا في الشسوع
المشاكل تعيش في داخلنا وقد وضعنا لها طاقة كي تمارس علينا تأثيرها
سأموت
والحياة سوف تتابع حياتها
الأصدقاء سيتجاوزون غيابي
والعالم سيبقى على حاله… كارثيا… عبثيا. وكأن حضورنا أو غيابنا ليس له أي تأثير
الموت اختبأ خلف الزاوية
من كان ينتظر موته؟
هكذا هي
ومضة
ومضتان
وتصبح نقطة النهاية
كنت سأشتري كلبا كي يعوي ويجوح عندما يثب ذاك من خلف الزاوية
والآن أقول حسنا أنني لم أفعل
سيحتضن الكلب آخرون وسوف يكون وفيا لهم
كذلك الأرامل والمطلقات سيتزوجن
وسيخرجن إلى الشارع يدا بيد
سوف ينتعشن وسوف ينسين ..
الأشياء التي لم استخدمها ربما يتبرعون بها أو ربما يلقونها إلى الزبالة
سأموت
وكل شيء سيبقى على حاله
كل ليلة أرتدي أجمل الثياب
وآكل صحن حلويات قبل الطعام
أرش أفضل العطور آخر هدايا النساء
أضحك كثيرا قبل النوم
أبتسم عندما أنام وأطيل الابتسامة
كل هذا كي أبدو في مظهر حسن عندما يخلعون باب الشقة.. لا تهم رائحة التعفن
سامحت
وغفرت
وقدرت الزهور والأوليفيرا
عزفت الكثير من الموسيقى
ورقصت مثل نابض سكران
وعرفت قيمة الوقت الحقيقية
وازدرأت المال
وأدركت أنه لا قيمة للحزن على أشياء عابرة
كل يوم إضافي هو يوم ناقص
ماذا تبقى لي؟
سأموت
وكل شيء سيبقى على حاله
ثروتي ثلاثة أطفال رائعين
ومختارات من الشخبطات على افتراض أنني كنت أتأمل حياتي
عندما أموت
سوف يكرمونني
سيهدونني سيارة بروكوار مصنوعة يدويا
لأتنقل بها من القبر إلى الجنة وإلى النار
- عن جريدة الحياة – فلسطين