الإنكليزي النائم في خيمة الشرق
المئوية الثانية لولادة ريتشارد بيرتون 1821-2021
ريتشارد فرانسيس بيرتون مستكشف وكاتب ومترجم من العصر الفيكتوري، اشتهر بأسفاره في آسيا وأفريقيا. ولد في ديفون (Devon) في الـ19 من مارس 1821، لأب كان ضابطًا في الجيش البريطاني. رافق بيرتون والديه في رحلاتهما المتكررة إلى الخارج وأظهر موهبة مبكرة في تعلم اللغات. عام 1842 طرد من جامعة أكسفورد وانضم إلى شركة الهند الشرقية حيث ساعدت معرفته باللغات المحلية في عمله في الاستخبارات. في عام 1853 أخذ إجازة من الشركة وقام برحلة حج سرية إلى مكة تحت اسم الحاج عبدالله، على إثر ذلك ذاع صيته وبات مشهورًا. بعد عام من ذلك زار الصومال مع عدد من الضباط البريطانيين، بمن في ذلك المستكشف جون سبيك (John Speke).
في عام 1857 شرع بيرتون وسبيك في رحلة استكشافية ممولة من الجمعية الجغرافية الملكية لاستكشاف المناطق الداخلية من ساحل شرق أفريقيا على أمل العثور على منبع النيل. كانت رحلة صعبة. عندما وصلوا إلى بحيرة تنجانيقا، كان سبيك أعمى تقريبًا وبيرتون بالكاد يستطيع المشي. سافر سبيك بمفرده واكتشف بحيرة فيكتوريا التي كان مقتنعًا بأنها مصدر النيل. في سبتمبر 1864 توفي سبيك في إطلاق نار ملتبس بين الحادث والانتحار.
انضم بيرتون إلى وزارة الخارجية وعُيّن قنصلاً في جزيرة فرناندو بو قبالة سواحل غرب أفريقيا. بعد ذلك جرى نقله إلى البرازيل، وفي عام 1869 عيّن سفيرا في دمشق. في عام 1871 نقل إلى ترييستي في منصب كبير منحه الوقت للكتابة. عام 1886 حصل على لقب فارس.
كان بيرتون مؤلفًا غزير الإنتاج خاصة في السفر والإثنوغرافيا. كما ترجم الأدب الكلاسيكي وعصر النهضة، مع اهتمام خاص بالشبقية الشرقية. ترجم وطبع “كاما سوترا” (1883) و”الروض العاطر” (1886). كما أصدر طبعة كاملة من “ألف ليلة وليلة” (1885 – 1888).
توفي بيرتون في تريست (Trieste) في الـ20 من أكتوبر 1890. ودُفن هو وزجته إيزابيل في قبر على شكل خيمة بدوية في مورتليك (Mortlake) جنوب غرب لندن.
من خلال كتابات بيرتون نعرف أن أكثر ما آلمه في حياته أنه لم تسمح له السلطات في الإقامة بمدينة دمشق التي طالما عبّر عن عشقه لها ورغبته في الإقامة الدائمة فيها.
- عن مجلة الجديد