بالحب نجوت من كورونا

جمال القيسي

بلى. بلى وحق عينيكِ أنقذني الحب من الموت. سأكون دقيقا أكثر فأقول إن إحساسي الأول، منذ فتوتي الأولى، تجاه الحياة من حيثُ أنها حياة لن تتكرر، دعم شراييني ورئتي بضرورة أن أظل على قيد الأمل والحب.. الحب الذي يعني الجنون المطلق بضرورة المقاومة والبقاء لأن في الحياة أكثر من شيء جميل يستحق البقاء والتشبث ومنها؛ ضحكة عينيكِ.. حضنك الدافئ الحنون الشتوي الصيفي الربيعي الخريفي الأبدي العطوف! ولهفة قلبك الصغير الأثير الندي الأخاذ الباقي الرقيق!

كيف أموت ولي في هذه الدنيا كل هذا الحضور الخاطف الوفي البهي العالي القادم من مسرات الغيب والموغل في حكايا النفس أمداء وأفاقا وخضّات!

كنتِ معي في كل ألم يوقظني فيه الفيروس كي يقول أنا الموت الزؤوام القادم من غيب الموحشات والخطر المحيق بمذاق الحياة.. كنتِ حضورا رغم غياب الأمل في التخلص من أنين الليل، وأوجاع شرفات الوحشة!

أنقذني وجهك الجميل من أغوار المأساة وقيعان اليأس.. ظل يقول إن طي مسافات المعاناة سيكون بالمكابدة والتصبر والتسامي على نوبات الأوجاع التي تهد مسامات الجسد.. ويكأن روحك بسوسنها ودحنونها وبيلسانها هي ذاتها، وجه أمي، التي هدهدت آلام روحي في نوبات أوجاع الاعتقال التي فرضت الأسئلة حول أوجاع من تلك التي تحتل الجسد؟ أوجاع وطني أم أوجاع ذاتي المكلومة في أن يكون الإنسان نقيا وحقيقيا ويشعر بذاته الحقيقية بلا أية تنميطات جغرافية و/أو أيديولوجية مهما فرضت ذاتها بليدة!

كان وجهكِ الأمومي منقذي. وابتسامتك التلقائية بلسم شفاء وجداني وعودتي الحقيقية للحياة.

لربما شعرت بعد عودتي بالخجل لأني لم أمت مثل من يموتون بفيروس فاتك نال من ملايين البشر..لكني أصدقك الهمس، أن الموت لم يكن أمنيتي  إلا كي نكمل معا رحلة الوفاء للحياة!

الحياة التي هي أجمل منحة وصدفة كانت لقلبينا دون خوض في تفاصيل المبتدأ والخبر.

المهم والأهم: عدت من فم الموت كي أعود وأقول لعينيك سأظل أحبك! وذاك اليوم الذي جمع قلبينا سيظل هو الأجمل والأحق بالبقاء والذكرى!

سنكمل معا مواعيد المطر ولقاءات الشجن وحكايات الأمل.. سنظل على قيد الزمن الجميل رغم التعب!

شاهد أيضاً

لا شيءَ يُشبه فكرَتَه

 (ثقافات)  نصّان  مرزوق الحلبي   1. لا شيءَ يُشبه فكرَتَه   لا شيءَ يُشبه فكرتَه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *