مطر مشاكس..قصة قصيرة

  • خلود المومني

 سيدة الثلاثين الطاعنة في الوجع ،أيقظت الديك من نومه على صوت حركتها المستعدة لبداية يوم جديد، تنحنح المؤذن استعدادا للأذان ،صرخت طفلة جارتها الوليدة ، ارتسمت على محياها ملامح الرضا عندما غادر زوجها الى ثكنته ، راقبت رتبته النحاسية تلمع على كتفيه ومشيته القوية ،اغلقت الباب وعادت الى عملها.

نظرت الى السماءوجدتها ملبدة بالغيوم:

– ما أجمل الغيث ، كنت اشاغبه برفع يدي الى السماء بأنتظار قطرة اتحسسها واقفز بحماسة تنفض الفراش الرخيص وتنظف تحته _ ما اغلاه كان أبي واعمامي يجلسون على عتبة الدار إذا تأخر ،يستنجدون الله ويقسمون عليه بزرعهم (يالله غيثك ياربي يروى زرعنا الغربي) تتمنى لو أن لها قطعة ارض في قريتهم الشمالية الجميلة ؛ تزرعها وتنتظر الغيث ليسقيها واصلت تنظيف المكان وغسيل الملابس ، جمعتها في سلة عميقة ، بدأت بفردها على حبل الغسيل وثبتت الملاقط البلاستيكية ؛ لحمايتها من الطيران؛ إذا اشتد الهواء قررت أن تمنح نفسها استراحة محارب ، صنعت لنفسها كوبا من الشاي شربته بتلذذ ، عاد الصغار من مدارسهم وبدأت مهامها الأخرى ، اطعمت الصغار راقبتهم وهم يؤدون واجباتهم المدرسية ومشاهدة التلفاز حان وقت النوم اغلقت النافذة وكررت نظرتها الى السماء

 الغيوم السوداء تبشربالماء الوفير. تمددت متعبة الى جانب صغيرها، استمعت الى صوت الماء المنهمر بغزارة ، شعرت بالخوف والوحشة ،تذكرت زوجها _ ليته كان هنا . أخذتها غفوة قصيرة استيقظت منها مبللة وفزعة، فقد دخل الماء الى بيتها واغرق ما فيه، أيقظت الصغار لفت اجسادهم النحيلة ببطانية سميكة، استغاثت بالجيران، ادخلوها وصغارها هدأ الأطفال بعد شعورهم بالدفء. باغتها أحساس تلك الدجاجة التى أحكم جدها قبضته عليها بيد ، وبالأخرى أمسك سكينا حادة لمع نصلها تحت شمس حزيران ، ثنى عنق الدجاجة بسم الله الله أكبر ..ذبحها..أهتز جسدها أنتفض ريشها وغطى الدم تراب الحديقة ، نفضت جسدها عدة مرات ثم هدأت غلبها النعاس ، نامت بعمق في بيت جارتها ، أستيقظت ظهرا، أبتسمت لها الجارة:

تعالي نتناول الأفطار _ أين الأولاد سبقوك ويلعبون أكلت بنهم

اقنعتها جارتها بأن تأخر العودة الى البيت حتى يجف المكان، هزت رأسها بالموافقة وعقدت النية على ان تترك للديك فرصة حتى يوقظها.

  • قاصة أردنية

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *