*مرزوق الحلبي
عشر سنوات سوريّة
والواقفون على بابِ الوقتِ
لا أحد يدعوهم للدخول
والخارجون من الوقتِ
إلى موطئ لسيرةٍ ذاتيّة
غير مبتورةٍ
لا أحد يدعوهم للمكوثِ
والطواغيت هناك،
يقطّعونَ الوقتَ بالسواطيرِ
يوزّعونه كأربطة الخبزِ
والتوابيتِ
والقبورِ الجماعيّة
وشهادات الوفاة
والخرائب
والسجون
كعادتهم ـ بغيرِ عدل،
يا إلهي،
لماذا كنّا بحاجة إلى أن يصيرَ الموتُ
في غفلةٍ منكَ
سائلًا على هذا النحوِ،
وصلبًا
وغازيًّا على هذا النحوِ
كي يتنازعُ الملائكةُ
على دمية مقطوعة اليديْن؟
وعدتنا،
أنه في السابعةِ
تتمّ الدوائرُ
وينفرج الكونُ!
ثمّ أعرتَ الطواغيتَ جهنّمَ
وتواريتَ!
أراكَ الآن
تعيدُ روحًا واحدةً مغموسةً بالسارين
إلى جسدٍ في الانتظار!
روحًا واحدة..
واحدة!
أراك الآن
تُعيدُ الروحَ إلى سوق حلب
والمشربيّات
والقناطرَ
تستدلّ بها قوافلُ العنبِ
والخزّ والحريرِ
إلى خانِها!
تحت كلّ اللغاتِ
التي ملأت بها الكونَ
لغةٌ واحدة خصّصت بها الطواغيت
كلّما ابتسمت امرأة عن حبّ
أصابهمُ الجنونُ
وهدّهم القلق
كلّما كتبَ شاعرٌ
رؤاه
وكلّما هرّب الأطفالُ أحلامَهم
على طائرات الورق
قلّ لي كيف استطعتَ
أن تحشد كلّ هذا العددِ من الأبالسةِ
في مُفردة؟
كلّ ماء البحارِ
لن تغسل يديكَ من دمِنا
وكلّ أسمائِك الحُسنى
لن تحجبَ اسم سجينٍ واحدٍ
سحبَ الحارسُ روحّه بالمسلّة
فأسلمَ روحَه للرفاقِ
ما أقساكَ
ما أقساكَ
أخذت منّا الوطنَ
وأبقيت على حُبّه!
سيّد مَن يمتلك المكانَ ـ
يقول لنا الغريبُ،
وسيّده
مَن يمتلكُ الزمانَ
وسيّدهما ـ نقولُ له ولكَ ـ مَن يمتلك المعنى
والذاكرَة!
(مطلع آذار 2021)
-
شاعر من فلسطين