* يقظان مصطفى
كان بيت الحكمة في بغداد، ودار العلم في الموصل، ومكتبة ابن سوار بالبصرة، ومكتبة ابن الشاطر بالشام، ودار الحكمة بالقاهرة… بمثابة معاهد للعلم برعاية الخلفاء والحكام، من أمثال المأمون ونظام الملك ونور الدين زنكي وسيف الدولة وصلاح الدين الأيوبي. وكانت العربية لغة تدوين تلك الكتب، بها يكتب العلماء ليقرأها الناس في أي صقع من أصقاع الوطن العربي الكبير، والإسلامي الأكبر.
		
ثقافات موقع عربي لنشر الآداب والفنون والفكر يهتم بالتوجه نحو ثقافة إيجابية تنويرية جديدة ..!
				
			

في مرحلة متقدمة من صناعة الكتاب العربي، كان على الورّاق الناسخ أن يكون عالماً بتخصصه، أي ناقداً، فظهر مبدأ (الحاشية) لتوضيح ما قد يقع فيه المؤلف من أخطاء نحوية أو لغوية أو عروضية. أما مؤلفو الكتب نفسها فغالباً ما يختارون لنسخ كتبهم ومؤلفاتهم الورّاقين المعروفين بجودة الخط وصحة النقل ودقة الضبط، والحذق في التزويق والتذهيب في كتابة المصاحف الشريفة، كأبي موسى الحامض، الذي اشتُهر بصحة الخطّ وحسن المذهب في الضبط، ومحمّد بن عبدالله الكرماني الذي كان مُضطلعاً بعلم اللغة والنحو، وأحمد بن محمد القرشي الذي كان يتمتع بخط حسن مشهور، والمُحسن بن حسين العبسي المعروف بابن كوجك، وكان خطه مرغوباً فيه يشبه خط المؤرخ الطبري، ومحمّد بن أبي الجوع الذي أثنى عليه ابن خلكان في وفياته، وأيضاً السرّاج، الورّاق المشهور.. أما في المغرب، فقد وفد على بلاد الأندلس طائفة من الورّاقين المُبدعين، منهم ظفر البغدادي في قرطبة، من رؤساء الورّاقين المشهورين بالضبط وحُسن الخطّ، وأحمد بن محمد بن الحسن الخلاّل الأديب الذي اشتهر بخطه المليح الرائق والضبط المُتقن الفائق، وعباس بن عمر الصقلي، ويوسف البلوطي.
