انفلات أمني – متوالية قصصية

*عامر هشام الصفّار



1.وجدتني بعد أن أشرقت شمس هذا الأربعاء ماشيا في سوق المدينة المزدحم، أبحث عن شيء لا أعرفه ولكن شكله .. ها هو يتجلى أمام ناظري… رحت بعد أن صار “الانفلات الأمني” حقيقة واقعة أبحث عن رأسي.

 

2.رأيتني أقرأ في كتاب على قارعة طريق قرب عربة لطفل يدعى عمّار.. الطفل يبيع أشياء قديمة فيها حاجيات منزل لم يجد أصحابه فيه ما يأكلونه في ليلة ماضية. عندما صار “الانفلات الأمني” حقيقة واقعة كنت والطفل نقرأ سوية في كتاب بلا ورق، في حين راح الناس يحملون الجنازة على أكتاف مخلوعة.


3.وجدتني جالسا أبيع الجرائد في شارع قرب بيتي.. أصبحت رجلا عجوزا هدّني مرض لم يعرف الأطباء كنهه.. مرّ أمامي الناس دون أن ينظروا نحوي كعادتهم كل مرة.. عندما صار “الانفلات الأمني” حقيقة واقعة وجدت نصف بدني تغطيه جريدة قديمة مخطوط عنوانها بالأحمر القاني، ونصفه الأخر يصيح أنقذوني.!

 

 

4.سيارة الأسعاف تنهب الشارع الرئيس في المدينة.. الكل ينظر في أتجاه صوت منبّه سيارة الأسعاف.. عندما صار الانفلات الأمني حقيقة واقعة، صارت سيارات الأسعاف تبحث عن الناس في الشارع الرئيس في المدينة الذي بدا خاليا الاّ من دخان كثيف وأصوات تشبه الأنين… 

  • أديب وطبيب عراقي يقيم في بريطانيا، رئيس جمعية الثقافة العربية في ويلز

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *