(أجراس القبّار): رواية جديدة لمجدي دعيبس

ثقافات

(أجراس القبَّار) رواية جديدة للروائي الأردني مجدي دعيبس صدرت مؤخراً عن (الآن ناشرون وموزّعون) في عمّان، وهي الرواية الثالثة في رصيد الكاتب. بعد الوزر المالح (2018) وحكايات الدرج (2019)- وكلتاهما عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر- تأتي أجراس القبّار بمناخ وموضوع مختلف عما جاء في العملين السابقين. هي رواية التّحوّلات التي عادة ما تُجابه بالرفض والإنكار لأنها تؤدي إلى سقوط منظومة متكاملة بجوانبها وأوجهها المتعددة وحلول منظومة جديدة بدلا منها. هناك دائما من يعاند التغيير لأنه يتمتع بامتيازات كثيرة في ظل المنظومة السائدة وليس من مصلحته زوالها. تحوّل الإمبراطورية الرومانية من الوثنية إلى المسيحية بعد إعلان ميلانو عام 313 ميلادي برعاية الإمبراطور قسطنطين وما سبق هذا الحدث من أعمال قمع واضطهاد وتنكيل مارستها الدولة بشكل ممنهج ضد المؤمنين على مدار قرابة ثلاثة قرون، لكن المسيحيّة تحمّلت كل هذا الاضطهاد والقتل والحرق وظلّ اتباعها في ازدياد. ومن هنا جاءت رمزية القبّار في عنوان الرواية والقبّار نبتة تتحمّل أقسى الظروف المناخية وتعيش في الهوامش الضيّقة والصعبة. عندما تظن أنك اقتلعتها من جذورها تتفاجئ بها في العام اللاحق وقد ظهرت خضراء ومزهرة في حين يصفرّ المشهد من حولها تماما.

تحتفي الرواية بالمكان وارتباط الانسان به وعلى الأخص مدينة فيلادلفيا الرومانية بمدرجها وحمامها وشوارعها وساحاتها ونهرها ومعبدها. كما تشير الرواية إلى مواقع اختفت من ملامح المدينة الرومانية القديمة بفعل الزمن لكنها ظلّت عالقة بروح المكان مثل الدرج الذي يظهر على غلاف الرواية وهو لوحة للفنان خالد بيروتي وتصميم الغلاف للشاعر والفنان محمد خضير.  

     ومما جاء في الرواية الحوار التالي الذي يظهر على الغلاف: «هرعتُ إليها عندما سمعتُ الأخبار في السوق. الجميع يتحدثون عنه. وجدتها في المطبخ تتحدث إلى الخادمات. سألتها:

  • أسمعتِ الأخبار؟

  • أيّ أخبار؟

  • أخبار حامية زيزيوم.

رفعتْ رأسها ونظرتْ إليّ مباشرة حتى أكمل حديثي. قلتُ:

  • ما اسم سيد برميدوس؟

  • زينون.

  • نعم، زينون.. هذا هو. يقولون إنه في سجن المدينة وسيُقدّم للمحاكمة غدًا.

سألتْ باستغراب:

  • ولكن بأي تهمة؟

  • يُشاع إنه مسيحي وقد أطلق عبيده وأعفاهم من خدمته.

قالتْ مشدوهة:

  • ماذا؟ أطلق عبيده.. وبرميدوس أيضا؟

  • نعم، أطلق كل عبيده.

لم أرَها سعيدة كل هذه السعادة من قبل. ما أجملها! سألتْ مجددًا:

  • أمتأكدة أنتِ؟

  • هكذا يتحدث الناس في السوق وعلى الأغلب كلامهم صحيح.»

      

شاهد أيضاً

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي منال رضوان     المثنوى المعنوى، وديوان شمس لمولانا جلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *