خاص- ( ثقافات )
صدرت عن “المؤسسة العربية للدراسات والنشر” في بيروت و”مكتبة كل شيء” في حيفا، رواية جديدة للكاتب الفلسطيني ربعي المدهون، بعنوان رئيس “مصائر”، وعنوان ثانوي “كونشرتو الهولوكوست والنكبة”.
تقع الرواية في 272 صفحة من القطع المتوسط، وتضمّ أربع مرويات، تمثل كل منها إحدى حركات الكونشرتو الذي استعارت منه الرواية قالبها.
تنهض كل من المرويات الأربع على بطلين اثنين، يتحركان في فضائهما الخاص، تسندهما حكايات فرعية عدة، يتحولان إلى شخصيتين ثانويتين في الحركة التالية. وحين يصل العمل إلى الحركة الرابعة والأخيرة، تكون ثيمات الرواية، قد تكاملت وتوالفت حول أسئلة النكبة، والهولوكوست (محرقة اليهود)، والعودة.
في المروية/الحركة الأولى، تحب إيفانا اردكيان، الفلسطينية الأرمنية، المقيمة في عكا القديمة، طبيبا بريطانيا في زمن الانتداب على فلسطين. ينجبان بنتا ترحل بها إيفانا إلى لندن عشية نكبة 1948. قبل وفاتها، توصي إيفانا ابنتها جولي، بحرق جثتها وإعادة بعض رمادها إلى ما كان منزل والديها في عكا القديمة، أو إلى منزل عائلة مقدسية مستعدة لاستقباله.
في المروية الثانية، تكتب جنين دهمان – من فلسطينيي48 – رواية بعنوان “فلسطيني تيس”، عن محمود دهمان الذي يهاجر وعائلته من المجدل عسقلان إلى غزة خلال النكبة. لكنه يعود سرّا إلى المجدل من دون عائلته. تغلق الحدود بين إسرائيل وغزة. يفقد محمود عائلته. يتزوج، ويواجه حياته الجديدة، كفلسطيني في ما أصبح دولة إسرائيل.
وبينما تراجع جنين روايتها، يطلعنا السارد على حكايتها هي. يخبرنا بأنها تحب فلسطينيا من الضفة الغربية. تتزوجه ويعيشان معا في يافا. يصطدم زواجهما بالقوانين الإسرائيلية التي تجعل استمراره مستحيلا.
وفي الحركة الرابعة والأخيرة، يزور وليد دهمان، زوج جولي، متحف المحرقة “يد فّشِم” في القدس. ومن هناك، يطل على ما تبقى من قرية دير ياسين. يتذكر المذبحة التي ارتكبت فيها عام 1948. يلتقي هو وجولي بعدها جنين دهمان في يافا. يتعرف على مصادر روايتها، وأسرار ما أوردته من حكايات، ومصائر أبطالها. ويحاولان معا، وضع نهايات للمرويات الأربع التي تمايزت، وتداخلت، وتوالفت، وظلّت بلا نهايات.
تجدر الإشارة إلى صدور 6 طبعات من رواية ربعي المدهون السابقة ” السيدة من تل أبيب ” والتي كانت ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر 2010 .