“العربية للثقافة” في ويلز تحتفي بالإبداع وشجون بغداد

*خاص – ثقافات

ضمن خطتها المتواصلة لتنشيط الحركة الثقافية ونشر الإبداع أقامت”الجمعية العربية للثقافة” في مقاطعة ويلز البريطانية أمسية جديدة لها وذلك مساء السبت التاسع من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠١٩ وذلك في مقر مركز الثقافة والفن العالمي بمدينة كارديف عاصمة المقاطعة.

وقد أفتتح الدكتور عامر الصفار رئيس الجمعية الأمسية مرحباً بالحضور، ومؤبّناً فقيد الشعر والرواية والصحافة والقلم الشاعر الأردني أمجد ناصر الذي وافته المنية في تشرين أول الماضي. وقد ذكّر الصفار الحضور بأن ّالفقيد ناصر كان قد زار مدينة كارديف حيث حلّ ضيفاً على الجمعية العربية للثقافة قبل خمس سنوات ووقع روايته الأولى حينذاك “حيث لا تسقط الأمطار” وكان الناقد العراقي عبد الرضا علي قد قدم دراسة قيّمة حول هذه الرواية و رحلة الراوي الى بلاد اللاأين. كما قرأ الدكتور الصفار ما كتبه الراحل أمجد ناصر وهو على فراش المرض في قصيدة  بعنوان “عدو شخصي” نعى بها نفسه أمام محبيه من الأصدقاء والقراء، ومنها:

ليس لي أعداء شخصيون

هناك نجم لا يزّف لي خبراً جيداً

وليلٌ مسكون بنوايا لا أعرفها

أمرّ بشارع مريب وأرى عيوناً تلمع

وأيديا تتحسس معدنا بارداً

لكن هؤلاء ليسوا أعداء شخصيين

فكيف لجبل

أو درب مهجور أن يناصباني العداء

أو يتسلّلا الى بيت العائلة؟

كما أستذكر الدكتور الصفار الراحل المسرحي الفنان العراقي الأستاذ سامي عبد الحميد الدي توفي في عمَّان في شهر سبتمبر الماضي. وقد كان الأستاذ الراحل فناناً مسرحياً أستاذاومؤلفا ومترجماً إذ عرفه العراقيون فناناً قديراً منذ “النخلة والجيران” المسرحية ومنذ “بغداد الأزل بين الجد والهزل”.. وقد ألّف عبد الحميد العديد من الكتب في فن التمثيل وفن الألقاء

، وغير ذلك من أبحاث وإصدارات أغنت المكتبة العربية المسرحية.

وقد أستضافت الجمعية في أمسيتها الشاعر الطبيب سلام موسى من مواليد بابل العراقية، ويعمل منذ سنوات طويلة جراحاً متخصصاً في العديد من المستشفيات البريطانية، وقد شارك الحضور بقراءات من شعره الذي نشره خلال السنوات القليلة الماضية في ديوانين شعريين بعنوان “هذيان الذاكرة” وقد نشرت الجزء الثاني منه دار أقلام للنشر في ويلز. ويتميّز الشاعر موسى بشفافية اللغة، وسلاسة الصور الفنية، والانغماس بالهموم اليومية التي تبدأ من الذاتي وتنطلق باتجاه الوطن والعالم ضمن غنائية مفعمة بالشجن، وتحتمل نصوصه الكثير من الأمل والنور رغم ما يظهر من السوداوية التي تغلف بعض مفرداتها، ومن هذه النصوص نقرأ:

هكذا أنا

جروحي رششتها ملحاً

فلا فخر لجرح

أن أندمل

فكيف أنسى

مَنْ أوغل السكين

في قلبي

عميقاً وأرتحل…

وتحت عنوان “خمار” قرأ موسى:

من خلف خمار أسود

لي بان وجه كالقمر

تلك الشفاه تضرّجت

ورضابها فيها أختمر

وأرى العيون تسورّت

بِظَلام ليل أكفهر

فبدا الصفاء بحصنها

كسكون فجر في سحر

بعد ذلك قرأ مقدم الأمسية القاص الدكتور عامر الصفار عدداً من قصصه القصيرة جداً حيث جاءت تحت عنوان “من ساحات ويلز حتى ساحة التحرير ببغداد”… وفيها يستذكر أبطال ساحة التحرير ببغداد من الشباب والشابات الذي يطالبون باستعادة وطنهم من الفاسدين، وجعل اسمي ثائر وثائرة كرمز يمثل هذا الجيل والأمل بالمستقبل، وهنا أحد هذه النصوص:

  • ثائر.. يقف قبالة مجموعة من أصدقائه الشباب الذين تعرّف عليهم قبل سويعات..يذكرّهم بأن بغداد ستكون أحلى عندما تتخلص من طواغيت الفساد الذين سرقوا الكحل من عيون المدينة.. وتركوا الشعب يبحث عن جواب لما يحصل في أرض الرافدين… ثائر.. يبدأ الآن في عبور جسر الجمهورية..قمر بغداد يعكس صورته على دجلة الخالد… يتذكر ثائر كيف كان أبوه يقّص عليه قصة النهر والفيضان… وكيف أنّ بغداد لا تشبه بقية المدن.. فهي قد تبدو هادئة لمن لا يعرفها جيداً.. ولكنها مثل تنور والدته الراحلة قد يفور ويغلي على حين غرّة…!… ثائر ورفاقه يتقدمون.. ورجل السلطة ينتظر أن تدق ساعة الصفر التي لا يعرف هو معناها… دجلة وحده يبقى الشاهد على ما سيحصل….

وفي ختام الأمسية دار حوار شيق حول علاقة الطب بالأدب وكيف أن هموم البشرية التي تلهم المبدعين تبقى هموماً واحدة مهما أختلفت الطباع والتقاليد…

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *