لقطة رقم 1
.. تفتح علبة المكياج ,الطائرة تبدأ بالصعود ..
تنظر لوجهها بالمرآة ,تأخذ قلم الكحل الأسود تخط خطوطا بالعرض ,
على جفنيها ,ثم بأصبعها ترفع خطا للأعلى ..
الطائرة تحلق ..تضع على جفنها الأعلى خطا أخضر
جناح الطائرة يشق الغيم ..
تزيد بكثافة أحمر الشفاه ..قليلا تبدأ الطائرة بالهبوط ..
تلملم أدوات الزينة ,تغلق العلبة وتعيدها لمكانها ..
ثم , تتأبط يد زوجها الوسيم !
(هذه لقطة حقيقية لامرأة ركبت الطائرة وطوال الرحلة لم يشغلها شيء غير وضع المكياج لهذا لفتت انتباهي ,وأنا التي انشغلت بقراءة أية الكرسي وأخذت أتمتم ببعض الأدعية )..
2 ظلال النهر ..
المرأة المتشحة بظلال النهر..لازالت تجلس هناك عند ضفة نهر ,
تحاكي قصبه وصخوره وموجاته .تراقص الموجات تحت الظلام .. و تحرك بأصابعها بعض الرمال .
في البعيد أضاءا ت ملونة لعبارة تجوب مياه النهر ,طفلتها تومئ بيدها حيث الألوان المختلفة .التي بدأت تغرق في جوف النهر .
3 حجر ..
الطفل.. ينظر عن قرب ,لا تعلم ما الذي جذبه نحوها .بدأ يقترب منها ,هي منهمكة بإشعال الشمعة التي أطفأها الهواء , والموج المرتفع الذي بدأ يبلل قدميها .
أخذ من يدها الشمعة وضع حجرا على حجر وأشعلها, ألتفتت لم تجده , لحظات …..عاد يحمل بيده شمعة أخرى ,غسلها بماء النهر وأشعلها بجانب شمعتها ثم اختفى مجددا .
4 كبرياء ..
في الأعالي صقر يطير ..وعند النهر .. الغريق لم يبق منه الاّ الأصابع التي مدها نحو الصقر .. حاول التشبث بجناحيه ..
نظر الصقر بكبرياء ..وحلق عاليا ..
لم يبق عند الغريق سوى رزمة ورق فرشها وكانت قاربه للنجاة ..!
5 عودة ……….
المرأة العجوز تحمل في يدها جهازا صغيرا ، أنا صامتة حزينة والسائق يعبث بأزرار راديو سيارته الذي يسبب اختلاطا في أصوات الموسيقى .. زمت المرأة العجوز على شفتيها وحركت جهاز الموبايل الذي أخذ يبث أغاني جميلة تحمل أصواتا شبابية بعذوبة الفجر ونسائمه التي تداعب وجناتنا .. أصفر وجه السائق وبان الغضب في عينيه وهو يضغط على أزرار الراديو ليوقفه .. ابتسمت المرأة العجوز وبادلتها عيناي ابتسامة حزينة .. وفي احد مطاعم الاستراحة على الطريق الخارجي نزل السائق للغذاء وفضلنا أنا والمرأة البقاء في السيارة وعندما سألتها عن سر الأغاني الشبابية وأرواحها العذبة .
قالت :هذا الموبايل يعود إلى ولدي الذي يحب أغانيه كثيرا .
قلت : أين هو الآن ؟
قالت : مات منذ سنتين وما زال هذا الموبايل لا يفارقني .
شعرت لأول مرة بعد نوبة الحزن التي لم تفارقني أنني ابتسم وبصدق وإنا انظر إلى عيني المرأة اللتين مازال طيف ابتسامة شفافة يورق فيهما .
6 ورقة ..إلى لا أحد
ضغط على عظمة الساق ,أحس بالخدر ينتقل إلى ربلته المرتخية , شعر برغبة في السير ليس المهم إلى أين ,المهم أن يسير فجهاز الحاسوب الذي كان يجبره على المكوث و الأنشداد إلى ذلك الجهاز بات الآن يتضجر منه ومما يقرأه فيه,لن يسمح لتلك الكلمات إن تخترق دماغه ,دماغه الذي يحمله إلى حيث المتعة البصرية المتمثلة بالرؤى القديمة ,لذا فهو ينهض ويخرج رأسه من باب الغرفة ليستمع إلى زقزقة العصافير عند هبوطها لشرب قطرات الماء النازلة من صنبور الماء عند الحديقة .
داهمته تصورات شتى ,أيام بلياليها يجهد نفسه بالقراءة .هو الآن لا يريد سوى الراحة فقط ترهلت عضلاته من الجلوس المتواصل لساعات النهار والليل باتت تؤلمه .
في آخر جولة على شاطئ النهر الممتد في عمق مدينته .يتأمل المصابيح المنعكسة على صفحة الماء .
تمنى إن يغوص في داخل النهر .ينغرس في الطين يتنفس الهواء المذاب يجلس على مصطبة هناك .يتأمل في أشكال الناس , في الملابس وأشكال المحبين ,يحن إلى بيته إلى أيكة كان ومازال يستفيء بظلها ,فقد طوقته بحنان ,غمره مدى السنوات التي وجدت فيها هناك . يتملكه أحساس عبرها أنها منحته ذكريات جميلة ,وأشياء أجمل .
عاد وجلس عند الحاسوب ثانية وبدا يكتب .
أكتب حبا بالكتابة ,ولا يعنيني ما يتوهمون !
ورقة أولى ..إلى لا احد ) .