البوكر العربيَّة ..جائزة للناشرين أم للروائيين؟

*هيثم حسين

عندما أعلنت إدارة الجائزة العالمية للرواية العربية المعروفة بالبوكر العربية عن فتح أبواب الترشيح لدورتها الـ 11 لعام 2018، ذكرت أن حصة الروايات التي يقدمها الناشرون المؤهلون للتقدم تتوقف على عدد المرات التي وصلت فيها كتب الناشر المعني إلى القائمة الطويلة في السنوات الخمس السابقة (2013-2017).

وهكذا بات باب الترشيح محصورا في رواية واحدة للناشرين الذين لم يسبق لهم الوصول للقائمة الطويلة، وروايتين للناشرين الذين سبق وصولهم للقائمة الطويلة مرة واحدة أو مرتين، وثلاث روايات للناشرين الذين سبق وصولهم للقائمة الطويلة ثلاث أو أربع مرات، وأربع روايات للناشرين الذين سبق وصولهم للقائمة الطويلة خمس مرات أو أكثر.

كما أشارت إلى أنه إذا ما تقدمت دار نشر برواية لكاتب سبق له أن أُدرج على القائمة القصيرة في دورة سابقة، فإن هذا العمل لا يُحسب من نصاب الترشيح، أي أنه يتم قبوله بصورة آلية ويكون علاوة على الروايات المسموح التقدم بها.

ويثير هذا التحول في طريقة الترشيح الكثير من الأسئلة في أوساط الناشرين والروائيين من قبيل: هل البوكر جائزة لدور النشر أم للرواية؟ هل تتصدر حسابات السوق على جوانب الإبداع الروائيّ؟

ناشرون وناشرون
وتعليقا على تغيير شروط الترشيح للبوكر، يرى الناشر التونسي شوقي لعنزي صاحب ومدير دار “مسكيلياني” أن ذلك التحول يتجه لتكريس حضور الناشرين الذين سبق لهم المراهنة على البوكر في وجه الناشرين الجدد.

وقال لعنزي إنه بدلا من البحث عن آلية جديدة للتقييم مثل تخصيص لجنة خاصة بالفرز تيسّر عمل اللجنة الرئيسية، رمت البوكر الكرة في ملعب الناشر وهي تردد سرًّا “لا تعطني سمكة بل ضعها في فمي”.

أما الناشر الفلسطيني خالد سليمان الناصري صاحب “منشورات المتوسط” في ميلانو الإيطالية -والذي نشر عددا من الروايات العربية مؤخرا- فقد عبر عن استغرابه لشروط الترشيح الجديدة للبوكر، وقال إن التغيير الذي حصل يكرس ويرسخ فكرة أهمية الناشر أكثر.

ويضيف الناصري أنه “من الغريب هو أننا في هذا الزمن، أو هذه الفترة المفتوحة بالنسبة للمنافسة وبخاصة مع دخول النشر مرحلة جديدة مختلفة، وظهور دور نشر جديدة منافسة بمستوى عالٍ من الاحترافية وبمستوى كبير من النشر والانتشار، نعود إلى نقطة التضييق على المنافسة التي هي وقود العمل الإبداعي سواء كان على صعيد التأليف أو النشر أو صناعة الكتاب”.

نتاج تجربة
أما الروائي السوداني عماد البليك فيقول إن بند تحديد حصة دور النشر الجديدة برواية واحدة -إلا في حال الدخول للقوائم الطويلة أو القصيرة- موجود سابقا في البوكر الإنجليزية، ويرى أن “هذا الأمر إيجابي من وجهة نظر ترى أن التصفية الأساسية تتم بدءا بالناشرين، هذا بافتراض التزام الناشر بقواعد فنية وأخلاقية”.

كما يعتقد البليك أن هذا البند يساعد في تقليل عدد الروايات المشاركة التي يتوقع أن تنخفض إلى أكثر من الثلث بقليل في الدورة المقبلة (2018) وهذا يعني في حدود ستين إلى سبعين رواية بإضافة فرص القوائم.

ويجد كذلك أن من شأن ذلك أن يخدم اللجنة في القراءة الأكثر دقة للأعمال من المطالعة العابرة، ويقول “بعض الأعمال تفقد فرصتها بسبب عدم التدقيق في القراءة، وبالتالي تطغى عوامل أخرى غير النص مثل اسم الكاتب أو دار النشر، ومرات الإثارة التي يشكلها موضوع الكتاب أو فكرته، بغض النظر عن التقنية المكتوب بها”.

ويضيف صاحب “ماما ميركل” قائلا “بشكل عام إن أي شروط جديدة لابد أنها نتاج تجربة وتجريب، وبالتالي يتوقع أن تحدث جدلا كما تغير بعض الشيء في الخرائط، لكن تظل النظم الأساسية ثابتة، وتظل الجائزة بأي شكل كان هي الجاذب الأساسي للروائيين والناشرين، وحتى القراء”.

____________

المصدر : الجزيرة

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *