مواطن صالح

خاص- ثقافات

*حسن حجازي

صرت أفكر أكثر من أي وقت
في أن أصير مواطناً صالحا
لاأقرب ما حرم صانعو القرار
وأرضى بما تيسر لي من فتات
أفتى بجوازه أصحاب الحل والعقد،
سأتخلص بادئ الأمر من ظلي
خشية أن أمتد به طولا وعرضا
فأحجب على إثر ذلك زاوية الرؤية
عن قناصي الأسرار الخبيئة في صدري،
سأبتلع لساني الطويل في قضمة واحدة
سأنحت للصمت تمثال البلاغة
وأسكن في تجاويفه
حيث يعوي الفراغ
ويضيق المعنى
وتنتحر الحروف!
☆☆☆
ثم …سأتمرن كيف أمشي منكس الرأس
أكاد ألتصق بالحيطان التي سيعلمني لغتها الملغزة
كاهن بودي ولد لتوه من رحم الحكمة،
نعم،  أفكر بشكل جدي
في أن أصير مواطناً صالحا
أميط عن الطريق كل الأذى
الذي ألحقه بها أولي الأمر منا،
أشاهد النشرة الإخبارية على القناة الأولى
دون أن أستلقي على ظهري من فرط الضحك
في الصباح. .ومثل كل صباح
أرافق صغيرتي الجميلة إلى المدرسة
أوصيها -كالعادة- أن لاتطيل التحديق
في عيني الذئب السائب في الجوار
وأن تردد  كلمات النشيد الوطني على مقام النهوند،
في المساء غالباً ما أعود إلى البيت منهكا
أحمل معي رزمة ملفات
وحزمة زنابق أضعها في حجر حبيبتي
التي ستطلب مني شق عصا الطاعة
بأن أكون مواطناً صالحا
يرفع عقيرته باﻹحتجاج!

_________
*شاعر مغربي

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *