عروة الأحمد: بلكون سيصيبني بالفُصام!

خاص- ثقافات

*نضال سعد الدين

اعتدناهُ مثيراً للجدل في معظم الأعمال التي قدّمها على شاشة التلفاز، أو ضمن مواقع التواصل الاجتماعي، أو على خشبة المسرح.
إلا أنه هذه المرة قرر إثارة الجدل منطلِقاً من مجالٍ أوسع يقتحم كلّ البيوت، ويتوجّه إلى مختلف الفئات العمريّة، والشرائح الاجتماعية. إنه مجال الدراما التلفزيونية.
اتصلت به طمعاً في معرفة آخر مستجدات نصّه الأخير “بلكون” ورغم تحفظه على سرد ما يتمّ مع الجهة المنتجة، ومخرج العمل “محمد ياسين” الذي صرّح سابقاً عن اختياره لنصّ “الأحمد” من ضمن مجموعة نصوصٍ قُدّمت إليه. إلّا أن الأحمد لم يبخل علينا ببعض المعلومات الجديدة في هذا اللقاء الخاص:

–       إلى أين وصلتَ في كتابة “بلكون” ومتى تتوقع أن يبصر النور؟
تجاوزت النصف، والمتفق عليه أن يبدأ التصوير مطلع العام القادم.
–       وصف محمد ياسين مخرج “أفراح القبة” نصّك بالذكيّ فهلّا أخبرتنا أكثر عن بلكون؟
بلكون دراما اجتماعية مُعاصرة تطرح العديد من المَحاور الإشكالية: الانتحار؛ اللجوء ورحلته؛ الكورد السوريون؛ العزلة في المنفى، والاضطراب الوجدانيّ ثنائي القطب.
وبشكلٍ أوضح أستطيع القول أنّ: بلكون قَدَرٌ يضع “ورد” الصحفيّ العبثيّ في موضع الإجابة على أسئلةٍ وجوديّة لنادلة البار “ناي” الغارقة في العدميّة، والمقبلة على الانتحار أثر اضطرابٍ وجدانيّ ثنائي القطب -ورثته عن والدها- يشلّ رغبتها في المزيد من الحياة.
–       كيف يعالج النص موضوع الانتحار، والذي من الواضح بأنّ المقبلين عليه تزداد نسبتهم؟
هناك العديد من الأسباب تبدأ بالاستغلال البشريّ، والعزلة القاتلة؛ مروراً بالاكتئاب المزمن، والمسؤوليات التي أثقلت كاهل الشباب العاجز عن حملها، ولمّا تنتهي بأسباب قاهرة كالاضطرابات النفسيّة الناتجة عن أسباب مَرَضيّة متأصّلة.
لكن “بلكون” لا يصوّر الانتحار كنتيجةٍ لمرضٍ بل إنه يطرحه كأحد الخيارات المُحتملَة، ويتطرق إليه من هذا المنظور.
–       ألا تشعر بالقلق حيال ملفّ حساس كهذا؟
أكثر ما أرهقني في “بلكون” واستغرق مني الجهد الأكبر، والوقت الأطول هو المعالجة الدرامية لشخصية “ناي” والتي طرأ عليها العديد من التعديلات، والتطوّرات إلى أن آمنتُ بها.
هذه الفتاة مدهشة، وذات شخصية بالغة التعقيد والبساطة في آن. مفعمةٌ بالتراكمات المُتعِبة، ويبدو بأنها ستدفعني نحو الفُصام قبيل انتهائي من إنجاز هذا النصّ.
ناي توقظني في الليل لأقوم بالتعديل على مشاهدها. تباغتني أثناء تناولي الطعام؛ في المقهى؛ وأثناء المشي في الشارع. أجادلها لكنها تصرخ في وجهي قائلةً: كفّ عن الهرب من مواجهة الألم.
–       أين سيتم تصوير العمل؟
مشاهد قليلة في دمشق، والباقي في بيروت، ودبي، وأمستردام.
–       ماذا عن ترشيحات العمل؟
قدّمت لائحة مبدئية بالترشيحات إلى شركة الإنتاج، ونحنُ وسط نقاشٍ مفتوح حول هذا الأمر بالذات.
–       هل من الممكن ذكر الأسماء؟
سأذكر الأسماء التي أرسلتها في القائمة، ولكن ذلك مرهونٌ بقبولهم للأدوار، وتفرّغهم أيضاً، وهم حتى اللحظة:
باسل خياط، مكسيم خليل، ماجد الكدواني، سمر سامي، إياد نصّار، تيسير ادريس، محمد الأحمد، نانسي خوري، دانا مارديني، ريم علي، سامر اسماعيل، ميسون أسعد، ريم نصر الدين، أويس مخللاتي، إيهاب شعبان، لقمان ديركي، هيا مرعشلي، جنيد زين الدين والعديد ممن أتشرّف بترشيحهم.
–       نتحدث عن إنتاج ضخم، وعن أبطال غلب على عمرهم الشباب، وسمعتُ من أحد المصادر بأن شركة الإنتاج تنسّق مع إحدى أهم الشاشات العربية لعرضٍ أول. ما مدى صحة الأخبار؟
بالفعل يتمّ التنسيق حيال ذلك، وربما سيدخل الموضوع قريباً في طور الإنتاج المشترك. الشباب لهم النصيب الأكبر في هذا العمل، وهذا برأيي مآلٌ حتميّ لأيّ عملٍ يتطرق إلى آثار الحرب في سوريا.
– هلّا أعطيتنا سبقاً صحفياً من نصّك نختم به هذا الحوار؟
ورد: بتعرفي شو الفرق بيننا؟
ناي: ههههه كتار!
ورد: إنتي بتحلمي بفضا مفتوح.. تطيري فيه وترمي عنّك كل الوجع.
ناي: إي..
ورد: أنا بتكفيني مساحة كتير محدودة.. حضن صغير ينسّيني كلّ التعب!

شاهد أيضاً

العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية

(ثقافات) “طربوش أبو عزمي العلي”:   العلاقة بين الشخصية الحقيقية والروائية في مسلسل التغريبة الفلسطينية زياد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *