مقبرة الأقلام

خاص- ثقافات

*آسيا رحاحليه 

كلما حاولتُ أن أكتبَ عن الوطن

– أعني عن ما يمكن أن يضيعَ بسبب الخيانة –

كتبتُ عنكَ .

2

هبط الليل

جلس أبي يفكّر بالقمة العربية

و جلست أمي تفكّر بأبي

و نمتُ أنتظر الصباح

و أفكّر بك.

3

وطنٌ

يحتويني

و وطنٌ أحتويه.

4

سيمرّ الوقت

الشجرة الصغيرة في الحديقة المقابلة لنافذتي

سوف تكبر و تنجب ثمارا

أو تهدي الفرح لامرأة مثلي

منهكة من الأحزان.

سيمرّ الوقت

الفتيات خلف تلك النوافذ هناك سوف يتزوجن

الفتيان سيلتحقون بالجيش أو الجامعة

لعل واحد منهم سيفكّر “بالحرقة” إلى أوروبا

ليلا على ظهر قارب مكتظ كبيضة.

سيمرّ الوقت

ابنتي الوحيدة سوف تنجب طفلا

سأصبح جدّة

و لا أعرف ماذا يعني ذلك غير مزيد

من الحب .

5

مقبرة الأقلام

الصباح يفرك عينيه من أثر الظلام

حمامة تهدل كأمّ ثكلى

أنين سيارة ذات محرّك قديم

أحاول أن أركّز كي أكتب نهاية لقصة

تدغدغني فكرة مضيئة لكن القلم يجف فجأة

أضع جثّته بجانبي، برفق

و أبحث عن آخر

لا أستطيع التخلّص من قلم ميّت

كأن أرميه في القمامة مثلا

لماذا لا يفكّرون في مقبرة للأقلام

أو مصنع يحوّلون فيه موتى الحبر إلى أصابع

للذين فقدوا أصابعهم

في الحروب أو الحروق.

 

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *