إلى قيْثارتي

خاص- ثقافات

*محمد الزهراوي

آه .. أَ
أبوح لكِ ..
أيْن أنْتِ ؟
أرى لكِ قبْل
أن تَجيئي..
عبْر البرْزَخ
بِكًلّ ألوان
الطّيْف والضِياء
تتَهادَيْن مرِحةً
تمْشين الهُويْنى
كحقْل حنطَةٍ
في الرّيح ..
طُلوعَ فجْر !
لإقبالكٍ المحبوبِ
انْدِفاعاتُ أنهُرٍ
وأنا عنْكِ أبْحثُ
إذْ لِيَ فيكِ كإنْسانٍ
مكانٌ ضاع مِنّي..
لا أثرَ فيه ..
لِذَوي الِّلحى
لا لِلدّخان لا
لِلقبائِل والأحزان
لا لِحُكّامِ الأسى
ولا لِسَدنَةِ
الدّين الغِلاظ .
بهِ حبّ وماءٌ
وخبْز وكِتاب..
حتّى ما مِن
أحَدٍ غيْري
يطولُ نهْديْكِ ..
المرحتين أنا حرُّ
وأنْتِ ملِكَة ..
بيْن ذِراعَيّ !
أنْتِ نَديمي ..
وأيْن أنْت ؟
كيْف لا ..
أبوحُ لكِ بِما
فـي ذِمّتي ..
وأنْتِ الفاتِنةُ
ساحِرَةَ الإغْواءِ
و اللّفتاتِ الغَنِيّةِ
عنِ الكُحْل ..
مُهفْهَفَة الرِّدْفِ .
فُقْتِ كُلّ نِساء
الوَقتِ لُطْفاً ..
منَحْتِني وُجودَكِ
الغابَوِيّ كَإلهَةٍ ..
حرْفَكِ الهامِسَ
بِحُبّ لا يموتُ
وقلْبَكِ الـ ..
متْرعَ بالنّبيذِ .
يا نَسيمَ الرّيح ..
بلِّغ قيْثارة حُبّي
أنِّيَ اخْترْتُها
مٌقاماً وهيَ لي
وطَن ومنْفى ..
الكوْكَبُ بِدونِها
كلّه أطْلالٌ ..
دِيارٌ باكِيةٌ
ومُدن ٌ فاجِعة .
بلِّغْها نسْري أنّها
مَنارَتي في
الظّلام فوِقَ ..
كتِف البَحر .
وبلِّغْها أنِّيَ في
انْتِظار عوْدَتِها
مِن الغِيابِ !

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *