خاص- ثقافات
*سفتيلانا ألكسيفيتش/ ترجمة : د. محمد عبدالحليم غنيم
من تقرير صديقه فلاديمير ستانكفيتش ، طالب الدراسات العليا بقسم الفلسفة
… أراد أن يرحل دون أن يلاحظ ، قطعا . كان الوقت مساء ، وقت الشفق . لكن الكثير من الطلاب فى المسكن المجاور رأوه وهو يقفز . فتح نافذته على اتساعها ، وقف على عتبة النافذة ونظر إلى أسفل لفترة طويلة . ثم استدار واندفع بقوة وطار … طار من الطابق الثانى عشر …
امرأة مارة ومعها ابنها الصغير . تطلع الصغير إلى أعلى :
-
ماما ، انظرى الرجل يحلق فى الهواء مثل الطائر … ‘‘
حلق لمدة خمس ثوانٍ …
أخبرنى بكل ذلك ضابط شرطة المنطقة عندما عدت إلى السكن ، كنت أنا الشخص الوحيد الذى يمكن أن يطلق عليه صديقه، بكل ما تعنيه الكلمة . فى اليوم التالى رأيت صورته فى الصحيفة المسائية :
كان يرقد على وجهه فوق الرصيف … فى وضع الرجل الطائر .
يمكنى أن أحاول وضع ذلك فى كلمات قليلة …على الرغم من أن كل شئ انزلق بعيداً … فلا أنت و لا أنا يمكنه أن يستوعب هذه المتاهة .. سيكون التفسير جزئياً ، تفسيراً مادياً ، وليس تفسيراً روحياً . على سبيل المثال ، هناك شئ يسمى خط الاتصال الموثوق به ، فثمة شخص يتصل ويقول :
” أريد أن أنتحر ” و فى خمس عشرة دقيقة يقومون بإنقاذه . يكتشفون السبب ، لكنه ليس فى الواقع هو السبب الحقيقى ، إنه الزناد …
قبل يوم واحد من الآن رآنى فى القاعة
” من المؤكد أنك ستأتى . يجب أن نتكلم “
فى ذلك المساء طرقت على بابه عده مرات ، لكنه لم يفتح . استطعت من خلال الحائط أن أسمع أنه موجود هناك ( غرفتانا متجاورتان ) كان يتمشى ذهاباً وإياباً . ” حسنا ” فكرت ’’ سأمر عليه فى الغد ” و فى الغد كلمتنى الشرطة .
” ما هذا ؟ ” أرانى الشرطى مجلدا بدا لى مألوفا إلى حد ما.
انحنيت فوق الطاولة :
” إنها أطروحته العلمية ، هذه صفحة العنوان: “الماركسية والدين ” كل الصفحات مصلب عليها عرضياً بقلم رصاص أحمر ، مكتوب عليها فى عنف : ” هراء !! ثرثرة !! أكاذيب !! ” كان ذلك بخط يده .. تعرفت عليه …
كان يخاف دائماً من الماء … أتذكر ذلك منذ أيام الكلية . لكنه لم يقل أبداً أنه كان يخاف من المرتفعات …
لم يكن موفقا فى أطروحته. حسناً ، فليذهب بها إلى الجحيم ! يجب أن تعترف أنك كنت أسير مدينة فاضلة … لماذا القفز من الثانى عشر بسبب ذلك ؟ فى هذه الأيام كم من الناس يعيدون كتابة محاولتهم الأصلية ، أطروحتهم للدكتواره ، وكم من الناس يخشون أن يتقبلوا ذلك العنوان ؟ إنه أمر محرج وغير مريح … ربما قرر : سأتخلص من تلك الملابس وهذا الهيكل الجسدى …
لا يمكن للمنطق السلوكى أن يقود إلى هذا ، لكن تم ارتكاب الفعل مع ذلك … هناك مفهوم للقدر . قد منحت طريقاً لاتباعه .. عليك أن تصعد إليه .. .أمامك أحد الأمرين: تصعد أو تسقط … أعتقد أنه يؤمن بوجود حياة أخرى … فى طبقة رقيقة… هل كان متدنياً ؟ من هذا الموضع تبدأ التكهنات … لو كان يؤمن، فقد كان ذلك بدون وسطاء ، و بدون منظمات مرشدة ، وبدون أية طقوس . لكن الانتحار مستحيل مع شخص متدين ، فهو لا يجرؤ على انتهاك حدود الله … قطع الخيط … فآلة الزناد تعمل بشكل أسهل بكثير مع غير المؤمنين . إنهم لا يؤمنون بوجود حياة أخرى ، ومن ثم لا يخشون مما قد يحدث . ما الفرق بين سبعين سنة أو مائة سنة ؟ إنها محض لحظة ، حبة رمل، جزيء من الزمن ….
تكلمنا معا ذات مرة عن الاشتراكية وإنه لا يوجد حل لمشكلة الموت، أو على الأقل فى التقدم فى العمر . إنها فقط تحوم حول ذلك …
رأيته وهو يتعرف على رجل مجنون فى محل لبيع الكتب المستعملة . كان هذا الرجل أيضاً ، يفتش فى الكتب القديمة عن الماركسية ، كما كنا نفعل . وبعد ذلك قال لى :
” أتعرف ما قاله لى ؟ أنا شخص طبيعى – لكنك أنت الذى يعانى ، وتعرف إنه على حق ” ؟
أعتقد أنه كان ماركسياً مخلصاً ورأى الماركسية فكرة إنسانية ، حيث ’’ نحن ‘‘ تعنى أكثر كثيرا من ” أنا ” مثل نوع من الحضارة الكونية الموحدة فى المستقبل … عندما تمر بغرفته سيكون راقداً هناك ، وهو محاط بالكتب ل: ماركس ، سيرة هتلر الذاتية ، ستالين ، قصص هانز كريستين أندرسون ، بونين ، الكتاب المقدس ، القرآن الكريم . كان يقرأ كل ذلك فى وقت واحدٍ . أتذكر شذرات من أفكاره ، لكنها فقط شذرات . سأعود إليها بعد ذلك … أحاول أن أجد معنى ما لموته .. لا عذر ، لا سبب .. مؤكد ! فى كلماته …
” ما الفرق بين الباحث والكاهن ؟ يحاول الكاهن أن يتعرف المجهول من خلال الإيمان . لكن الباحث يحاول أنا يفهم ذلك من خلال الحقائق ، من خلال المعرفة . المعرفة هى العقلانية . لكن دعنا نأخذ مسألة الموت ، على سبيل المثال . فقط الموت . الموت يتجاوز الفكر .
لقد اتخذنا نحن – الماركسيين – دور كهنة الكنيسة ، تقول أننا نعرف الإجابة على السؤال : كيف تجعل الجميع سعداء ؟ كيف ؟ كان كتابى المفضل فى مرحلة الطفولة هو ” الإنسان البرمائى ” للمؤلف: أيه . بيليايف وقد أعدت قراءته مؤخراً . إنه رد على كل الطوباويين فى العالم … الأب يحول ابنه إلى إنسان برمائي. يريد أن يمنحه محيطات العالم . لكى يجعله سعيداً عن طريق تغيير طبيعته البشرية . إنه مهندس رائع .. يعتقد الأب أنه قد كشف السر … كما لو كان هو الله ! لقد جعل من ابنه أتعس البشر … لا تكشف الطبيعة عن نفسها للعقل البشرى … إنها فقط تغوى بذلك “
يوجد هنا عدد قليل الى حد ما من منولوجاته ، كما أتذكرها ، على الأقل .
” ظاهرة هتلر سوف تقلق الكثير من العقول لفترة طويلة قادمة . تثيرهم .كيف . بعد كل ذلك الهوس الجماعى ؟ الأمهات يمسكن بأطفالهن ويبكين . ’’ هذا ، القهر ، خذوهم “
” نحن هم المستهلكون للماركسية . من يستطيع أن يقول أنه يعرف الماركسية ؟ يعرف لينين ، يعرف ماركس ؟ هناك ماركس فى البداية… وماركس فى نهاية حياته . التماثيل النصفية ، الظلال ، الإزهار المعقد كل ذلك مجهول بالنسبة لنا . لا أحد يمكنه أن يزيد من معرفتنا . نحن جميعاً مفسرون .
فى الوقت الحالى نحن متمسكون بالماضى كما نفعل فى التعلق بالمستقبل . كذلك اعتقدت أننى كرهت كل حياتى هذه ، لكن اتضح أننى أحبها . أحب ؟ … كيف يمكن لأى شخص أن يحب هذه البركة من الدماء ؟ هذه المقبرة ؟ يا للقذارة ! يالها من كوابيس … كيف يختلط الدم بكل ذلك … ومع ذلك أحب ذلك !
” أقترحت على أستاذى موضوع أطروحة علمية جديدة ، الاشتراكية باعتبارها غلطة عقلية ‘‘ فكانت إجابته: ” هراء ” كما لو كنت أستطيع حل شفرة الكتاب المقدس أو نهاية العالم بنفس القدر من النجاح . حسناً ، الهراءء شكل من أشكال الإبداع أيضاً …. ارتبك الرجل العجوز . أنت تعرفه بتفسك – إنه ليس واحدا من هؤلاء الضراط العجائز ، لكن بالنسبة له ، كل شئ حدث كما لو كان مأساة شخصية. كان ينبغى أن أعيد كتابة أطروحتى ، لكن كيف يمكن أن أعيد كتابة حياته هو؟ فى الواقع الآن كل منا ينبغى أن يعيد تأهيل نفسه . هناك أمراض عقلية – متعددة ، أو مفككة ، اضطراب فى الشخصية . الناس الذين ينسون أسماءهم ومواقفهم الاجتماعية وأصدقاءهم وينسون حتى أطفالهم ، وحياتهم . إنه فناء للشخصية … فعندما لا يستطيع الفرد الجمع بين الأخذ الرسمى أو الاعتقاد الحكومى ، و وجهة نظرة و شكوكه.. مدى صحة ما يعتقده ، ومدى صحة ما يقوله . تنقسم الشخصية إلى جزأين أو ثلاثة أجزاء … هناك العديد من مدرسى التاريخ و الأساتذة فى مستشفيات الأمراض النفسية … يفضل لو كانوا قد رسخوا شيئاً ما ، أفضل من الانحراف . على أقل تقدير ثلاثة أجيال … وعدد قليل من الآخرين الذين فسدوا … كيف أن كل شئ غامض يفتقد إلى التحديد … إغراء المدينة الفاضلةً …
” خذ جاك لتدن … أتتذكر قصته عن كيف تعيش حياتك حتى لو كنت فى الأغلال ؟ عليك فقط أن تخشوشن ، تغرق ، ثم تعتاد على ذلك … وسيكون عليك حتى أن تكون قادراً على الحلم … “
الآن أحلل ما قاله .. متابعاً قطار فكره .. أستطيع أن أرى أنه كان يستعد للرحيل ….
ذات مرة و كنا نشرب الشاى ، فجأة ، قال :
” أعرف كم ما تبقى لى من الوقت … “
صاحت زوجتى:” فانيا ، ما الذى تقوله ؟
ثم أضافت ” كنا حقا نعد أنفسنا لكى نزوجك “
” كنت أمزح ، كما تعلمين، لا يمكن للحيوانات أن تقدم أبدا على الانتحار . إنها لا تخرق الصف “.
فى اليوم التالى لهذه المحادثة وجدت مديرة السكن الجامعى فى صندوق القمامة بدلة ذات ماركة جديدة ، وجواز سفره فى الجيب ، جرت إلى غرفته . كان مرتبكا وقد غمغم بشئ عن أنه كان فى حالة سكر . لكنه لم يذق أبداً من فترة قطرة واحدة ! احتفظ بجواز السفر ، لكنه أعطاها البدلة قائلا ” لن أحتاج إليها بعد ذلك “
لقد قرر أن يتخلص من هذه الملابس ، من هذا الغشاء الجسدى ، كان لديه الكثير من الدهاء ، و فهم التفاصيل أكثر مما نتوقع . وهو فى مثل عمر المسيح .
قد يعتقد المرء إنه قد أصيب بالجنون ، لكن قبل بضعة أسابيع ، سمعت عرضه للبحث … منطق فى سهولة الماء . دفاع رائع !
هل الشخص فى حاجة حقا لأن يعرف متى ينتهى أجله ؟ ذات مرة عرفت رجلاً يعرف ذلك ؟ صديق لوالدى . عندما أرسل إلى الحرب ، تنبأت له امرأة غجرية . بأن عليه ألا يخاف من طلقات الرصاص لأنه لن يموت أثناء الحرب ، لكن فى الثامن والخمسين و هو فى البيت ، وهو جالس فى المقعد ذى الذراعين . لقد خاض غمار الحرب كلها ، تعرض لإطلاق النار وكان معروفاً بالرفيق المتهور وقد تم إرسالة إلى المهام شديدة الخطورة وكان يعود دون أن يخدش . وحتى سن السابعة والخمسين شرب ودخن منذ أن عرف أنه سيموت فى الثامنة والخمسين وهكذا حتى ذلك الحين استطاع أن يعمل أى شئ ، كان عامه الأخير مضطرباً … كان خائفاً باستمرار من الموت … وكان ينتظر … ومات فى سن الثامنة والخمسين فى المنزل ، فى مقعد أمام التليفزون .
هل من الأفضل للإنسان أن يحدد لنفسه خطا مرسوما؟ الحد بين هنا وهناك ؟ وحيث من هنا تبدأ الاسئلة …
اقترحت عليه أن يفتش فى ذكريات طفولته ورغباته، ما الذى كان يحلم به ، ثم تخلى عنه . ويستطيع أن يحققه الآن … لم يتحدث إلى أبداً عن طفولته . ثم فجأة انفتح . من الشهر الثالث من عمره وهو يعيش فى الريف مع جده . وعندما صار أكبر قليلاً كان يود أن يقف على جذع شجرة و ينتظر أمه . عادت ماما بعد انتهاء المدرسة ، مع ثلاثة إخوة وأخت ، كل طفلا من رجل مختلف . درس حتى الجامعة ، أبقى لنفسه عشر روبلات ، وأرسل ما تبقى من راتبه إلى المنزل ، إلى ماما .
” لا أتذكر أبداً أنها قدغسلت أى شئ لى . ولا حتى منديل . لكننى فى الصيف سأعود إلى الوطن : سأطلى الجدران . وإذا قالت لى كلمة طيبة ، سأكون سعيداً .
لم يكن له أبداً صديقة .
حضر أخوه إليه من الريف. كان فى المشرحة… بدأنا نبحث عن امرأة للمساعدة، لكى تغسله وتلبسه . هناك النساء اللاتى يفعلن هذا الشئ . عندما حضرت كانت ثملة . ألبسته بنفسى …
فى القرية جلست وحدى معه طوال الليل . وسط الكبار من الرجال والنساء . لم يخف أخوه الحقيقة ، ومع ذلك طلبت منه ألا يقول شيئا ، على الأقل لأمهما ، لكنه كان فى حالة سكر وأفشى كل شئ . ظلت السماء تمطر بغزارة لمدة يومين . فى المقبرة كان لابد للجرار أن يجر السيارة بالنعش . رسمت النساء العجائز الصليب على صدورهن فى خوف وحمية .
” ذهب ضد إرادة الله ، لقد ارتكب إثما “
لم يسمح له الكاهن بالدفن فى المقبرة : لقد ارتكب خطيئة لا تغتفر … لكن وصل رئيس مجلس القرية فى سيارة وأعطى له التصريح بالدفن .
رجعنا وقت الشفق . مبتلين ومحطمين فى حالة سكر .
خطر لى أنه لسبب ما فى الغالب يختار الرجال الأوفياء والحالمون هذه الأنواع من الأماكن . من هذا النوع فقط من المكان الذى ولدوا فيه . كانت حواراتنا عن الماركسية باعتبارها حضارة عالمية موحدة فى ذاكرتى. وعن المسيح باعتباره الاشتراكى الأول . وحول أن سر العقيدة الماركسية لم يكن مفهوماً تماماً لنا ، على الرغم من أننا كنا غارقين حتى ركبنا فى الدم .
جلس الجميع إلى المائدة . صبوا لى كأساً من الفودكا المحلية. .شربته على الفور… بعد عام ذهبت أنا و زوجتى إلى المقابر مرة أخرى … قالت زوجتى ::
-
” ليس هنا ” ثم أضافت :
-
” عندما حضرنا فى المرات السابقة لزيارته ، هذه المرة مجرد شاهد لقبر . تذكر كيف كان يبتسم فى الصور الفوتغرافية ؟ “
إذن لابد أن يكون قد تم نقل رفاته ، للنساء أجهزة أكثر حساسية من الرجال ، ولقد شعرت بذلك .
وكانت نفس المناظر الطبيعية . أما نحن فمبتلون . محطمون . فى حالة سكر . أغدقت أمه علينا بالتفاح من أجل الرحلة . وقام قائد الجرار الثمل بتوصلينا إلى محطة الحافلات …
“انتهت”
*هذا النص أعلاه واحد من مجموعة تضم أكثر من عشر حكايات عن الانتحار كتبتها سفتيلانا ألكسيفيتش ونشرتها فى روسيا عام 1994 تحت عنوان (مفتون بالموت)، وقد تم الترجمة عن النص الإنجليزى المنشور فى مجلة نيويورك لعروض الكتب :
The New York Review of Books
November 19, 2015 • Volume 62, Number 18
المؤلفة : سفيتلانا ألكسيفيتش
ولدت سفيتلانا ألكسيفيتش فى31مايو عام 1948 فى بلدة Stanislav (الآن Ivano-Frankivsk ) فى غرب أوكرانيا لأب من بيلاروسيا وأم أوكرانية ، وتربت فى روسيا البيضاء . بعد انتهاء الدراسة عملت صحفية فى عدد من الصحف المحلية قبل أن تتخرج من جامعة ولاية بلاروسيا عام 1972 ، ثم صارت مراسلة لمجلة نيمان الأدبية فى مينسك عام 1976. واصلت سفيتلانا ألكسيفيتش مهنة الصحافة والكتابة السردية من خلال المقابلات مع شهود العيان عن الأحداث الأكثر إثارة فى البلاد مثل الحرب العالمية الثانية والحرب الروسية الأفغانية وسقوط الاتحاد السوفيتى وكارثة مفاعل تشيرنوبيل . وبعد الاضطهاد من قبل نظام لوكاشينكو ، رحلت عن بيلاروسيا عام 2000 . وخلال العقد التالى من 2000 إلى 2011 عاشت سفيتلانا ألكسيفيتش متنقلة بين باريس وجوتنبرج وبرلين ودول أخرى .وفى عام 2011 عادت إلى مينسك . وبخلاف جائزة نوبل حصلت على عشر جوائز أدبية كان آخرها قبل نوبل بالطبع عام 2013، ومن أبرز أعمالها التى استحقت عليها جائزة نوبل :
-
وجوه غير أنثوية للحرب ، مينسك 1985.
-
أولاد الزنك ،موسكو 1991.
-
مفتون بالموت ،موسكو 1994
-
أصوات من تشيرنوبيل ، موسكو .1997
-
آخر الشهود ، قصص غير طفولية ، موسكو 2004.
-
الوقت من جهة أخرى ، موسكو 2013.